يشكو مقدسيون فلسطينيون من العنف المفرط الذي تستخدمه الشرطة الاسرائيلية منذ مقتل الفتى محمد ابو خضير، سواء خلال مواجهات او "حتى بدون سبب ظاهر" ضد شبان عرب كما تؤكد منظمات حقوقية اسرائيلية قدمت شكوى لمطالبة الشرطة بوقف هذا العنف.

روت بكرية الشاويش وهي من سكان من القدس القديمة المحتلة لوكالة فرانس برس "اعتقلت الوحدات الخاصة ابن اخي فتحي (22 عاما) في حي شعفاط في الثالث من تموز/يوليو، وقامت بضربه وتكسيره ثم نقله مباشرة الى مستشفى هداسا عين كارم، ومدد القاضي اعتقاله داخل المستشفى". واكدت ان فتحي اعتقل وتعرض للضرب لمجرد وجوده في منطقة المواجهات.

بقي فتحي اربعة ايام في المستشفى ومنعت عائلته من زيارته. واظهرت بكرية الشاويش، وهي بمثابة والدته، صورا له على هاتفها النقال تبين اثار الضرب على راسه ويديه بالاضافة الى بقع حمراء كبيرة خلف اذنيه واثار جروح على رجليه وساقيه.

واوضحت الشاويش ان هذه الصور التقطتها محاميته بعد اسبوع على اعتقاله. وتابعت "لقد رايناه في المحكمة في التاسع من تموز/يوليو ومنعونا من التحدث معه او الاقتراب منه ومددوا اعتقاله حتى 24 تموز/يوليو".

وفي رسالة الى مفتش الشرطة الاسرائيلية العام يوحانان دنينو بعثتها مساء الاربعاء، طلبت جمعية المواطن الاسرائيلية منه "التدخل الفوري لضمان عدم تجاوز قوات الشرطة وحرس الحدود& للاحكام والصلاحيات، ووقف مسلكياتها الجنائية فورا"، بالاضافة الى القيام بخطوات عملية لاجتثاث "العنف الشرطي" الموجه ضد سكان القدس الشرقية خصوصاً في هذه الفترة.

وقالت الجمعية "ان الشهادات والافادات التي لدينا تثير تخوفا كبيرا من ان قوات الشرطة او حرس الحدود مارسوا العنف الجسيم والمبالغ به ضد المقدسيين الفلسطينيين، والحقوا اضرارا جسدية بهم، وذلك من خلال استخدام العنف المفرط". واشارت الى ان "بعضهم تلقى ضربات مباشرة على الرأس، ليحتاجوا بذلك الى تلقي العناية الطبيّة الطارئة".

واندلعت مواجهات عنيفة في الاسبوعين الماضيين في القدس الشرقية المحتلة وكافة احيائها ومناطقها اثر مقتل الفتى محمد ابو خضير (16عاما) وحرقه في الثاني من تموز/يوليو الحالي. وتتداول صفحات التواصل الاجتماعي فايسبوك صور الشبان الذين تعرضوا للضرب على يد الشرطة.

ووثق شريط فيديو صُور خلسة من نافذة احد بيوت حي شعفاط، عملية ضرب الفتى طارق ابو خضير (16عاما)، والذي يحمل الجنسية الاميركية، على يد الوحدات الخاصة اثناء اعتقاله في الثالث من تموز/يوليو.

وفي حديث لفرانس برس قال طارق "لقد اوسعوني ضربا، لا اعي ما جرى معي سوى انني ضربت كثيرا". ولا تزال اثار الاصابات بادية على وجهه.

اما والدته سهى فقالت "ابني مصدوم وفي حالة رعب"، مضيفة "اتينا الى البلاد لقضاء اجازة". وتابعت "كان المرحوم محمد صديقه وكان معه معظم الوقت. دخل طارق المسجد، وبقي محمد في الخارج ولكنه اختفى فجأة وقتل وحرق، وبعدها بيوم قاموا بضرب ابني وتكسيره".

واضافت "نحن جميعا مصدومون"، متسائلة "باي شريعة يحرق ولد حيا؟ نحن جميعا بحاجة الى العلاج". وروت سهى ما جرى لابنها، وقالت "عندما ضربوه وقاموا بجره فقد الوعي، ونقلوه الى مستشفى هداسا العيسوية، لكن المستشفى رفض استقباله وعلاجه لسوء حالته، وبعدها نقلوه الى مستشفى هداسا عين كارم وبقي هناك ست ساعات ينزف ويتالم من دون ان يقدم له العلاج".

ومضت سهى بالقول "انا لم استطع النظر الى ابني، كان منظره مخيفا وهو لا يزال يتالم، ولا ينام وتنتابه الكوابيس، وانا اتالم معه وابكي عليه بالخفية حتى لا يتاثر ببكائي".

وقضت المحكمة بابعاد طارق عن الحي ودفع كفالة عشرة الاف شيكل (2900 دولار). ونددت وزارة الخارجية الاميركية بضرب طارق وطالبت باجراء تحقيق شفاف. وعمدت الشرطة الى وقف احد افرادها عن العمل. وغادر طارق وعائلته الاربعاء البلاد الى الولايات المتحدة.

وروى المحامي يوسف كرام من جمعية حقوق الانسان& قصة اعتداء آخر، حيث نقل شهادة الشاب مجدي ربيع (21 عاما). وقال "نجا مجدي من محاولة دهس في القدس عند مفترق التلة الفرنسية عندما حاول سائق سيارة يهودي دهس ثلاثة من سكان حي بيت حنينا، وعندما فشل (في المرة الاولى) عاد بسيارته الى الخلف لدهسهم"

وقال "هذه المحاولة فشلت ايضا، وتمكن الشبان الثلاثة من انزال السائق من السيارة، وكانت الشرطة حاضرة هناك ولم تتدخل وسمحت للسائق بالفرار". واضاف كرام "وبدلا من حمايتهم، ضرب رجال الشرطة الشبان العرب الثلاثة ضربا مبرحا على الراس وعلى سائر جسدهم، ونقل الثلاثة الى مستشفى هداسا عين كارم للعلاج".

وتابع "ان السكان يخشون تقديم شكاوى امام وحدة التحقيق مع الشرطة خشية من انتقام افرادها منهم، ولذلك هناك اهمية قصوى لتدخل قيادة الشرطة الفوري من اجل اجتثاث العنف الشرطي غير المبرر".

واعلنت الشرطة الاسرائيلية الخميس عن اعتقال 23 شابا على خلفية مواجهات جرت ليلا في القدس، ليصل عدد المعتقلين منذ حوالى اسبوعين الى 201. وقدمت بحق 45 منهم لائحة اتهام.