رجل حامل تحول من أنثى إلى ذكر يستعد للولادة قريبًا
تشريعات الدين والقوانين أمام تحديات الهندسة الوراثية
عدنان البابلي: أثار رجل اسمه توماس هيلي اسئلة قانونية واشكالات فقهية باعلانه انه حامل ( حبلى ) من خمسة أشهر، فالمجتمعات الانسانية عرفت الرجل أبًا، والمرأة أمًّا لكن العصر يشهد على الارجح تبادل ادوار يقلق رجال الدين ويضع رجال القانون امام التفكير بتشريعات جديدة تعالج العلاقة القانونية بين الشريكين ومواصفات العقد الذي يربط بينهما وشروطه، لا سيما أن علماءً نجحوا ايضًا في استخلاص المني من جذع الانثى، مما يعني قدرة المرأة على الحمل والانجاب دون الحاجة إلى الذكر.
السؤال الماثل امامنا اليوم هو امكانية التكييف القانوني لهذا العقد، فضلاً عن القضية الفقهية التي يثيرها في المجتمعات الاسلامية، وهل يمكن اباحة هذا النوع من العقود من الناحية الاخلاقية والدينية والقانونية. وكيف ستكون الوضعية القانونية للطفل بخصوص النسب والميراث. بل ان هذا الامر يحمل شاكلاً حتى لأخصائي اللغات، ولا سيما اللغة العربية، واذا امعنت في لسان العرب فإن الحمْل صفة في الانثى فهي حُبْلـى، والـحَمْل ، بالفتـح: ما يُحْمَل فـي البطن من الأَولاد وحَمَلت الـمرأَةُ والشجرةُ تَـحْمِل حَمْلا.
الاخصاب الصناعي للرجل
وقبل خبر اعلان توماس انه حامل، كان اللورد روبرت ونستون الأستاذ فى الطب التناسلي بمستشفى لندن الجامعي قال ان الرجل يمكن ان يحمل ويرضع طفله، ويرى انه يمكن ان يتم حمل الرجل بالاسلوب نفسهالذي تحمل به المرأة خارج رحمها. وتتلخص فكرة اللورد انه بعد ان تتم عملية الاخصاب الصناعي في انبوبة الاختبار، فإنه يمكن استزراع الجنين داخل التجويف البطني للرجل حيث يبني الجنين المشيمة الخاصة به والتي تمده بالغذاء، وقد تتم الولادة بعد ذلك عن طريق عملية قيصرية. وكانت سيدة من مقاطعة الفوردقدأنجبت طفلاً لم يكتمل نموه داخل رحمها بل تحرك الجنين الى تجويف البطن الام واستكمل نموه بواسطه المشيئه عند امعائها، لكنه كان طفلاً صحيحًا وسليمًا في النهاية. وتنطلق فكرة امكانية حمل الرجال ( الذكور ) من تشابه الغشاء البريتوني عند الرجل و المرأة وذلك بعد حدوث حالات نادرة للنساء حملن خارج الرحم والتي يرجع سببها إلى اتجاه البويضة نحو quot;البوقquot;بدل من أن تسير اتجاه الرحم، فتستقر في تجويف البطن لتلتصق بالغشاء البريتوني ليحدث الحمل في تجويف البطن، وانطلاقًا من هذه الفكرة يرى بعضهم إمكانية نقل البويضة ملقحة داخل تجويف بطن الرجل لتلتحم بالغشاء البريتوني.
وكانت وسائل الاعلام قد تناولت باهتمام كبير قصة الرجل الحامل ثوماس بيتي، وهو في الأصل امرأة هي تريسي لاغوندينو من هاواي، قامت باستئصال ثدييها، وأخضعت نفسها لعلاجات بهرمون التيستوستيرون لتبدو رجلاً، لكنه او( لكنها ) أبقى على أعضائه الأنثوية التي تعمل بشكل طبيعي من رحم ومبايض. ولانه ارتبط بامراة غير قادرة على الانجاب فقد قرر ان يحمل طفلاً بدلاً عنها، حيث أعلن بيتي أنه حامل بأنثى منذ خمسة أشهر وأنه تولى الحمل نيابة عن زوجته نانسي التي لا تستطيع الإنجاب. واصبح بيتي حاملاً بعد ان حقن بحيوان منوي لشخص مجهول..
في الكويت حدث ذلك
وقبل توماس نشرت صحيفة الراي العام الكويتية في عام 2004 خبرًا قالت عنه الصحيفة انه فريد من نوعه ويتمثل باكتمال نمو جنين في جدار معدة رجل، اجريت ترتيباته العلمية بسرية تامة وبعيداً عن الاضواء لضمان نجاحه على ايدي امهر الأطباء. الرجل الحامل نيابة عن زوجته العقيمة قال انه وجد الحل عند البروفيسور من جامعة ميتشيغان الاميركي ارنولد ساتلوف الذي زار الكويت وعرض عليه فكرة ان يحمل نيابة عن زوجته بعدما تعثر وجود أم بديلة تقوم بهذا الدور.
وقال :لم يكن امامي سوى خيارين: إما أن أقوم بتطليق زوجتي ارضاء لأهلي الذين يرغبون في رؤية حفيد لهم، أو الخضوع الى ما أقدمت عليه من اجراء عملية متطورة تضمن لي الانجاب، الذي بموجبه تبقى زوجتي أماً مثل سائر الأمهات ويصبح لدينا أسرة أسوة بالأسر السعيدة التي أنعم عليها بالانجاب الطبيعي، وعلى رغم التحذيرات التي تلقيتها والمحاذير الاجتماعية المواقف التي قد اضع نفسي فيها، الا انني قررت المضي في التجربة واضعاً نفسي في خدمة العلم من جهة وفي خدمة السعادة الأسرية التي اتطلع اليها .
وفي 2007 نجح علماء بريطانيون في اخصاب انثى من انثى دون الحاجة للذكر حين فصلوا خلاليا جذعية تقوم بدور الحيوان المنوي الذكي باخذها من النخاع العظمي للانثى ومن ثم تلقح انثى اخرى بالمني الجديد ما يجعلها تحمل وتلد بيولوجيا دون اي حاجة إلى للذكر والعلاقة الطبيعية معه. وقدم طاقم العلماء من جامعة نيكولاس البريطانية طلبا لسلطات المؤسسة الاكاديمية البريطانية لمنحه التصريح اللازم لاستخلاص quot; المني quot; من جذع الانثى على ان يشرع الفريق باجراء التجارب خلال عدة اشهر من تاريخ الحصول على التصريح اللازم.
ان نجاح العلماء باستخلاص المني من جذع الانثى يعني قدرة المرأة على الحمل والانجاب دون الحاجة إلى الذكر، وسيصبح بمقدرة مثيلات الجنس من النساء انجاب طفل بيولوجيا من صلبهن دون الحاجة الى انتظار ذكر ليتبرع لهن بالحيوان المنوي اللازم لعملية التخصيب حسب صحيفة quot;يديعوت احرونوتquot; التي اوردت النبأ.
ويرى سنك فيدو استاذ الكيمياء الحيوية في جامعة ايندهوفن في حديثة ل ( ايلاف )..ان كلاً من الذكر والانثى يمتلك كروموسومات X والفرق ان الذكر ينفرد بامتلاك كروموسوم V الضروري لانتاج الحيوانات المنوية.
لكن البرفيسور كريم نيرينية من جامع نيكولاس نجح في عام 2007 في استخلاص خلايا منوية بدائية من الذكور واعاد الكرة في محاولة ناجحة لاستخلاص خلايا منوية بدائية من الاناث حيث نجح خلال تجربة مختبرية بتخصيب انثى فأر بوساطة خلايا منوية استخلصت من انثى اخرى، وتكللت بعض عمليات تخصيب الفئران بالنجاح حيث وضعت صغارًا فيما اجهضت بعض الفئران الاخرى.
ويرى البرفسور كريم ان التقنية الجديدة تتيح للنساء الحمل والولادة دون حاجة الى مني ذكري، وقال في تصريح لمجلة الاسبوعية العلمية quot; New Scientistquot; ان الامر ممكن من الناحية العملية ولا يعيق تطبيقها غير الحصول على التصاريح والتراخيص اللازمة من الجهات المختصة.
الازواج يشاركون زوجاتهم اعراض الحمل
ويبدو ان انقلابًا في مفاهيم الاسرة والعلاقة بين الذكر والانثى تحدثه تطورات علمية جديدة يمكن ان تجد لها تطبيقًا في المستقبل ومن ذلك ما اكدته دراسة أميركية حديثة أن الأزواج يشاركون زوجاتهم اعراض الحمل نفسهامن زيادة الوزن والغثيان وتغيرات في الشهية واحساس مستمر بالتعب واكتئاب وحتى آلام الأسنان. ويطلق العلماء على هذه الحالة اسم quot;الكوفادquot; ويعني انتظار (الفقس ) أي مشاركة الزوجة أعراض الحمل rlm;. وأشارت الدراسة ان الرجال يشعرون بتلك الأعراض مع الشهر الثالث لحمل زوجاتهم وتستمر في الإزدياد حتى المرحلة الأخيرة من حمل الزوجة ولا تنتهي تلك الأعراض إلا بعد الولادةrlm;. ويؤكد هذه الحقيقة الهولندي ماكس فان در الباحث في جامعة ايندهوفن حيث قال انه انتهى من دراسة اكدت مشاركة الرجل لأعراض حمل زوجته rlm;rlm; ولكن بعض الرجال يشعرون بالأعراض أكثر من غيرهم.
وتزامنت هذه الدراسة مع نتائج بحوث في جامعة سانت جونز نيوفاوندلاند الكندية اثبتت ان حمل المرأة يسبب حدوث تغيرات هرمونية لدى الرجل، في اول دليل علمي على وجود ما يعرف باسم quot;الحمل التعاطفيquot; عند الرجال. ولاحظ الباحثون وجود تقلبات في مستويات الهرمونات لدى الرجل اثناء فترة حمل شريكة حياته. واظهرت الدراسة بعد فحص عينات دم سحبت من 34 رجلا في احد مراكز الاعداد للحمل، وجود تغيرات كبيرة في مستويات هرمونات quot;كورتيزولquot; وquot;برولاكتينquot; وquot;تستوستيرونquot; لدى الآباء المقبلين خلال الاشهر القليلة التي سبقت الولادة. وكانت جمعية بريطانية قدأعلنت مشروعًا لزراعة الثدي للراغبين من المخنثين ومنحهم مكافاة مالية لتشجيعهم على فعل ذلك. واذا كانت وسائل الاعلام قداهتمت كثيرًا بحمل توماس، لكنها لم تتحدث كثيرًا عن حالة مماثلة نشرتها مجلة التايم الاميركية عام 2004 حيث حمل شخص اسمه لي منغوي جنينا.
وفي عام 2006 حمل رجل اسمه سانجو باكاتس في مدينة ناجبور بالهند حيث كبر بطنه بشكل غير طبيعي ( انظر الصورة ) بعد ان بلغ حمله شهره التاسع مما استدعى نقله الى المستشفى، حسب خبر اوردت قناة اي بي سي.
ويقول الدكتور اجاي ميهتا الذي اشرف على ولادة سانجو ان سوائل كثيرة احتواها بطن الرجل الذي اسفرت ولادته عن مخلوق غريب هو عبارة عن كتلة غريبة من اللحم والعظام والشعر وكان للمولود اظافر طويلة للغاية.
ويرى الشيخ عبد القادر حاج وهو امام جامع في مدينة ايندهوفن الهولندية في حديثة ل(ايلاف ) عن شرعية حمل الرجل وانجابه طفلا، انه لايرى ان هناك فتوى محددة بخصوص الموضوع لكننا ننظر في هذه الناحية الى نتيجة الفعل، والنتيجة هنا هي ابن غير شرعي من علاقة او طريقة غير شرعية فلا يثبت نسبه من امه وحتى ابيه لان الحيوان المنوي اخذ من شخص مجهول. وفي هذه الحالة، فإن شرط ثبوت النسب من العلاقة الزوجية الصحيحة غير موجودة. واذا ما حدث هذا الامر لاقدر الله في مجتمع اسلامي فالنظام الإسلامي يحمي الأبناء غير الشرعيين، فتربيتهم وتعليمهم ورعايتهم والنفقة عليهم واجب على الدولة الإسلامية في بيت المال، ومن جهة أخرى فإن من أخذ هذا الابن غير الشرعي وادعى نسبه -أي نسبه إلى نفسه- دون إبداء الأسباب أو المبررات ودون إثبات أي علاقة بينه وبين أم الطفل، فإن نسبه يثبت ممن ادعى نسبه، وبذلك تثبت لهم جميع الحقوق التي تثبت للأبناء على الآباء، وهذا الابن لا تثبت له أحكام الابن من زواج صحيح ( انتهى كلام الشيخ ).
ظواهر جديدة امام القوانين والتشريعات الدينية
ويرى الشيخ مصطفى احمد وهو امام جامع في هولندا ان هذه الظاهرة خروج عن الدين والفطرة السليمة، وهدم للأخلاق، وانسلاخ عن معاني الإنسانية، وحكم الشرع في ذلك معلوم ومعروف، ومن فعل ذلك من المسلمين مستحلاً له، فهو كافر خارج من ملة الإسلام، وأما علاج ذلك فهو الرجوع إلى الإسلام وتعاليمه وأخلاقه والله أعلم ( انتهى كلام لشيخ ).
يرى قانونيون وعلماء دين واطباء التقتهم ( ايلاف ) ان حمل الرجل او انجاب الانثى لجنين من دون تدخل الذكر، يترتبط بشكل كامل بعمليات التحول الجنسي من ذكر الى انثى وبالعكس، وبالتالي فإن الابعاد القانونية والدينية ليست واضحة تمامًا لكثيرين مما يتطلب ايجاد تشريعات قانونية تعالج الاشكالية. كما يتطلب الامر ادلاء علماء الدين بتفاصيل الموضوع وتحديد ابعاده الدينية والاخلاقية والاجتماعية.
ولعل امر حمل توماس لجنين يذكرنا بحالات حمل لنساء عرب تحولن الى رجال لكنهن انجبن اطفالاً، ومن ذلك ما نشرته الصحافة البحرينية عن فتاة اسمها زينب حافظ حنون اكتشف اهلها وزميلاتها بعد فترة انها رجل، وعلى الرغم من ذلك فقد كانت متزوجة. زينب قالت إنها موقوفة عن العمل بعد أن قررت تغيير جنسها من أنثى إلى ذكر، بعد الحصول على فتاوى دينية أجازت لها ذلك، وتقارير صحية تؤكد أنها تعاني من عيوب خلقية تحتاج إلى تصحيح، كما حصلت على فتوى من محكمة الاستئناف العليا، لتعرض على الطبيب الشرعي من أجل أثبات صحة التغير، لإصدار حكم بعد ذلك لتغيير نوع الجنس في جميع الوثائق الرسمية..
وفي الاسبوع الماضي كشفت صحيفة quot;بيلدquot; الألمانية أن أربع فتيات صار لهن الآن والدتان بدلاً من أب وأم بعد أن قرر والدهن توماس كيه (44 عاما) إجراء عملية ليتحول إلى امرأة ثم استقال من وظيفته في الكنيسة التي كان يعمل في إدارتها. ولم تعلم أربع شقيقات يعشن في منزل أسرتهن في مدينة هامبورج الألمانية سبب استدعاء والديهما المفاجئ لعقد مؤتمر عائلي في غرفة المعيشة. وكانت الصدمة الكبرى حينما قالت لهن الأم هذه الجملة التي لم يستوعبنها حتى الآن بشكل سليم: quot;بابا في الأصل امرأة، وهو يريد أن يعيش على هذه الشاكلةquot;. وأطلق توماس على نفسه بعد العملية اسم quot;أريس مارياquot; ويعيش الآن مع زوجته تينا (46 عامًا) وبناته الأربع.
أما عن ردود فعل البنات الأربع تجاه والدهن الذي أصبح أمهن الثانية، فقالت الابنة الكبرى ماريا (17 عاما) للصحيفة إنها تجد الأمر محرجًا للغاية، إلا أنها واجهته بشجاعة خاصة حينما تحدثت أمام زملائها وأساتذتها في المدرسة عن أبيها والتحول الجديد الذي طرأ في حياته. وذكرت ماريا أنها حينما تكون غاضبة من أبيها تناديه بـ quot;باباquot; أما حينما تريد أن تتودد إليه فتناديه بـquot;ماماquot;. أما الابنة الثانية يوديت (15 عاما) فلا تريد أن تتحدث مع أحد حول هذا الموضوع، خاصة مع والديها، لكنها قالت إنه حينما يأتي والدها إلى المدرسة وهو بملابس نسائية فإنها لا تسلم عليه. وذكرت الابنة الثالثة ليا (عشرة أعوام) أنها لا تكاد تعرف والدها كرجل، حيث إنه يرتدي منذ عملية التحول عام 2002 ملابس النساء حتى داخل المنزل، وقالت: quot;كنت أفضل أن يكون لدي أب حقيقيquot;. وأشارت الزوجة إلى أن زوجها حكى لها قبل زواجهما عام 1985 عن ميوله الأنثوية، وقالت إنها أهدته مجموعة أدوات تجميل بعدما أجرى عملية التحولquot; .
التعليقات