خالد طلال من دمشق: صناعة المرايا إحدى المهن التراثية في سورية تعود بداياتها إلى القرن الرابع عشر ميلادي عندما كانت تعتمد على أدوات يدوية تقليدية الا أنه تطورت اليوم بعد إدخال المكنات التي وفرت الجهد والوقت على أصحاب المهنة.

ويقول عثمان علاء الدين رئيس جمعية حرفيي البلور و المرايا في ريف دمشق إن البلور الذي تصنع منه المرايا يعود إلى زمن الفينيقيين وأول دول العالم المصنعة والمصدرة له كانت سورية ومصر أما بداية صناعة المرايا في الدولة الإسلامية فتعود إلى أكثر من نحو 700 عام.

وأوضح رئيس الجمعية أن المواد الداخلة في صناعة المرايا تتكون من نترات الفضة والمطهر البيزنطي واسيد الصوديوم والنحاس والكوستيل وأما الألوان المستخدمة للمرايا هي الزهر والبرونز والذهبي بالإضافة إلى المعتق الذي لم ينجح إلى الآن مشيراً إلى ضرورة الدقة في المقادير المستخدمة للوصول إلى نتائج سليمة.

وأضاف علاء الدين أن هناك ثلاثة أنواع رئيسة من المرايا هي المرايا المستوية وتعتبر الأكثر استخداماً في حياتنا اليومية لأنها تعكس صوراً بنفس حجم الجسم والمرايا المحدبة وهي تشبه الجزء المقوس من السطح الخارجي للجسم الكروي وتعكس حجماً أصغر للأجسام التي تعكسها و تستخدم في السيارات كمرايا رؤية خلفية لأنها تزود السائق بمجال روءية أوسع مما تزوده به المرايا المستوية واما المرايا المقعرةrlm; فهي تشبه الجزء المجوف من السطح الداخلي للشكل الكروي وتعكس صوراً أكبر للأجسام وتستخدم للأعمال الدقيقة كالحلاقة.

وعن الجمعية أوضح علاء الدين أنها تأسست عام 1987 وكان عدد أعضائها انذاك 172 حرفياً وعدد المسجلين فيها حالياً حوالي 755 حرفياً.

وبدوره قال محمود سليمان بيرم صاحب معمل لصناعة الزجاج والمرايا.. ورثت المهنة عن أبي الذي عمل في هذا الكار بمهنية عالية أهلته لنيل جائزة تقديرية في مجال أفضل الصناعات السورية لافتاً إلى أنه أخذ المهنة عن والده.

وعن طريقة صنع المرايا قال بيرم نقوم بغسل لوح البلور الزجاجي أولاً بشكل جيد ثم نضيف مادة الفضة عليه بنسب معينة ومادة التنحيس لتعرض على درجة حرارة و بعد ذلك يوضع الدهان على اللوح الذي ندخله إلى أفران الحرارة أيضاً.

وأشار بيرم إلى أن المواد التي يستخدمها في المهنة والمتمثلة بالفضة ومواد التنحيس و الدهان ومطهرات البلور التي تستخدم لتنظيف الشوائب لضمان ترسب الفضة على الزجاج لافتاً إلى أن الفضة قديما كانت توضع على وجه واحد أما الآن فأصبحت ثلاثة وجوه مبينا مخاطر هذه المهنة المتمثلة باستنشاق مادة الفضة التي تؤثر على الرئتين بالإضافة إلى الجروح التي قد يتعرض لها العامل خلال تعامله اليومي مع ألواح الزجاج وأحياناً تكون اصاباته بليغة جدا.

وأكد بيرم أن أغلب التصاميم هي من وحي الصانع نفسه الا في الحالات التي يطلب فيها الزبون تصميما خاصا فيقوم حينها بتصفح الانترنت بحثا عما يطلبه لافتاً إلى أن الأذواق تختلف من منطقة لاخرى وبالتالي التصاميم مضيفا ان الفن دخل الى هذه المهنة من خلال الرسم على المرايا وكتابة الاقوال الماثورة والايات القرآنية والحكم و النقوش المستمدة من الحضارة العربية والإسلامية و الاستفادة من تنوع الخطوط العربية الامر الذي جعل هذه المهنة بتجدد دائم .

يشار الى ان جوستس فون ليبغ كان أول من بدأ بعملية طلاء لوح البلور بالفضة في عام 1935و ان أقدم مرآة كانت في مصر زمن الفراعنة التي تعود الى الالف الثاني قبل الميلاد كما استعملت المرايا كادوات للزينة عند الفينيقيين والاغريق والرومان.