سهير جراداتمن عمان:تتجلى معاني الاخلاص والمحبة للخالق في اداء (دراويش المولوية) وهم ينشدون موشحاتهم واناشيدهم الصوفية خلال شهر رمضان المبارك في انحاء متعددة من مناطق العاصمة.

تعتمد حركات دراويش المولوية الصوفية على الجسد والتي تنسجم مع الاناشيد والموشحات التي يصل فيها المؤدي الى حالة من الصفاء والروحانية والتوحد مع الله انسجاما مع اصل كلمة مولوية المشتقة من كلمة المولى عز وجل ، واوجد طقوسها الشاعر جلال الدين الرومي.

تلمس من خلال حركاتهم تلك المناجاة مع الخالق من خلال رسم لفظ الجلالة بجسد المؤدين الذين تتراوح اعمارهم بين اربع الى ثماني سنوات ودورانهم حول انفسهم مرتدين تنورة ،بحالة من الصفاء والروحانية والتوحد مع الله.

quot;يسير المؤدون حول انفسهم بعكس عقارب الساعة ، كما الطواف حول الكعبة وبما يشبه حركة الكواكب في السماء quot; حسب قول رئيس فرقة الايمان للمدائح والابتهالات النبوية السورية محمد ايمن الحلبي الى وكالة الانباء الاردنية.

تتكون كل فرقة من فرق المولوية الصوفية التي تنتشر في سوريا ومصر بعد قدومها من بلاد الاناضول من اربعة منشدين وعازف على الرق واخر على الطبل ، الى جانب اثنين من مؤدي المولوية.

يحتاج المنشد الى ما لا يقل عن ثلاث ساعات يوميا للتدرب على الانشاد الى جانب ضرورة توفر الموهبة والصوت الجميل.

كان الاردن المحطة الاولى للفرقة حيث تحاكي اناشيدها ومدائحها الدينية والنبوية مشاعر الجمهور الاردني التواق الى هذا النوع من الفن الذي يتناسب مع اجواء الشهر الفضيل.

وحظيت الفرقة التي تأسست عام 1995 بتفاعل من الجمهور الى درجة شجعت اذاعة (امن اف ام ) على التعاقد معها للانتقال بعروضها للمحافظات في العام المقبل حسب قول مديرها الاعلامي عصام العمري.

واشار الى ان الاذاعة استقدمت بالتعاون مع امانة عمان الكبرى والتلفزيون الاردني ووزارة الثقافة وهيئة تنشيط السياحة وبمناسبة مئوية عمان الفرقة لاقامة عدد من الحفلات في المملكة.

تعد حركات جسد المولوية ذات دلالات روحانية تناجي الخالق ، وتجسد الصلة بين العبد وخالقه من خلال دوران المؤدي حول نفسه ورفع يده اليمنى إلى الأعلى وتعني طلب المدد من الله عز وجل ، وخفض اليد اليسرى إلى الأسفل باتجاه الأرض كناية عن الزهد بالدنيا وملذاتها ورغباتها ، مع النظر الى السماء تعبيرا عن الرابط بين الفرد وربه وفقا لما يقوله رئيس الفرقة.

يصل المؤدون بدورانهم لحالة من الصفاء والروحانية والتوحد مع الله وهم يؤدون حركاتهم التي تنبع من الروح وينشدون الاغاني الدينية quot; بسبب عدم استخدام الالات الموسيقية خلال الانشاد باستثناء الدفوف والطبولquot; حسب ما يقول الحلبي.

يتألف لباس المولوية من تنورة بيضاء كناية عن الكفن الذي يدل على الزهد بالحياة وتمتد حتى أسفل الساقين، ويثبت على الخصر حزام أحمر اللون، ويرتدى فوقه جاكيت أبيض ويصنع الطربوش المسمى (القلبق ) من اللباد.

يبدي السائح الأنجليزي ستيف اعجابه بما قدمته الفرقة من اناشيد رغم عدم فهمه للغة العربية التي لا يتقنها ، quot; الا انه اعجب بالنغم الهاديء للكلمات ، واداء الاطفال المبدع quot;.

تبدأ حلقة الذكر المولوية بالادعية والابتهالات، يرافقها اداء الدراويش وفقا للطريقة الصوفية التي تعتمد على الدوران بسرعة وتزداد حسب ايقاعات الإنشاد الديني ليصبح الدوران على شكل ناقوس.

قضى رواد شارعي الوكالات والرينبو وحدائق الملك الحسين ليال رمضانية بالاستمتاع بالاداء الصوفي المولوي والاناشيد الدينية التي تهدف الى الحفاظ على التراث الغنائي الشعبي.

تجد الستينية ام محمد الخانجي بالاناشيد مصدرا للراحة والاطمئنان ومبعثا للسرور ، quot;والاجمل بحسب قولها انها تزامنت مع الشهر الفضيل وعرضت في الاماكن العامة للاستمتاع باجواء عمان الساحرة والفريدة بعد يوم من الصيام يقضيه الصائم بالتعبد وقراءة القران الكريم واداء الواجبات الاسرية وصلة الرحم quot;.

ووجد الخطيبان طارق ورابية بهذا النوع من الفن خصوصية فريدة في هذه الاجواء الرمضانية ، رغم انهما يشاهدان هذا الاداء لاول مرة واعجبا به الا ان ما شدهما اكثر تلك الكلمات العميقة والصوت الهادئ بما فيه من نفحات ايمانية.

وشاركت في الامسيات حسب مسؤولة شارع الرينبو المهندسة يارا عويس فرق محلية وعربية للاناشيد الدينية كفرقة الترمذي من الاردن للموشحات الدينية.