سهير جرادات من عمان: يتوافق العلم مع الدين بدحض التنبؤات والتكهنات التي تناقلتها العديد من وكالات الانباء العالمية والمواقع الإلكترونية الدولية والتي تدعي ان نهاية العالم في اواخر العام 2012.

وتعيد مثل هذه المواقع وهي تضع على صفحاتها ساعات توقيت تنازلي ليوم الحادي والعشرين من كانون الأول 2012 للاذهان تنبؤات انتشرت في العام 2000 حول نهاية دورة الحياة مرجعة التنبؤات الى دوران الارض بطريقة عكسية، الامر الذي يشهد كثيرا من العواصف الشمسية التي تؤدي إلى فوران البراكين وذوبان الثلوج.

quot;هذه خرافة ودخول في امور غيبية مطلقة لا يمكن أن يرقى فيها الإنسان، اذ لا يمكن للبشر والأنبياء التنبؤ بموعد الساعةquot; كما يقول رئيس لجنة الإعجاز العلمي بالمجلس الاعلى للشؤون الاسلامية بالقاهرة الدكتور زغلول النجار الى وكالة الانباء الأردنية ( بترا ).

ويتفق رئيس الجمعية الفلكية الأردنية عميد معهد الفلك وعلوم الفضاء في جامعة آل البيت الدكتور حنا صابات مع الدكتور النجار بقوله quot; إن معظم ما ينشر حول نهاية العالم عام 2012 هو محض هراء لا يستند إلى أي أساس علميquot;.

ما ان تضع مؤشر البحث على الشبكة العنكبوتية حتى تجد العديد من الإرشادات والتعليمات حول كيفية النجاة من هذا اليوم.

يؤكد الدكتور النجار أن الساعة غيب لا يعلمه إلا الله، ولا تأتي الا بغتة، مستندا في ذلك الى قول رب العالمين في محكم كتابه عن الساعة quot; ثقلت في السماوات والارض لا تأتيكم الا بغتة quot;.

ويتساءل عن الأسباب والدوافع للتنبؤ بتدمير الأرض لحدوث عواصف شمسية مؤكدا ان مثل ذلك يحدث منذ بلايين السنين ولم تدمر الأرض.

ويستهجن اثارة الذعر والرعب بين البشر بالتنبؤ بحدوث كوارث ستنهي الكون الذي له خالق عظيم يحفظه ويصونه ويحميه حتى يأتي امره بإنهاء كل شيء فينتهي في لمح البصر.

ويدعو الدكتور النجار الناس الى التفكر قبل التصديق، وان يتذكروا حادثة تنبؤ الفلكي الامريكي (شومخر) منذ سنوات بأن هناك مذنبا سيضرب بالارض،quot; حيث قام العشرات بالانتحار الجماعي في اميركا واوروبا، وقد مر المذنب دون أن يمس الأرض بسوء، ولم يثبت صحة كلامهquot; وفقا لما يقوله النجار.

ويدعو كذلك الى عدم تصديق التنبؤات التي هي بيد الله سبحانه وتعالى محذرا من الأخذ بقول من لا مرجعية لهم ويريدون بث الذعر من خلال نشر التنبؤات حول أمور هي بيد الله سبحانه وتعالى، ولم تأت بسنة على الاطلاق.

الدكتور صابات يؤكد الى ( بترا ) ان معظم ما ينشر حول نهاية العالم عام 2012 لا يستند إلى أي أساس علمي وان ما ينشر حول الجرم المدعو quot; نيبيروquot; مليء بالتناقضات والأخطاء الفلكية الفادحة، ولم يتم لغاية الان اكتشاف أي جرم فضائي سيتصادم مع الأرض بعام 2012.

وحول ما يشاع بالنسبة لدوران الأرض بصورة عكسية يبين الدكتور صابات استحالة حدوثها فيزيائيا موضحا انه في حالة اصطدام الأرض بجرم كبير نسبياً، فان مدار الأرض سيتغير حول الشمس، كما سيتغير اتجاه محور دوران الأرض حول نفسها.

ويقول ان الشمس تمر في فترات نشاط وخمول متعاقبة ترتبط بظهور واختفاء البقع الشمسية التي ترصد على سطح الشمس مشيرا الى ان فترة دورة النشاط الشمسي الواحدة تبلغ من الذروة إلى الذروة التي تليها نحو أحد عشر عاما ً.

ويفسر الدكتور صابات العواصف الشمسية او ما يعرف بطقس الفضاء بأنها ازدياد في النشاط الشمسي يترافق مع زيادة في شدة الرياح الشمسية، وهي تدفقات من (الغاز المتأين) الذي يخرج من سطح الشمس كالبروتونات والالكترونات.

ويقول quot; انه في بعض الأحيان تندلع غازات ضخمة وسريعة من سطح الشمس تستغرق بين 18 إلى 36 ساعة للوصول إلى الأرض وتؤثر على الغلاف المغناطيسي الأرضي محدثة شفقا قطبياquot;.

وحول التأثيرات السلبية للعواصف الشمسية يبين تأثيرها على شبكات الاتصالات والأقمار الصناعية وأنظمة توليد الطاقة الكهربائية موضحا انه لا تأثير مباشرا لهذه العواصف على تقلبات الحالة الجوية للأرض أو على مناخها.

ويستذكر الدكتور صابات عاصفة شمسية حدثت عام 1989 حيث أدت الى فقدان الاتصال بنحو 2000 قمر صناعي، وقطعت الطاقة الكهربائية لعدة ساعات في منطقة كيبيك الكندية بسبب أعطال في أنظمة توليد الطاقة الكهربائية.

يبقى وصول النشاط الشمسي الى ذروته المقبلة عام 2012 مجرد توقع حيث يعجز العلماء عن التنبؤ بموعد حدوث العواصف الشمسية أو فهم آلية حدوثها لحاجته لأقمار صناعية خاصة،بحسب الدكتور صابات.