عبد الله الدامون من الرباط: في كل يوم، يحلق زيدان وفيغو فوق ملعب ريال مدريد "سانتياغو بيرنابيو" بحثا عن الحمائم المعششة هناك لطردها خارج الملعب دون أن تتخلل قلبهما أية ذرة من الرحمة.
فيغو وزيدان ينجزان هذه المهمة "النبيلة" بعدما كثرت شكاوى المتفرجين الذين يقولون إن مئات الحمائم المعششة في الملعب صارت تمارس هوايتها في رمي فضلاتها من الجو عليهم أثناء المباريات وتحول كراسي الملعب إلى "مراحيضها" المفضلة حين يكون الملعب فارغا. ليس هذا فحسب، فخبراء الكرة يقولون أيضا إن مئات الحمائم في ملعب ريال مدريد أضرت كثيرا بعشب الملعب الأمر الذي يسبب في كثير من المرات انزلاقات غير مفهومة للاعبين يكون سببها فضلات الحمائم.
مسؤولو ملعب "سانتياغو بيرنابيو" أحصوا الصيف الماضي حوالي أربعمائة حمامة من مختلف الأحجام والألوان جعلت من الملعب سكنها المفضل من دون حاجة إلى أية رخصة سكن، بل صار هذا الرقم مرشحا للإرتفاع بفعل تزاوج الحمائم وتوالدها في هناء وراحة بال وبناءها كل يوم أعشاش جديدة في زوايا الملعب وكأن الأمر لا يعني غيرها.
بسبب كل هذا، قرر مسؤولو ريال مدريد وضع حد لهذا العبث عبر تكليف رسمي "لفيغو وزيدان " بمطاردة هذه الحمائم من دون رحمة ورميها خارج ملعب سانتياغو بيرنابيو مهما يكن الثمن.
فيغو وزيدان تحمسا كثيرا لهذا العمل وانجزاه كما يجب، بل نجحا أكثر مما كان متوقعا, مما أثار إعجاب المسؤولين الذين صاروا يعتنون أكثر بهذين الصقرين النشيطين اللذين أطلق عليهما إسمين لأبرز نجوم ريال مدريد.
الصقر "فيغو" والصقر "زيدان" من فصيلة نادرة في العالم وسعيدان بهذا العمل الجديد وسعيدان أكثر بالإسمين اللذين أعطيا لهما. إنهما لم يكونا يفكران يوما في شرف حمل إسمين لأكثر نجوم كرة القدم جاذبية وغلاء في العالم.
لحسن الحظ فإن فيغو وزيدان لم يقتلا إلى حد الآن أية حمامة. إن هدفهما الأساسي يتمثل في زرع الرعب في نفوس الحمائم مما يجعلها تهرب بعيدة عن الملعب للنجاة بنفسها, وهو الرعب نفسه الذي يزرعه النجمان فيغو وزيدان في دفاع الفرق المنافسة.
"غييرمو سانتايا" مربي الصقر "فيغو" يقول إنه راض على عمل طائره الجارح لكنه يتمنى أن يقوم بالمزيد خصوصا في الأوقات التي تسبق المباريات حيث تمارس الحمائم انتقامها على رؤوس المتفرجين.
أما "أنطونيو كوبو" مربي الصقر "زيدان" فإنه يعتبر صقره واعيا جيدا بمهمته النبيلة وهي خدمة فريق ريال مدريد لكي يبقى الفريق الأفضل عالميا وطرد كل الحمائم نهائيا خارج الملعب.
المهمة صعبة في جميع الأحوال، وفيغو وزيدان سيكونان في حاجة إلى مزيد من "النجوم" الآخرين لتنفيذ هذه المهمة الكروية النبيلة, لذلك فإن المسؤولين يفكرون في "التعاقد" مع صقور أخرى, ربما ستة أو سبعة, حتى يحولوا حياة حمائم ريال مدريد إلى جحيم. ومن المنتظر أن تحمل الصقور الجديدة كلها أسماء نجوم ريال مدريد. وتنتظر الصحافة الإسبانية بشغف بالغ الصقر الذي سيحمل إسم "دافيد بيكام" و"رونالدو" ومدى الخاصيات التي يجب أن تتوفر فيهما. لكن التكهن ليس صعبا, الصقر الأشقر سيسمى "بيكام" والصقر الأسمر سيسمى "رونالدو".
التحاق الصقور الجديدة بفيغو وزيدان سيرفع عدد صقور ريال مدريد إلى تسعة, مما يعني أن الحاجة تبقى إلى صقرين آخرين فقط لكي يكتمل "النصاب القانوني" ويتحول الصقور إلى فريق كامل من النجوم. ليس هذا فحسب, بل ستصبح الحاجة ماسة من أجل البحث لها عن مدرب, فليس من المعقول أن تطلق الصقور النجوم في الملعب لمطاردة الحمائم دون خطة محددة ومدروسة. لا بدّ أن تتوزع مهامها جيدا و"تلعب" كل مجموعة منها في مكان معين من الملعب. مجموعة تطير حول المنصة الرسمية حيث يجلس مسؤولو الفريق وكبار الضيوف, يكون بينهم أحيانا العاهل الإسباني "خوان كارلوس". ومجموعة تفتش وتراقب مكاتب بيع التذاكر التي تعتبر الأعشاش المفضلة للحمائم والأكثر دفئا في شتاء مدريد القارس، ومجموعة أخرى تطير حول العشب لقنص أي حمامة تحاول التفريخ هناك، خصوصا في فترات غياب الفريق عن الملعب أو وجوده في معسكرات تدريب خارج إسبانيا. أما المجموعة الأخيرة من الصقور فإن مهمتها هي الأصعب نظرا لأنها ستكلف بمطاردة الحمائم في الأماكن القصية من الملعب والصعبة الولوج, خصوصا في الطوابق العليا حيث تفرخ كل يوم العشرات من صغار الحمائم.
عهد الحمائم سينتهي قريبا في "ملعب سانتياغو بيرنابيو", الخبثاء يقولون إن جميع هذه الحمائم ستلتحق بملعب "بيسينتي كالديرون" لأتلتيكو مدريد، الغريم التقليدي لريال مدريد في العاصمة الإسبانية. أما الأكثر خبثا فيقولون إنه لولا بعد المسافة لتمنى مسؤولو ريال مدريد أن تنغص هذه الحمائم حياة مسؤولي ملعب "نوكامب" في برشلونة.