أنفلونزا الكرة المغربية

أمين الكنوني

1-

ضحكت كثيرا عندما قرأت تصريحا لمسؤول في وزارة الصحة المغربية،يطمئن فيه المغاربة ويطالبهم بأكل الكثير من الدجاج مع استعداد مختبرات وزارته لتوفير مصل مضاد لأنفلونزا الطيور في حالة إصابة المواطنيين المغاربة بهذا المرض الخطير، فروسيا التي أنجبت الطبيب الشهير "بافلوف" لم تتحدث عن قدرتها على إيجاد مصل مضاد لأنفلونزا الطيور إلا بعد سنوات ،وفرنسا التي ينتمي إليها "باستور" لم تنبس ببنت شفة عن إمكانية مكافحة هذا المرض الفتاك ،أما في بلادنا فيفتي المسؤولون بحلول لجميع المشاكل التي يتخبط فيها المواطن المغربي انطلاقا من درايتهم الموسوعية بجميع المجالات.

والمغرب الذي سيوفر لمواطنيه مصلا مضادا لأنفلونزا الطيور ،لم يستطع بقضه وقضيضه تخليص مركب يحمل اسم محرر الأمة من دودة استوطنت عشبه ،فمركب محمد الخامس يرزخ تحت نير دودة ،هذا المركب الذي يتم اقفاله أكثر من فتحه أمام الجماهير الرياضية ،والذي أظن أن مجرد جولة صغيرة لأعضاء الفيفا في أركانه جعلتهم يصرفون النظر عن منح شرف تنظيم مونديال2010 للمغرب ،هذا المركب الذي كانت تباع فيه سندويشات "الطون والحرور" أكثر من شعارات وصور الفرق البيضاوية ، صرف عليه ما يتيح إمكانية إنشاء مركب رياضي جديد ،هذا المركب الذي لو بعث الحسن الثاني من قبره وعلم بمشكل الدودة ،لأمر بانشاء معتقل تازمامارت جديد وأمر بارسال مسؤولي كرة القدم المغربية وعوائلهم للاقامة فيه .

2-

لو كان هذا المسؤول التافه بوزارة الصحة يملك حسا من الذكاء لصرح بأن مرض أنفلونزا الطيور قد ظهر في المغرب بعد الاستقلال،وأن أعراضه قد أصابت جميع الادارات والوزارات والجامعات الرياضية المغربية ، والتي فور تأسيسها تربص بها هذا الداء المحير ،والذي أصاب الرياضية المغربية بالوهن ورمى بها طريحة الفراش، فعوض الالتفاف إلى المشاكل التي تتخبط فيها كرة القدم المغربية ،يفضل القيمون على كرة القدم المغربية المضي قدما في تنفيد مشاريعهم الورقية والتي تتلخص في نظرهم بنشر صفحات عن مشروع "تأهيل كرة القدم المغربية" عبر بعض الصحف الموالية،مع الادلاء ببعض التصريحات الصحفية لبعض المنابر الاعلامية المعروفة ،حيث تتحول تلك المشاريع الورقية إلى مشاريع كلامية وحجاجية.

أما التنفيد بالنسبة لهؤلاء المسؤولين فيتخلص في إنشاء مجموعة من "الماكيطات" واستدعاء عدد من ممثلي الصحافة الرياضية المغربية إلى إحدى الفنادق الكبرى، ومدهم بالشاي و"الغريبة"،و يجتمع الكل أمام "الماكيطيات الكرطونية" حيث يلتقطون صورا جميلة تنشر في صحف الغد ، كان حريا بهذا المسؤول التافه بوزارة الصحة ،أن يعترف أيضا باصابة الكرة المغربية بلسعة ذبابة التسي التسي ،وإلا كيف نفسر هذا السبات التي لا تريد الاستيقاظ منه كرتنا الخالدة للنوم.

3-

يتداول المسؤولون المغاربة منذ الاستقلال كلمات من قبيل "مخطط" استراتيجية" "هيكلة" وقد درجوا على استعمالها في مناسبات عدة انطلاقا من مشاريع "الملاسة والسيما"إلى مشاريع المقص والشريط،هذه ال