كلام في الرياضة
جروح شعبنا يضمدها
ابطال المنتخب الاولمبي
تورونتو / يعقوب ميخائيل

[email protected]

زف المنتخب الاولمبي العراقي البشرى الى الشعب العراقي وتأهل الى المباراة النهائية في دورة الالعاب الاسيوية المقامة في قطر اثر فوزه الرائع على منتخب كوريا الجنوبية بهدف واحد مقابل لاشيئ في المباراة الربع النهائية التي شهدت عرضا رائعا قدمه المنتخب العراقي لاسيما في نجاحه المبهر في المحافظة على هدف التفوق الذي سجله في الدقيقة 24 من الشوط الاول عن طريق اللاعب سامر سعيد .

وعلى الرغم من صعوبة المباراة وحساسيتها الا ان ابطال الاولمبي تمكنوا من تحقيق التفوق على مجريات الامور لاسيما في الشوط الثاني الذي نجحوا فيه الى حد كبير في سد جميع منافذ الاقتراب نحو المرمى العراقي بل فوتوا الفرصة امام الكوريين من تشكيل اية خطورة على المرمى بعدما ادت خطوط الفريق دورها المتميز ونجح اللاعبون في خطي الوسط والهجوم في تعزيز القدرة الدفاعية للفريق كلما اقتضت الضرورة وفق الاسلوب الدفاعي الذي انتهج في الشوط الثاني تحديدا وفي الوقت نفسه ساهم في تعزيزالنجاح والتألق الذي افصح عنه الحارس محمد كاصد الذي ذاد عن المرمى العراقي ببسالة .

لقد كانت مباراة في غاية الصعوبة بل لم تكن اقل صعوبة من المباراة التي سبقتها امام اوزبكستان الا ان الاولمبي العراقي حقق ما كان ينتظره العراقيون منه وتجاوز كل الصعاب التي ارادوا وضعها امامه سعيا وراء ابعاده عن المباراة النهائية .. فخرج فائزا عن استحقاق على الرغم من انه المنتخب الوحيد المشارك في البطولة دون ان يدخل معسكرات تدريبية او مباريات تجريبية استعدادا للبطولة ... ولكن (مبارياته التجريبية) جاءت لمنتخبنا من خلال الغيرة العراقية التي عرف بها اللاعبون فكانوا ابطالا .

حقا كما عهدناهم بعدما اقسموا على اعادة البسمة والفرحة على وجوه العراقيين جميعا و اصبحوا المثل الاعلى بل النموذج في توحيد شعبنا وادخال الفرحة في بيت كل عراقي عبر تمثيلهم وبجدارة لعراقنا العزيز الذي يبقى شامخا بأبنائه البررة ومنهم معشر الرياضة وكرة القدم خاصة .

ان دموع العراقيين التي تنزف هذه الايام جراء ما يمر به الوطن من ايام عصيبة اختلطت بدموع فرحة الفوز الذي تحقق للعراقي في كل مكان .. فكان يوما ليس كسائر الايام لان الفرحة التي حرم منها شعبنا العزيز بفعل الاشرار لم تعد تدخل بيوت النجبناء العراقيين الا عن طريق كرة القدم .

نعم الفوز الذي حققناه على عمان افرحنا كثيرا .. ومن ثم الرباعية التي اودعناها في مرمى ماليزيا هي الاخرى زاردت فيها
فرحتنا بل وبعدها اثبت ابطالنا انهم الاحق والاجدر لان يكونوا طرفا في المربع الذهبي فجاءت مباراتنا المرتقبة مع اوزبكستان التي وللحقيقة نقول انتظرناها بشغف لانها (العقدة) التي طالما ابعدتنا عن استحقاقات سابقة ولكن هذه المرة لم تكن كسابقاتها فكان ابطال الاولمبي قد توعدوا ليس لفك العقدة فحسب وانما في تسجيل اداء رائع يثبت كل يوم ان كرة القدم العراقية وعلى الرغم من ظروفها فهي عائدة لا محالة الى ايامها الذهبية بروعة نجومها ابطال المنتخب الاولمبي الذين تجاوزوا اوزبكستان بجدارة وحلقوا في المربع الذهبي ببراعة دون ان تثني الاقاويل (المغشوشة) التي جاءت من هنا وهناك لتحدثنا عن امكانيات وقدرات المنتخب الكوري واشتراك خمسة او ستة لاعبين منهم في مونديال المانيا الاخير 2006 .. نقول ان تلك الاقاويل وجميع المحاولات اليائسة الاخرى لم تثن ابطالنا في المنتخب الاولمبي الذين عرفوا كيف يعزفوا سمفونية رائعة في ملاعب الدوحة فخرجوا بفوز رائع ومستحق على الكوريين وليتأهلوا بجدارة الى المباراة النهائية التي نحن على ثقة كاملة بمنتخبنا وبكادره التدريبي الكفء لان يقولوا كلمتهم الفصل في النهائي ويتوجوا بالذهب الذي يستحقونه لانه المنتخب الذي لا (يلوكله )سوى الذهب كونه جزء من شعب أغلى من الذهب وقد جاؤا من وطن عزيز لايقاس بالذهب وانما هو جنة الدنيا واسمه العراق .