لماذا نلعب كرة القدم؟

يخرج نجوم أوروبا من الشوارع ويتجاهلون
حياتهم من اجل عشق غريب يربطهم بهذه القطعة من الجلد المملوء بالهواء والتي صارت اليوم لغة معاصرة تجمع القلوب وتؤلف بين الحضارات.

يخرج اللاعب بالطموح
فيرتبط بالناس سريعا لان الناس تعشق من يقارب قلوبها

وعلى الضفة الأخرى نرى لاعبينا..
قطع شطرنج يتحكم بها أعضاء الشرف ويركلها الجمهور إذا وضعت في المكان الخطأ

نحن نلعب لنكسب.. وماذا نكسب وقد عدنا من كاس العالم 2002 بثمانية أهداف نظيفة مثل نظافة جيوب جماهيرنا الغفيرة التي رافقتنا إلى هناك

ماذا نكسب؟
الملايين.. الشهرة.. والسيارات الفارهه
تجاوزنا أوروبا ونفقاتها على ملوك كرة القدم
برواتب لاعبينا تكاليف ضحكهم وسجائرهم ..
لماذا؟
حتى يتحملوا سخط الجماهير الغاضبة عندما يهزمون..

والزعيم..الأزرق يطرحه العين الإماراتي أرضا للمرة الثالثة..
أيه زعامة هذه ؟
بل أية كرة هذه التي تعج بالشعبية والجماهيرية ولا تحقق في عالم الانتصار والمجد شيئا ؟

ونعتب على رئيس النادي .. ونطالب برأس المدرب
ونتعامى عن القضية الفعلية
لنجرب ألا ندفع لسامي الجابر راتبه لثلاث أشهر .. بل لشهر واحد فقط..
وسنرى كيف سيهدد بالاعتزال وقبله سيلعب بدون حماس او حتى رغبه..
لأنه جاء بطموح .. والآن يلعب بدون طموح..
نحن نصنع الأساطير .. أساطيرنا نحن فقط ..
بينما لو جاء طفل برازيلي.. فقد بعابث سامي حتى يسقطه أرضا .. لأنه يرى انه لديه طموح ليغلب هذا النجم السعودي الأشهر..
ولأن سامي سيلعب معه هكذا ..
لالتقاط بعض الصور ..
حتى تفسر إدارة النادي للإعلاميين ما حدث بأنه حنو أبوي من سامي لأحد المعجبين الصغار..

ولا تجدون من صحافتنا الملونة غير الهجوم والتقريع..
لم أجد مقالاً انسيانيا واحداً غير مقال وضاع بلنتي الذي ساند فيه سعد الحارثي..

سعد الحارثي .. الذي صدعوا رؤوسنا قبل ذلك بمطالبات ترسيمه في النصر كمحترف
ومع أول سوء حظ ..
أطلقوا حممهم عليه
أية جماهير هذه .. ؟
بل أية لعبة هذه ؟

لن ألوم سعد لو تحطمت معنوياته.. فعدا عن كونه في فريق متحطم ومتخبط مثل النصر الذي عشقنا لعبه في التسعينيات والثمانينات من القرن المنصرم .. نراه اليوم يضع كل فشل هذا النادي
على رأس سعد المسكين..

فشل نادي النصر صار قرابة العشر سنوات ..
صار سعد الآن هو سببها

لماذا نلعب كرة القدم؟
أريد أن تجيبوا على هذا السؤال..
فكرة القدم بالنسبة لي في السعودية كانت في الثمانيات والتسعينات حين كان اللعب من اجل الطموح فقط..
أما اليوم فهي مافيا جديدة كتلك التي خرجت من صقلية.. تخرج اليوم من السعودية..

بدلا من أن نخرج فريقا ناجحا.. ومنتخباً يمثلنا نكتفي بالشتم وعزل فلان وتولية فلان وكأننا في مخاكم التفتيش التي سيطرت على الأندلس من قبل وصار همها قتل كل مسلم وكل اثر لحضارتنا ..
إننا نمحو اليوم ما أضعناه طوال السنين الماضية في كرة القدم..

كرة القدم السعودية ..
تماماُ مثل وكالات السيارات ..
تحتاج إلى التدخل الأجنبي .. الاحتراف..لتصبح متاحة للموهوبين ..
وليس حكراً على كل التجار وخدم الأمراء وأصحاب النفوذ..

عبيد خلف
كاتب وشاعر سعودي