كأس أفريقيا أبرز إنجازات مصر في 2006
البطولة علامة مضيئة في تاريخها .. والأهلي شرف إسمها
إيلاف تعرض الحصاد الكروي العالمي لعام 2006
إبراهيم عمر ndash; إيلاف: كما هي نهاية عام 2006 سعيدة للمصريين بفوز الأهلي بالميدالية البرونزية في بطولة كاس العالم للأندية التي أقيمت في اليابان، فإن بداية هذا العام كانت أكثر تميزا بظفر مصر وللمرة الخامسة في تاريخها ببطولة كأس الأمم الإفريقية التي استضافتها على ملاعبها وكانت نهايتها سعيدة بفوزها على منتخب كوت ديفوار بقيادة النجم ديديه دروجبا.
على مدى 21 يوما وفي شهري يناير وفبراير من عام 2006 المنصرم عاشت مصر على وقع النسخة الخامسة والعشرين من بطولة كأس الأمم الإفريقية واتجهت أنظار الملايين من عشاق كرة القدم في إفريقيا والعالم صوب الملاعب الستة التي استضافت المباريات، التي اختتمت بفوز مصري مثير باللقب على حساب quot;أفيال ساحل العاجquot; بركلات الترجيح 4-2 بعد انتهاء المباراة بوقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي بدون أهداف.
شهدت البطولة مشاركة 16 منتخبا إفريقيا من بينها أربع منتخبات عربية، لعبت ثلاث منها في مجموعة واحدة، وهي المجموعة الأولى التي ضمت مصر والمغرب وليبيا إلى جانب كوت ديفوار وتمكن الأخير من التأهل للدور الثاني برفقة المنتخب المصري، بينما ودع أسود الأطلس البطولة من الدور الأول وهو ما انطبق على المنتخب الليبي.
المجموعة الثانية تصدرها وبكل أريحية منتخب الكاميرون الذي كان المرشح الأول للفوز باللقب، بقيادة نجمه صامويل ايتو، وجمع منتخب الأسود غير المروضة العلامة الكاملة (9 نقاط) تاركا المركز الثاني لمنتخب الكونغو، فيما تذيل منتخبي أنغولا وتوغو (المتأهلين لنهائيات كأس العالم) المجموعة وخرجا بخفي حنين.
المنتخب التونسي لم يحقق الرهان الذي وعد به مدربه الفرنسي روجيه لومير، والمتمثل بصدارة المجموعة الثالثة، واكتفى بالمركز الثاني خلف منتخب غينيا الذي حقق المفاجأة وهزم التونسيين ليحتل صدارة المجموعة بكل جدارة جامعا تسع نقاط مقابل ثلاثة لتونس، في حين كانت المفاجأة المدوية باحتلال منتخب جنوب إفريقيا لقاع المجموعة بلا رصيد من النقاط، وكان المركز الثالث من نصيب منتخب زامبيا.
منتخب نسور نيجيريا لم يجد من جانبه أي عناء بتبوء مركز الصدارة في المجوعة الرابعة، وجمع النقاط الكاملة، تاركا الصراع على المركز الثاني بين منتخبات السنغال وغانا وزيمبابوي، ليحسم فارق الأهداف الأمر لمصلحة السنغاليين الذين احتلوا المركز الثاني وتأهلوا لدور الثمانية.
في هذا الدور برهن المنتخب المصري عن قدراته وأكيد بأنه قادم وبقوة عندما اكتسح المنتخب الكونغولي بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، فيما وجدت المنتخبات الأخرى المتأهلة لهذا الدور صعوبة كبيرة بحسم أمر التأهل لدور الأربعة، فمنتخبي نيجيريا وساحل العاج احتاجا لركلات الترجيح للتأهل على حساب تونس والكاميرون على التوالي، فالأول فاز في موقعته أمام ممثل العرب بست ركلات مقابل خمسة، بعد انتهاء اللقاء بوقتيه الأصلي والإضافي بالتعادل بهدف لمثله، بينما بلغت الإثارة ذروتها في لقاء كوت ديفوار والكاميرون، فبعد لعب أربعة أشواط ظل فيها التعادل بهدف لهدف مسيطرا، تم الاحتكام لركلات الترجيح التي ابتسمت لدروغبا ورفاقه بعد ماراثون طويل, انتهى بنتيجة 12-11.
ما منتخب السنغال فنجح بحسم موقعته أمام نظيره الغيني وحول تأخره في الشوط الأول بهدف إلى فوز بثلاثة أهداف مقابل هدفين في الشوط الثاني، ليضمن الصعود للمربع الذهبي.
كان الموعد في دور الأربعة مع لقاءين ناريين، جمع الأول المنتخب النيجيري مع نظيره الايفواري، وشهد فوزا مثيرا للأخير بهدف قائده ونجمه ديديه دروجبا، الذي جاء في مستهل الشوط الثاني، ليضمن لبلاده التأهل للمباراة النهائية وانتظار الفائز من لقاء مصر والسنغال.
وكما كان متوقعا جاء اللقاء مثيرا بين المنتخبين المصري والسنغالي، ولعبت الأرض مع أصحابها مجددا، وأثمر الحضور الجماهيري الكبير والصاخب عن فوز مصر بهدفين مقابل هدف، جاء الأول من ركلة جزاء ترجمها القائد احمد حسن إلى هدف في أواخر الشوط الأول، قبل أن يصدم مامادو نيانج المصريين بهدف التعادل بعد خمس دقائق على انطلاق الشوط الثاني، لكن البديل عمرو زكي أبى إلا أن يترك بصمته ليحرز هدفا قاتلا قبل اقل من عشر دقائق على نهاية اللقاء أهل المنتخب المصري للمباراة النهائية ليجد نفسه مرة أخرى في البطولة وجها لوجه أمام كوت ديفوار.
وفي ليلة الجمعة العاشر من فبراير كان الموعد من المواجهة الجديدة بين الفراعنة والأفيال، لكن هذه المرة الفوز له معنى مختلف عن اللقاء السابق الذي جمع بينهما في الدور الأول، فالفوز هنا يعني التتويج بالكأس الغالية وإسعاد الملايين سواء في مصر أو في كوت ديفوار.
وكما معظم المباريات النهائية، جاء اللقاء متوسط المستوى، بدا واضحا فيه حرص المنتخبين على تأمين نفسيهما دفاعيا وعدم السماح للكرة باجتياز شباك المرمى، وظل اللعب سجالا دون إحراز أهداف، سواء في الشوطين الأصليين أو الإضافيين، وكان بإمكان المصريين حسم الأمر في الشوط الإضافي الأول عندما احتسب حكم اللقاء ركلة جزاء فشل أحمد حسن بترجمتها إلى هدف ليبقى التعادل السلبي سيد الموقف، ويتم اللجوء إلى الخيار الأخير، وهو ركلات الترجيح، وكان الدور هذه المرة على الحارس العملاق عصام الحضري، الذي تألق
وتصدى لركلتي ترجيح، في الوقت الذي أهدر دروجبا ركلته، ليسدد النجم محمد أبو تريكة الركلة الأخيرة، ويبعث الفرح في قلوب أكثر من 70 مليون مصري خرج مئات الآلاف منهم إلى الشوارع للاحتفال بهذا الفوز الرائع.
وبهذا الفوز يصبح المنتخب المصري هو المنتخب الوحيد الذي أحرز كأس البطولة خمس مرات، أعوام 1957 و 1959 و 1986 و 1998 و 2006
التعليقات