المُقالون منهم بلغوا 12 مدربا ويساوون عدد الأندية
أزمة مدربين تجتاح أندية الإمارات مع بدء الدور الثاني

بهاء حمزة من دبي : رغم التطور الفني النوعي الذي تتذوق الكرة الاماراتية حلاوته حاليا بعد فوز المنتخب الوطني الاول باول بطولة في تاريخه وهي كأس الخليج الثامنة عشرة التي استضافها في كانون الثاني (يناير) الماضي الا ان المعايش للكرة المحلية في الامارات يدرك بسهولة الازمة المتفاقمة التي تعيشها في السنوات الاخيرة وهي ازمة المدربين حيث اعتاد المشجعون على عادة سنوية هي تغيير كل مدربي الفرق المشاركة في الدوري الممتاز تقريبا الا من رحمه ربه بل ان بعض الفرق يغيّر مدربا واثنين وربما ثلاثة في الموسم الواحد بسهولة تغيير القمصان والملابس اليومية نفسها حتى بات بعض الظرفاء من محبي الكرة يتندرون على هذه الظاهرة بقولهم ان الاندية الاماراتية لا يعيش لها مدربون وهي طرفة قديمة ارتبطت بفاجعة الاباء الذي ينجبون ثم يموت مواليدهم بسرعة حتى يضطر بعضهم الى النذر بتسمية مولوده اسما غريبا اذا قدر له العيش.

أزمة مدربين تجتاح أندية الإمارات

ومع بدء الدور الثاني للمسابقة فان عدد المدربين المقالين او quot;المفنشينquot; كما يفضل اهل البلاد تسميتها بلغ اثني عشر مدربا بما يساوي عدد اندية الدوري العام بالكامل دون استثناء الا انه لا يعني ان كل الاندية غيرت مدربيها وانما كان هناك ثلاثة محظوظين بقوا مع فرقهم وهو التونسي يوسف الزواوي مدرب الشعب الذي يحتل المركز الثالث في ترتيب الدوري بفارق نقطة واحدة عن المتصدر الوصل الذي كفل تصدره فرصة البقاء ايضا لمدربه البرازيلي زوماريو والثالث هو مدرب نادي الجزيرة الهولندي فيرسلاين الذي يبدو انه في طريقه إلى دخول موسوعة غينيس للارقام القياسية باعتبار انه يدرب الفريق

و أقرأ ...

العين الإماراتي يعلن تعاقده مع زينجا

مدرب العين الإماراتي يتهم مهاجميه بالعقم والعجز

الفجيرة يفجر مفاجأة من العيار الثقيل بتغلبه على حامل اللقب

للموسم الثالث على التوالي دون تغيير وكان ينافسه على الرقم الالماني وينفريد شايفر الا انه اقيل الاسبوع الماضي تاركا صفحات الموسوعة مشرعة امام فيرسلاين الذي فاز مع النادي باول بطولة ايضا في تاريخه وهي كأس الاتحاد التنشيطية.

على غير عادة اول الاندية التي تسابقت إلى تحقيق رقم قياسي في تغيير المدربين هذا الموسم كان نادي العين وهو امر يبدو غريبا جدا على الكثيرين من متابعي النادي ومحبيه لدرجة تدفع البعض إلى عدم التصديق نظرا لان نادي العين تحديدا كان واحدا من اكثر اندية الامارات استقرارا اداريا وفنيا وتدريبيا وهو الاستقرار الذي كفل له تحقيق دوري ابطال اسيا الا ان النادي في العامين الاخيرين يبدو وكأنه شبح للنادي العريق صاحب الصولات والجولات وتعاقب على تدريبه خلال تلك الفترة العديد من المدربين بداية من ماتشالا والمنسي ويوردانسكو وريخس وغيرهم وهو الامر الذي اثر على عطاءات لاعبيه الفنية واستقرارهم النفسي فابتعد الفريق الذي احتكر لقب الدوري عدة مرات في السنوات العشر الاخيرة ليس عن صدارة الترتيب فقط وانما عن الاماكن الاولى في الجدول من الاساس وهذا الموسم لا يزال يقبع في المركز قبل الاخير.

العين بدأ الموسم الحالي مع الجنرال الروماني يوردانسكو الا انه لم يعمر طويلا بعد خروج الفريق السريع من ربع نهائي البطولة الاسيوية التي كانت اولى مهام الروماني وتلاها العديد من السقطات في الدوري المحلي فاسندت الادارة مهمة التدريب إلى الهولندي تيني ريخس الذي لم يغير او يعمر مع الفريق فرحل غير مأسوف عليه ليأتي الايطالي زينجا الذي تحسنت معه العروض الا ان العودة الى المجد القديم لا تزال بعيدة المنال.

وينافس العين في تغيير المدربين نادي الامارات ممثل امارة رأس الخيمة الذي بدأ الموسم بالالماني فابيش ثم رحل ليتسلم الوطني بودنوس المهمة لفترة قصيرة بعد استعانة الادارة بالتونسي احمد العجلاني.

ومن مفارقات الكرة الاماراتية ان فابيش المقال من تدريب الامارات استنجد به نادي اهلي الفجيرة لانقاذه من شبح الهبوط وتسلم المهمة بالفعل على جثة التونسي لطفي البنزرتي الذي بدأ الموسم بشكل مميز.

نادي دبي زميل صعود اهلي الفجيرة لم يشأ ان يشذ عنه في هذا الامر فغير هو الاخر ثلاثة مدربين بدأوا بالفرنسي الان ميشيل ثم البرازيلي باتريسيو الذي اعتبر النادي مثل المحلل بين تعاقدين سعوديين واخيرا جاء التونسي المنسي مدرب العين السابق.

وغير هؤلاء العديد من اسماء المدربين المقالين الذين سبق ان حققوا نجاحات مهمة مع فرق اماراتية مثل بيلاتشي وستريشكو وهولمان اخر المدربين المفنشين بعدما فك نادي النصر ارتباطه به قبل ايام، والامر المثير ان اغلب الاندية لا تجد حرجا في الاستعانة باحد هؤلاء المدربين ثانية رغم انها انهت خدماته لعدم الكفاءة في وقت سابق او فعل ذلك نادٍ اماراتي ثان ما يعني ان المشكلة ليست في كفاءة المدرب او في عطائه لكنها ربما تكون في جوانب اخرى كما ان العديد من اندية الامارات تنسى حقيقة مهمة جدا في عالم الكرة وهي انه البطولة لابد ان تذهب في النهاية إلى نادٍ واحد ولا يمكن ان يفوز الاثنا عشر ناديا باللقب نفسه .