صباح الخير يا عرب
خلاف المؤسسات
علاء إسماعيل
* العلاقة ما بين المؤسسات الحكومية الرياضية واللجنة الأولمبية في الدول العربية تبقى متوترة شديدة التعقيد وفي كثير من الحالات تتحول إلى محاولات للهيمنة من جانب الأولى، رغم أن اللجان الأولمبية جهة مستقلة لا تقبل التدخل في أعمالها من الحكومات وتحتمي بشرعية الميثاق الأولمبي الدولي.
* وlaquo;الهيمنةraquo; تأخذ أشكالاً متعددة من بينها ازدواجية المناصب فنجد مسؤولين حكوميين، أعضاء في اللجان الأولمبية مما يثير الجدل حول الدور المستقل المزعوم، وهذه الإشكالية تكررت في دولة الإمارات خاصة خلال التسعينات عندما أشتد التباعد ما بين وزارة الشباب واللجنة الأولمبية، مما ألقى بظلال رمادية على الحركة الرياضية بوجه عام.
* التمويل هو الرقم الصعب فاللجان الأولمبية تأخذ المال من المؤسسة الحكومية لتوزيعها على الاتحادات وفق معايير فنية، ولهذا تخضع أسيرة للممول، وهذا هو الوصف البسيط لما يحدث.
* وفي مصر يبدو الوضع مزعجاً ويثير القلق والكل يدرك عواقبه فالخلاف ما بين المجلس القومي للرياضة واللجنة الأولمبية واضح تماماً للمراقبين دون رتوش أو تجميل فهو قائم وأكاد أزعم أنهما لا يخفيانه عن العيون.
* وخطورة الخلاف انه ما زال مستمراً ومصر أمامها مشاركة ضخمة في دورة الألعاب الإفريقية بالجزائر، ثم وهذا هو الأهم استضافة دورة الألعاب العربية من يوم 11 شهر 11 من العام الحالي.
* مسؤول في المجلس القومي اعترف بالخلاف ووصفه بالجفاء ولكنه ألقى باللوم على اللجنة الأولمبية واعتبرها ليست على حق في هذا الموقف، وهالني ما سمعته من مسؤول آخر، بأن اللجنة الأولمبية تسعى لسحب يدها من دورة الألعاب العربية، والمشكلة تكمن في مدير الدورة أي المنصب، فقد كان خالد زين سكرتير عام اللجنة يرى ومازال انه الاحق بهذا المنصب
خاصة انه بذل جهداً كبيراً في إعداد ملف استضافة الدورة وقام بالشرح والإعلان في جلسة إعلان ملفات الدول المتنافسة كأفضل ما يكون، ولكن حسن صقر الذي كان حديث العهد في رئاسة المجلس القومي وقتها أي في مطلع 2006 فاجأ الجميع وأسند المنصب إلى laquo;حسني غندرraquo; المدير الحالي للدورة، وقامت الدنيا في اللجنة الأولمبية ولم تقعد حتى الآن.
* وفي ظني أن الخلاف لا يتوقف عند هذه النقطة بل تفجر منذ أدلى حسن صقر بتصريحات غاضبة حول انفلات الأداء داخل بعض الاتحادات ومنها المصارعة والسباحة، وأطلق تهديداً غير مسبوق إلى اللجنة الأولمبية يطالبها بالتدخل وحسم الترهل والتسيب داخل الاتحادات laquo;وإلا فانه سيقوم بهذه المهمة بنفسهraquo;!
* يومها غضب رئيس اللجنة الأولمبية واعتبر ما حدث مساساً بهيبة اللجنة، ولم يرد علناً لكنه أتخذ موقفاً سلبياً تجاه المجلس القومي للرياضة، وهكذا ازداد تباعد وجهات النظر، وطبقات الجليد، واستمعت للطرفين في أكثر من لقاء،
واعترف أن هذه الأزمة تتكرر في كثير من الدول العربية لأن الدولة تتولى الإنفاق على الحركة الرياضية مما يؤدي إلى تهميش دور اللجنة الأولمبية في كثير من الحالات، ولكن يجب عدم المساس باللجنة لأنها تحظى بحصانة يكفلها الميثاق الأولمبي الدولي وهي بحكم النظام مسؤولة فنياً عن إعداد الفرق ومتابعة تحضيراتها فنياً وتنفق عليها، من المال الذي ترصده الحكومة.
* وفي ظل الأنظمة السياسية العربية تبقى اللجنة الأولمبية في الدرجة الثانية من حيث الأهمية والقيادة، في حين تقود وتقرر في دول العالم الآخر اللي laquo;أحنا عارفينهraquo;! وكل ما أتمناه أن تسود الحكمة بين الجانبين خلال الشهور المقبلة.. فالأمر لا يحتمل الهزل
نقلا عن جريدة البيان الإماراتية بتاريخ 11 مارس 2007
التعليقات