المجالس المعينة والفساد الادارى
محمد عبد اللطيف
من المعروف أن مجالس إدراة الاتحادات والاندية الرياضية فى مصر يتم تشكيلها كل اربع سنوات من خلال انتخابات الجمعية العمومية لكل اتحاد او نادى رياضى ، ورغم أن الغالبية العظمى من مجالس ادارة الرياضية المصرية تشكل وتعمل من خلال قانون الهيئات الرياضية فإننا نري من حين واخر محاولات للعمل بمنأى عن هذا القانون أو تطويعه لهدف ما من قبل الجهة التنفيذية وقد تكون يكون ذلك فى شكل جزئ كأن يتم تعديل أوبالأحرى تفصيل او التغاضى عن بند فى لوائح القانون لغرض ما مثل خدمة شخص بعينه مثلما هو الحال الان مع حسن مصطفى الذى يرأس الاتحاد المصرى لكرة اليد للفترة الثالثة على التوالى رغم مخالفة ذلك للوائح القانون ! أما المظهر الكلى لهذا التغاضى عن قانون الهيئات الرياضية فيتمثل فى احلال مجلس معين محل المجلس المنتخب بعد أن تتم أقالته كما كان يحدث فى عهد عبد المنعم عمارة الذى ضرب الرقم القياسى فى حل مجالس الادارات الرياضية او ارغامه على الاستقالة كما كان يحدث فى عهد الجنزورى .
وظاهرة تعيين مجالس ادارات الهيئات الرياضية فى مصر اعتبرها اكثر الظواهر سلبية فى الرياضة المصرية لاسباب كثيرة أهمها تجاهل اصوات الجمعية الهيئة العمومية للنادى او الاتحاد وهو ما يعنى عدم الاعتداد بالديمقراطية ، وأيضا ان هذة المجالس المعينة يكون ادائها سلبى فى معظم الاحيان ولا تأتى بجديد بل تزيد الامر تعقدا .
ومن خلال متابعتى لهذة الظاهرة منذ بداية التسعينات استطيع أن اقول معظم المجالس المعينة تقوم بتنفيذ سيناريو مكرر يبدأ بالتشدق بحب النادى وحب الوطن وتلبية نداء المهمة التطوعية مع النفى الشديد لأى رغبة فى خوض أى انتخبات مقبلة ، بعد ذلك يقوم اعضاء هذة المجالس المعينة فى فترة التعيين القصيرة ببعض الخطوات التى ينتج عنها اعادة بلورة الاصوات الانتخابية كفتح الباب لاشتراكات جديدة بالنادى أو تقنين عدد من يحق لهم التصويت بما يخدم مصلحتهم الانتخابية ، وبالطبع يساعدهم فى كسب بعض من الشعبية فى فترة التعيين اعلام متحيز وجماهيرغير واعية ، وينتهى الامر فى الغالب باكتساحهم للانتخابات التى نفوا من قبل اى رغبة فى خوضها !!! للتدليل على كلامى عزيزى القارئ سأذكرك بنماذج لمجالس معينة عايشناها جميعا وستدرك أن الامر ما هو إلا quot;اسطوانة مشروخةquot; ملننا من مشاهدتها:
ـ عقب مبارة الاهلى والزمالك صيف 1996 وما صاحبها من انسحاب زمالك رفعت ـ جعفر من المباراة ، قام عبد المنعم عمارة رئيس المجلس الاعلى للشباب والرياضة فى ذلك الوقت بحل مجلس أدارة الزمالك بقيادة جلال ابراهيم وتم تعيين مجلس اخر بقيادة كمال درويش ومعه عدد اخر من الاعضاء ابرزهم اسماعيل سليم وعزمى مجاهد ، كان من نتيجة ذلك أن فاز درويش برئاسة الزمالك فى انتخابات عام 1997 ومعه سليم وكيلا ومجاهد عضوا ، لكن الزمالك لم يفز بأى بطولة دورى فى أول اربع سنوات تولى فيها درويش وزملائه المسئولية الادارية للزمالك !
ـ بعد هزيمة مصر امام السعودية 1 ـ 5 بكأس العالم للقارات صيف 1999 أرغم كمال الجنزورى سمير زاهر ورفاقه على الاستقالة وأتى بالدهشورى حرب الذى كان اختفى تماما عن الانظار فترة ثلاث سنوات عادت فيها الانتصارات للكرة المصرية ـ أتى به رئيسا للاتحاد المصرى لكرة القدم المصرية مرة اخرى ، بدأ الدهشورى مشواره باسناد ادارة منتخب مصر الاول لمدير فنى مغمور يدعى جيرار جيلى خرجنا معه من دور الثمانية لكأس الامم الافريقية 2000 رغم اننا كنا البطل فى البطولة التى سبقتها ، ورغم ذلك تم انتخاب الدهشورى رئيسا لاتحاد الكرة المصرى اواخر عام 2000 ولم يحقق المنتخب الاول فى عهد الدهشورى الذى استمر حتى عام 2004 أى انجاز يذكر ، اما اسوء ما قام به حرب واتحاده فكان الاسهام بالنصيب الاكبر فى فضيحة صفر المونديال !
ـ بعد فشل منتخب مصر الاول بقيادة محسن صالح فى كأس الامم الافريقية 2004 ، قام اتحاد الدهشورى بتقديم استقالته بعد الضغط الاعلامى الكبيرعليه ، فما كان من وزير الشباب على الدين هلال انذاك إلا أن قام بتعيين لجنة لاداراة شئون اتحاد الكرة المصرى برئاسة عصام عبد المنعم تعد هى الاسوء فى تاريخ الكرة المصرية ، اكمل عبد المنعم ملف صفر المونديال بل وزاد عليه أن احضر بمساعدة ممدوح عباس تارديلى الذى اخرج مصر من تصفيات كأس العالم 2006 دون ادنى مقاومة ، وحاول عبد المنعم عبثا التمسك بكرسى الرئاسة بالمماطلة فى تحديد موعد الانتخابات تارة او بتخفيض عدد اصوات الجمعية العمومية الى 40 تارة اخرى ، وانتهى الامر بانسحابه من الساحة غير مأسوف عليه!!!
ـ وليس ببعيد عنا ما حدث فى نادى الزمالك خلال عام 2006 حيث تولى ادارة الزمالك فى بدايتها مجلس معين برئاسة مرسى عطا الله الذى تم تنحيته بعد اربعة اشهر فما كان منه إلا أن سخر الاهرام المسائى الجريدة التى يرأس تحريرها للهجوم على النادى الذى كان يرأس ادارتة ، ثم جاء بعد ذلك مجلس رؤف جاسر ومجموعتة التى عرفت بمجموعة الثمانية وخلفهم مجلس ممدوح عباس ، ماذا حدث للزمالك خلال عام 2006 ؟ عدم احراز اى بطولات و3 هزائم امام الاهلى الغريم التقليدى مجموعها 1 ـ 7 ومازال العرض مستمر! بالمناسبة لم يكن لمرتضى منصوررئيس الزمالك المنتخب أى اثر مباشر فيما حدث للزمالك فى 2006 فهو لو يتولى الزمالك سوى شهرين لم يكن له اى دور فعلى فى اتخاذ القرارات باستثناء دوره المؤثر فى صفقة عمرو زكى بل لقد كان رافضا لوجود الثنائى كاجودا ـ رمزى الذين أتى بهما مرسى عطا الله وحمادة امام وابقى عليهما جاسر وتمسك بهما عباس حتى اغرقا الزمالك فى بحر الهزائم !!!
أذا عزيزى القارئ يتضح لنا ما قد تجلبه المجالس المعينة من سلبيات كثيرة تزيد بزيادة مدة تولى هذه المجالس لادارة الاتحاد او النادى ، الشئ الذى يغيظنى بالفعل هو تشدق من يتم تعينهم بهذة المجالس بشعارات حب الوطن وحب النادى والمهمة التطوعية ، ان امثال هؤلاء الافراد الذين ارتكبوا إثما بارتضائهم أن يحلوا محل غيرهم من المنتخبين دون وجه حق لا يهم سوى ثلاثة امور هى حب الذات وحب الشهرة وتحقق اكبر قدر المصلحة الشخصية .
من صحافة الاسبوع :
ـ تأكيدا لما اشرت إليه فى مقال الاسبوع الماضى عن غياب لغة الارقام والاحصائيات عن الرياضة العربية والذى اوضحت فيه بأننا غير متقينين حتى الان من الرقم القياسى لهداف الدورى المصرى التاريخى (هذا الرابط http://www.elaph.com/ElaphWeb/Sports/2007/3/217249.htm ) ، جاء حوار حسام حسن مع جريدة المصري اليوم يوم 11 مارس الماضى ، هذا ما قاله حسام رد على السؤال الموجه إليه:
.. بمناسبة الأرقام والإحصائيات، هناك من يردد أنك لم تتخط الرقم القياسى لحسن الشاذلى كهداف للدورى على مدار تاريخه؟
حسام : أنا صاحب الرقم القياسى لهدافى الدورى، وأنا الأول برصيد ١٦٨ هدفاً، فى حين أن الشاذلى اعترف من قبل أن رصيده ١٢٤ هدفاً، وللعلم الـ١٦٨ هدفاً فى مباريات الدورى فقط، فضلاً عن ٧٩ هدفاً مع المنتخب الوطنى وأهدافى الأخرى فى بطولات كأس مصر والبطولات العربية والأفريقية والأفروآسيوية والسوبر المصرى والسوبر السعودى .
والسؤال الان هو : أين اتحاد الكرة من كل هذ ا؟
ـ اتفق تماما مع ما كتبه خالد الغندور امس بجريدة المصرى اليوم ، يقول خالد :
.. أعجبتني مقولة رددها الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي عن مفهوم النجومية في عالم الكرة.. حيث قال إن النجم الحقيقي هو الأكثر عطاء لفريقه في كل موسم وليس المواسم السابقة.. وقال أيضاً لا يجوز التجديد للاعب كرة اندثرت نجوميته وعطاؤه بالفريق.. وأنا أقدم هذه المقولة لمسؤولي الأندية الذين يقومون بالتجديد للاعبين انتهت صلاحيتهم تماما وصاروا laquo;عالةraquo; علي أنديتهم.
اللى على راسه بطحة يحسس عليها يا كابتن حازم !
Email : [email protected]
التعليقات