الرياضة والاستثمار
الكتاب الرياضي

د. حافظ المدلج


ودعت الرياض في الاسبوع الماضي معرض الكتاب السنوي بإيجابياته الكثيرة وسلبياته القليلة، وليس هذا مجال تفصيلها فنحن موعودون بمركز جديد للمعارض يحاكي مثيلاته في الدول المتقدمة، حيث لا مجال لإعادة اخترع العجلة لأن متطلبات مركز المعارض معروفة في دبي ولندن وطوكيو ونيويورك وغيرها، وأرجو أن تفخر الرياض بمركز متميز يعكس تميز الوطن الغالي.

ولكن المجال هنا للحديث عن غياب الكتاب الرياضي، باستثناء محاولات مشكورة تتحدث عن الغذاء الصحي والتمارين البدنية، مع بعض الكتب عن التاريخ الرياضي، ولكن عشمنا أكبر بكثير.

نحن نتطلع لأنواع عديدة من الكتب الرياضية، فالتاريخية يفترض أن تكون سردا للإنجازات ورصدا لآثار الشخصيات، حيث يخلو هذا النوع من متعة القراءة.. ولذلك اقترح كتبا ترتبط بشخصيات قديمة وحديثة يرصد من خلالها التاريخ وليس العكس، فعلى سبيل المثال نتطلع من د. عبدالرزاق ابوداود لمجموعة من الكتب عن شجون كثيرة في الرياضة السعودية، كالأندية والمنتخبات وسلوك النجوم والمعسكرات ودور الكابتن وغيرها من القضايا التي يمكن لمن يملك الخبرة الرياضية والتأهيل الأكاديمي ان يبدع في الكتابة عنها، وليست الشهادة الأكاديمية شرط لكتابات السيرة الذاتية للرموز، فنحن نريد أن نقرأ سير الرموز الرياضية العالمية ونكتب على غرارها كتبا عن رموزنا من الإداريين واللاعبين والمدربين، تخيلوا معي كتبا لطيفا عن سيرة رموز نادي النصر المغفور له - بإذن الله - عبدالرحمن بن سعود،

يسرد قصته الطويلة مع كرسي الرئاسة وخلافاته التي لا تفسد للود قضية مع الرياضيين، وكم سيبيع كتاب يحوي قصة نجم كيوسف الثنيان يركز على المواقف الطريفة في حياة أمهر لاعب أنجبته الملاعب العربية والآسيوية، فمجالات الكتابة لا حصر لها والمجتمع الرياضي متعطش لمثل تلك الكتابات، بل إن الغرب يؤلفون كتبا كاملة تحكي قصة هدف أو مباراة أو حدث معين، لماذا لا يكتب العويران قصة هدفه في بلجيكا، ويحكي ماجد تفاصيل مباراة السعودية وكوريا 5- 4، والتي أهلتنا لأولمبياد لوس انجلوس 84م كأول إنجاز للمنتخب السعودي، ويروي لنا ياسر قصة انتقاله للهلال.

وقبل أن يعترض القارئ الكريم على قدرات النجوم على الكتابة، أوضح لكم أن نجوم الغرب لا يكتبون ولكنهم يعطون القوس لباريها فيتولى تسجيل حديثهم بلغتهم الخاصة محترفون في كتابات السيرة، يفرغونها بأسلوبهم الممتع لينجح الكتاب باسم النجم الشهير، مع الاكتفاء بكتابة اسم المحرر للمادة بخط صغير في الصحفة الداخلية الأولى، هكذا هي فنون التسويق.

ولعلي اختم بالعودة لمعرض الكتاب الذي أخفى الجوانب المضيئة من حياة شباب الوطن من الجنسين، فكان التركيز - مع الأسف - على كتب quot;كشكول طالب ثانوي، بنات الرياض، سعودياتquot; بينما اليوم السبت يقام ملتقى سيدات الأعمال السعوديات الذي وجهت في الدعوة لأكثر من ثلاثة آلاف سيدة أعمال في منطقة الرياض فقط، ولكن العالم الخارجي لا يعرف عن بناتنا إلا ما نقدمه للعالم من إنتاجنا الأدبي الذي يسلط الضوء على الجوانب السلبية فقط من حياة شباب الوطن.

غداً.. لقاء أم موقعة؟

يلتقي غدا في مباراة هامة جدا الأهلي والهلال في نصف نهائي كأس ولي العهد، وتتزايد الأهمية اذا استرجعنا تداعيات اللقاء السابق بين الفريقين في نفس الملعب حين خرج الكثيرون عن النص فضاعت أخلاق الفوز والهزيمة، ولا داعي لتذكيركم بأحداث اللقاء التي تجاوزت كل الحدود حتى وصل الأمر الى سجن بعض المشاغبين الذين تسببوا في فوضى شملت اصابات بالغة في الأجساد والسيارات وغيرها، ورغم أن وجود الحكم الأجنبي سيخفف من حدة الجماهير - بكل أسف - الا ان الحذر يدفعني لمطالبة الجميع بتهدئة النفوس، مع تكرار الرجاء بأن يدخل الفريقان يحملان علما واحدا ويوزعون الورود على جماهير الخصم يحرصون على ضبط الجماهير طيلة وقت المباراة، مع التأكيد على الصحافة بالبعد عن عناوين الإثارة قبل المباراة، ولنركز على أنه quot;لقاءquot; وليس quot;موقعةquot;، فالأمل أن تجمعنا الرياضة ولا تفرقنا، وعلى دروب الحب للوطن نلتقي.

نقلا عن جريدة الرياض السعودية بتاريخ 17 مارس 2007