laquo;اتصالاتraquo; في مصر
علاء إسماعيل



* انقلبت الساحة
الرياضية في مصر رأساً على عقب بدخول شركة اتصالات الإماراتية المنافسة مع فودافون وموبينيل في معركة شرسة لا تعترف إلا بمن يملك لغة العصر القادرة على جذب الناس.

ومن دون مقدمات، نجحت اتصالات في الاتفاق مع اتحاد الكرة على رعاية أنشطة الكرة المصرية من مسابقات ومنتخبات وغيرهما وحصلت على حق إطلاق اسمها على الدوري المصري، كما يحدث مع دوري الإمارات حالياً، ولم يكشف النقاب عن قيمة الصفقة، لكن المعلومات تؤكد أن الاتفاق مدته أربع سنوات، قيمة السنة الأولى 38 مليون جنيه، وهو مبلغ مذهل بحق حصل عليه اتحاد الكرة في توقيت بالغ الغرابة، مع قرب انتهاء الموسم، ولكن دلالته واضحة. فالقائمون على اتصالات أرادوا اقتحام الساحة الرياضية منذ اليوم الأول، وفرض الاسم على الجميع من بوابة كرة القدم السلعة الشهيرة التي يهتم بها كل بيت في مصر.

وفي عالم التسويق هناك أثمان باهظة يتوجب دفعها مقابل التواجد، ثم تحقيق الأرباح بعد ذلك، ولكن اتحاد الكرة المرتبط أصلاً مع وكالة إعلانية منذ سنوات، أبرم اتفاقاً مبدئياً مع موبينيل وهي أقدم شركات المحمول في مصر لتسويق الجيل الثالث المتطور من الخدمة والمتمثل في بث المباريات عبر المحمول الجديد والانترنت مقابل مبلغ يقل عن المليون جنيه سنوياً، ويرتكب بذلك خطأ فادحاً، بالاتفاق مع شركة منافسة للشركة الأخرى التي تملك حقوق رعاية كل الأنشطة الكروية في مصر، وهذا غير مقبول في أبجديات التسويق وكلنا نتذكر الصراع الذي كان يدور بين laquo;البيبسي كولاraquo; وlaquo;الكوكاكولاraquo; على ساحة التسويق الرياضي في العالم، وما انتهى إليه من عدم اجتماعهما في أرض واحدة.

والمفاجأة الأخرى حدثت من شركة المحمول الثالثة فودافون التي عرضت على النادي الأهلي الجواد الرابح في مصر حالياً، عشرة ملايين جنيه مقابل بث مبارياته في الدوري عبر الانترنت وأجهزة المحمول، ويلوح الأهلي الذي خابت آماله في إطلاق قناة فضائية حصرية، بالانسحاب من اتفاق البث الفضائي مع اتحاد الكرة لينفرد بتسويق المباريات التي تُقام في ملعبه وهي ليست كثيرة العدد لكنها وفيرة الربح.

وهكذا تسببت laquo;اتصالاتraquo; الإماراتية بعرضها السخي في فتح أبواب خزائن التسويق على الأنشطة الكروية لمصلحة الكرة المصرية، وفي ظني أن اتحاد الكرة لن يمضي في اتفاقه مع موبينيل احتراماً لاتفاقه مع اتصالات التي ترى أن اتفاقها يمتد ليشمل كل الأنشطة بما فيها مشاهدة المباريات بواسطة الموبايلات.

دخول اتصالات أيقظ الساحة وحطم انفراد الآخرين وأصبح نقطة تحوُّل في مسار التسويق الرياضي المصري. وأهلاً بالمنافسة الشريفة.

نقلا عن جريدة البيان بتاريخ 14 مايو 2007