شكراً 2007
محمد جاسم


* تكاد تكون المرة الأولى التي نستقبل من خلالها العام الجديد بلحظات مجنونة مثل التي عشناها أمس في ليلة رأس السنة الجديدة التي لا يمكن أن تنساها الذاكرة الرياضية الإماراتية التي ودعت عام 2007 بانجاز جديد من شأنه أن يغير خارطة الكرة الإماراتية على الصعيد الخارجي.

وما حققه العنكبوت الجزراوي في ليلة رأس السنة الجديدة هو حدث لا يمكن أن يتكرر.. لأنه من ذلك النوع النادر الحدوث.. ولأن الموعد كان في ذلك الاستاد الذي اعتاد على رسم الابتسامة على ملامح وشفاه الجماهير الإماراتية التي لم تعتد أن تذهب إلى استاد محمد بن زايد إلا لكي تفرح..

والفرحة في أمسية البارحة كانت من ذلك النوع الذي تفوح منه رائحة العطر الخليجي الذي غطى بيت العنكبوت الذي تحول بدوره إلى معقل البطولة الخليجية التي استقرت عنده وبين جدرانه .

* دقائق مجنونه.. أهداف لا يمكن وصفها.. ركلات جزاء كادت أن تفقدنا كل شيء.. كدنا أن نفقد حواسنا ومشاعرنا التي ذهبت بعيدا وعادتنا إلى أكثر من عشرة سنوات ماضية إلى الوراء وإلى تلك اللحظات التي ضاع منا اللقب الآسيوي في آسيا 96 أمام المنتخب السعودي بالركلات الترجيحية التي أدارت ظهرها لنا..

كل ذلك كان يحاصرنا في اللحظات القاتلة التي شهدت تسجيل الهدف الاتفاقي الذي أعاد الأمل لحامل اللقب لتذهب المباراة الماراثونية لركلات الترجيح من أجل فك الارتباط، بعد أن نجح الجزيرة في تحقيق ما أراد عندما سجل الأهداف الثلاثة التي كانت كافية من أجل إعلان الاحتفالات التي تأجلت في اللحظات القاتلة من عمر الشوط الإضافي الثاني بسبب ذلك الهدف

الذي أحرزه الاتفاق والذي أعاده للمباراة ولكن لم يمنحه الحفاظ على لقبه الذي استقر في بيت العنكبوت ليبقى اللقب الخليجي في الإمارات بعد لحظات درامية ومباراة ماراثونية لا يمكن أن تتكرر على المدى القصير.

* كل الظروف كانت معاكسة لممثل الإمارات في النهائي الخليجي، وهاجس الخسارة الماضية في الذهاب وضغط الأهداف الثلاثة التي كان لا بد من تسجيلها وضع اللاعبين تحت ضغط نفسي كبير ، وجاءت لحظات ركلات الترجيح لتزيد من معاناة الجماهير الإماراتية التي عاشت لحظات عصيبة، ولأن لكل مجتهد نصيبا ولأن المباراة الأولى لم تكن عادلة مع الجزيرة جاءت مباراة الأمس

لكي تنصف الفريق الأفضل والأجدر والجزيرة كان الأجدر وكان يستحق اللقب أكثر من الاتفاق الذي حاول من جانبه الحفاظ على لقبه وتحقيق البطولة للمرة الرابعة في تاريخه ولكن إرادة العنكبوت كانت أكبر من كل الظروف فانتصرت في النهاية والعبرة في النهاية وهذا ما أشرت إليه شخصيا في يوم المباراة عندما قلت إن العبرة في النهاية والنهاية كانت منصفة وعادلة.

* اللقب الخليجي الذي حققه الجزيرة أمس وضع كرة الإمارات على قائمة الهرم الخليجي، ليكون وداع عام 2007 وداعا مثاليا كاستقبالنا له عندما افتتحنا العام المنتهي ببطولة خليجية بعد أن فاز منتخبنا الوطني بخليجي 18 لأول مرة في تاريخه .. وإذ نودع العام بتلك البطولة فمن الواجب علينا أن نشكر العام المنتهي الذي أعطانا مساحة رائعة من التفاؤل بمستقبل الكرة الإماراتية.

كلمة أخيرة

* ودعنا العام 2007 بإنجاز بعد أن استقبلنا العام المنتهي بإنجاز ..واليوم نستقبل العام الجديد الذي نتمنى أن تتواصل فيه الإنجازات وأن تواصل رياضتنا تحقيق النجاحات والإنجازات التي غابت عنا وقاطعتنا طويلاً قبل أن تعقد الصلح معنا لنفتح معها صفحة جديدة بدايتها فرحة ونهايتها فرحة بإذن الله وكل عام وأنتم بخير.

نقلا عن جريدة البيان بتاريخ 1 يناير 2008