تجربة الجوهرىو جوزية
محمد عبداللطيف

[email protected]


محمود الجوهري
قبيل نهاية عام 1983 تأهل منتخب مصر الى اولمبياد لوس انجلوس الاولمبية وكان متعين عليه ان يخوض نهائيات كأس الامم الافريقية بكوت ديفوار مارس 1984 ثم نهائيات الاولمبياد فى صيف نفس العام. على أثر ذلك قرر الكابتن الوحش شفاه الله المدير الفنى للمنتخب وقتها اقامة مباريات الدور الثانى للدورى المصرى ومباريات كأس مصر بدون اللاعبين الدوليين بحجة اقامة معسكرات مغلقة ولعب مباريات معظمها مع اندية الدرجة الثانية الاوربية! كان الاهلى فى ذلك الوقت هو الاكثر الاندية تضررا حيث اضطر الى ترك معظم لاعبيه الاساسيين للمنتخب فلعب بقية الموسم دون ثابت البطل واكرامى وربيع ياسين ومجدى عبدالغنى والخطيب وطاهر ابوزيد ومصطفى عبده وزكريا ناصف . على الجانب الاخر احتفظ الزمالك وقتها بقوام اساسييه نتيجة لعدم استدعاء معظمهم للمنتخب وكان ابرز اللاعبين الذين اضطر الزمالك الى تركهم للمنتخب ابراهيم يوسف افضل مدافع افريقى وقتها وعادل الأمورالحارس الاساسى للفريق.


لم يكن هناك امام الكابتن الجوهرى المدير الفنى للاهلى فى ذلك الوقت الا الاعتماد على بدلاء الفريق وناشئ النادى اضافة الى القلة المتبقية من اساسى الفريق الذين كان ابرزهم علاء ميهوب اللاعب الصاعد وقتها وخالد جادالله . استطاع الجوهرى بهذا الفريق المكون معظمه من الصاعدين المنافسة على بطولة دورى 1984 حتى اخرمباراة بها و التى تعادل فيها مع الزمالك 2-2 وفاز ببطولة كأس مصر بعد مباراة 3-1 الشهيرة مع المصرى الذى كان يدربه اسطورة المجر بوشكاش . الاهم من ذلك ان الجوهرى استطاع بناء فريق جديد للاهلى وثقل موهبة لاعبين جدد لعبوا اساسيين للفريق لسنوات عديدة تالية كان اهمهم احمد شوبير وعلاء ميهوب واسامة عرابى وضياء السيد وحمدى ابوراضى ومحمد حشيش ورمضان السيد وسمير فوزى. شكل هؤلاء الصاعدين الجدد وقتها مع الدوليين الذين عادوا للفريق بعد مباريات دورة لوس انجلوس قوام فريق قوى حصد معظم البطولات التى شارك فيها الفريق لسنوات عديدة تلت.

تعرض الجوهرى لموقف اكثرحرجا فى صيف 1985 فعلى اثر تمسك نجوم الاهلى به وتضامنهم وتدربهم معه بنادى الشمس قررت ادارة الاهلى برئاسة صالح سليم ايقاف جميع هؤلاء النجوم ولعب بقية مباريات كأس مصر بناشئ النادى. كانت اولى المباريات التى تعين على الجوهرى خوضها بعد ايام قليلة من اتخاذ هذا القرار مباراة دور الثمانية امام اساسى الزمالك والتى حقق فيها ناشئ الاهلى احد اكبر المفاجأت فى تاريخ الكرة المصرية بعد تغلبهم على الزمالك 3-2 وواصل هؤلاء الناشئين انتصارتهم حتى حصلوا على كأس مصر. قدم الجوهرى ايضا من خلال تلك البطولة لاعبين جدد للاهلى اهمهم حسام حسن وبدر رجب وطارق خليل. استطاع الاهلى من خلال تلك الاجيال التى قدمها الجوهرى ان يكون فارس الكرة المصرية والافريقية الاول فى حقبة الثمانينات من القرن الماضى.

على النقيض لم يستطيع مانويل جوزيه المدير الفنى الحالى للاهلى ان يبرهن على اى مظهر من مظاهر العبقرية التى يتحاكى بها الاعلام الاحمر فى المباريات التى لعب فيها الفريق بدون اساسيه. فالاهلى مع جوزيه لا شكل له ولا طعم اذا لعب بدون الحضرى وبركات وفلافيو وابوتريكة وهو ما حدث فى مباراة الفريق امس امام بترول اسيوط التى انهزم فيها 0-1 . جوزيه لا يستطيع ndash; او ربما غير مهتم ndash; بالبحث عن لاعب واحد من ناشئ الاهلى وثقل امكاناته وتثبيته فى صفوف الفريق الاول. هو فقط ينتظر من الاخرين ان يظهروا له موهبة لاعبين لديه فيقوم بالاستفادة منهم وهو ما حدث مع حسن شحاته الذى قدم له عماد متعب ثم المرحوم محمد عبد الوهاب الذى كان يضعه بديل لابومسلم حتى تألق فى امم افريقيا 2006 فاقتنع بالاعتماد عليه كاساسى! ووضع الفريق الحالى ينذر بسنوات عجاف اخرى تماثل فترة 2000- 2003 التى لم يفز فيها الفريق باى بطولة دورى لانه من غير المعقول ان يظل هؤلاء نجوما على الدوام . المشكلة الاكبر ان غالبية الصفقات الى ابرمها الاهلى فى اخر ثلاث سنوات ndash; وكلها تتم بناء على طلب جوزيه- تعد صفقات فاشلة ولم تضف للفريق جديدا وهو ما نبهت عليه فى احدى مقالتى السابقة.

http://www.elaph.com/ElaphWeb/Sports/2007/6/237678.htm


قلتها من قبل مرارا ومازالت اكررها: مانويل جوزيه مدرب جيد ولكنه ليس بذلك العبقرى او الساحر الذى تصفه الاقلام الحمراء. وارى انه فى ظل قيادة جوزيه للاهلى فى السنوات المقبلة فان الاهلى لن يستطيع تجاوز حدود الانتصارات المحلية الافريقية.


الفرق بين الجوهرى وجوزيه ان الجوهرى يستطيع بناء فريق وقيادته باقتدار ، اما جوزيه فيستطيع قيادة فريق الى انتصارات جيدة فقط دون بناءه .


كلمة اخيرة

هزيمة الاهلى امام بترول اسيوط يجب الا تجعل حديثنا مقتصر على الاهلى وتدهور عروضه والا تنسينا الاشادة بمحمد عامر المدير الفنى لفريق البترول.

ليست هذه الهزيمة الاولى التى يلقاها الاهلى امام فرق مغمورة يقودها محمد عامر فقد سبق ان قاد عامر اسوان والقناة للفوز على الاهلى فى النصف الاخير من التسعينات ، كما قاد عامر اسمنت السويس للفوز على الزمالك فى الدورين الاول والثانى لدورى 2004-2005.

من خلال متابعتى للمباريات التليفزيونية التى تذاع للفرق التى يقودها محمد عامر استطيع ان اقول ان فكره الخططى هو نسخة مصغرة من افكار الكابتن الجوهرى فالواضح انه تأثر كثيرا بالفترة التى عمل فيها مدربا مساعدا للمنتخب معه عامى 92-1993.