إلا الجمهور المصري !
محمود معروف
دورة رباعية ودية دولية أقيمت في دبي بمناسبة مرور عامين علي تنصيب الشيخ محمد بن راشد المكتوم حاكماً لإمارة دبي خلفاً لوالده.. شارك في الدورة أندية انترناسيونال بورتو الليجري البرازيلي وانتر ميلان الإيطالي وكلاهما فاز بكأس أندية العالم.. وشارك معهما نادي شتوتجارت الألماني ونادي اياكس أمستردام الهولندي.
كانت دورة رائعة ممتعة خاصة المباراة النهائية التي فاز فيها فريق انترناسيونال البرازيلي علي انتر ميلان 2/1 في واحدة من أجمل ما رأينا هذا العام.. فالجو في دبي دافئ والطقس جميل وأرضية الملعب أحلي من ملاعب أوروبا واستمتع اللاعبون باللعب عليها لكن المدهش ان المدرجات كانت تبدو شبه خاوية باستثناء بضعة آلاف من جماهير دبي وبعض أبناء جاليات أمريكا الجنوبية وإيطاليا العاملين في دولة الإمارات وبعض دول الخليج.
هذه الدورة كان من المقرر أن يشارك فيها النادي الأهلي ولأنه كان من المفترض أن يشارك الأهلي في نهائيات كأس العالم باليابان ونصف لاعبيه في منتخب مصر فاعتذر الأهلي وجرت المفاوضات لإشراك الزمالك بدلاً منه ثم quot;خلعواquot; من الزمالك واتفقوا مع نادي شتوتجارت الألماني بدلاً منه لتكون هناك ندية بين الفرق الأربعة quot;ثلاثة من أوروباquot; وفريق من أمريكا الجنوبية وتحديداً من البرازيل.
لم يكن التفاوض مع الأهلي أو الزمالك من أجل سواد عيونهما أو لأنهما ند لبطل أمريكا الجنوبية وبطل أندية العالم وإنما من أجل الجمهور المصري الموجود في الخليج عامة والإمارات بصفة خاصة وأتصور لو أن الزمالك أو الأهلي هو الذي شارك في هذه الدورة ما كان مقعداً واحداً خالياً في المدرجات والجمهور هو الذي يعطي المتعة للمباريات وتكون الأهمية بقدر عدد المتفرجين.. ولا أعتقد أن عدد المتفرجين في المباراة النهائية تجاوز العشرة آلاف متفرج وهذا العدد يمكنه أن يحضر مباراة الاتحاد والجونة في الإسكندرية.
كل شيء في الملعب كان رائعاً وجميلاً ومنظماً علي أكمل وجه والأداء رفيع المستوي إلا منظر المدرجات ولعل المسئولين في الإمارات شعروا بالندم لعدم الاتفاق مع الزمالك أو الأهلي ليس لزيادة قوة المنافسة وإنما لضمان إقبال جمهور مصر الذي يعشق ويحب بلده ويموت quot;في أي حاجة تيجي من ريحة مصرquot; حتي لو كان فريق مركز شباب قها.
البطولة كانت مغرية فالفائز يحصل علي مليون دولار والثاني 700 ألف دولار والثالث نصف مليون دولار والرابع 300 ألف دولار بخلاف جوائز مالية لهداف البطولة وأحسن لاعب وأحسن حارس مرمي.
لهف البرازيليون المليون دولار ويستحقون والإيطاليون 700 ألف دولار وإن كانوا سيقيمون معسكراً لمدة أسبوع في دبي quot;إقامة كاملةquot; استعداداً لاستئناف الموسم الرياضي في أوروبا.. أما فريق شتوتجارت فجاء الثالث واياكس أمستردام الرابع وقد أحسنت قناة دبي الرياضية تغطية الحدث بشكل رائع وأوفدت المذيع الليبي أو التونسي كريم الترهوني ليرافق فريق انترميلان من قلب النادي في مدينة ميلانو وحتي مطار دبي مع إجراء حوارات مع نجوم الفريق وجهاز التدريب طوال رحلة الطائرة فكانت خدمة تليفزيونية متميزة عسي أن نتعلم منها وليس عيباً أن نتعلم ممن علمناهم!!
نقلا عن جريدة الجمهورية بتاريخ 9 يناير 2008
التعليقات