جوزية.... البطة العرجاء

[email protected]


نيرمين سامي _ القاهرة


يبدو أن ايام البرتغالي مانويل جوزية , مدرب الاهلي المصري, في القلعة الحمراء أصبحت معدودة و أنه على وشك الرحيل. فما إن يخرج من مشكلة مع جماهير النادي او مع الصحافة المصرية الا و يدخل في أخرى. و كانت

جوزيه
القشة التي قصمت ظهر البعير هي خسارة الاهلي أمام فريق بترول أسيوط (ينافس في دوري الدرجة الثانية) في إطار مباريات دور الـ32 لبطولة كأس مصر. ارتفعت بعض الاصوات الصحافية بوجوب رحيل جوزيه عن القلعة الحمراء خصوصا أن تلك البطولة هي الثانية التي يخسرها الاهلي بعد بطولة دوري ابطال افريقيا هذا العام . و هناك روايات ان اسم البرازيلي ريكاردو المدير الفني السابق لنادى الهلال السوداني يتردد بقوة في الأهلي ويتصدر قائمة أسماء المدربين الأجانب المرشحة لتدريب القلعة الحمراء وذلك بعد أن رحل عن الهلال السودانى.. وقدم أحد الوكلاء السيرة الذاتية له للجنة الكرة للبت فيها بعد ان لوح جوزيه بامكانية رحيله عن النادي. فهل جوزيه هو الرجل المناسب في المكان المناسب؟ و هل رفع جوزيه اسم الاهلي أم أن الاهلي هو الذي رفع اسم جوزيه؟

خسارة مباراة أو ضياع بطولة ليس نهاية العالم , فلا يمكن ان يظل النادي الاهلي هو الفائز بجميع المباريات التي يخوضها و الا اين اثارة و متعة كرة القدم، و لكن عندما تصبح الهزائم سببا في المشاحنات و الاحقاد و تبادل التصريحات الصحافية غير المقبولة بين المدرب و الصحافة و بين المدرب و النادي يصبح الامر غير مقبول. مانويل جوزية يرى أن لولاه لكان النادي الاهلي في خبر كان, و انه افضل مدرب ناد في افريقيا. و لكن جوزية ليس بالمدرب الخارق الذي من دونه سينتكس حال الاهلي، فلولا لاعبي النادي الاهلي امثال ابوتريكة و متعب و الحضري لما استطاع الحصول علي اي بطولة. و الدليل على ذلك هو خسارته امام بترول اسيوط بسبب غياب أبو تريكة ومتعب والحضري وشادي وفلافيو وجيلبرتو وبركات. اذا فانتصارات الاهلي بسبب جوزية و بسبب وجود لاعبين اكفاء في النادي الاهلي , و ليس بسبب جوزية وحده. و اذا كان يرى نفسه انه مدرب رائع فلماذا لم يستعن به ناد كبير من اندية البرتغال او اوروبا, فجوزيه من دون الاهلي ما كان جوزيه. و ايضا النادي الاهلي حقق انجازات كبيرة معه كبطولة دوري ابطال افريقيا اعوام 2001 , 2005, و 2006 و حصل الاهلي على المركز الثالث في بطولة كأس العالم للاندية عام 2006 . كما حقق مع الاهلي كأس السوبر الافريقي اعوام 2002 و 2005 و 2007, غير تصدر الاهلي للدوري المصري لمدة 3 سنوات متتالية .

جوزيه مغرور لاشك في هذا , فهو مغرور وعصبي مع الصحافة , و مع من هم ضده من مشجعي النادي الاهلي و مع بعض لاعبي الفريق على الرغم من نفي بعض اللاعبين هذه الصفات عنه، و لكن الواقع غير ما يقال بالمرة. انتقد حسن شحاتة quot; المدير الفني للمنتخب المصريquot; في حديث ادلى بهالى مجلة السوبر الامارتية و كأنه هو غول التدريب في العالم العربي. مالك انت و مال حسن شحاتة او غيره، عملك هو تدريب الفريق الاول للنادي الاهلي و ليس مباشرة عمل الغير. فهل تحب ان يباشر احد غير عملك... فانت عندما تنتقدك الصحافة تكون كالأسد الجوعان الذي سيفترس كل من يقترب منه. هذا غير التصريحات النارية المتبادلة بين جوزيه و الصحافة المصرية و كأنها طلقات رصاص. فالصحافة اتهمته بأن راتبه هو الأعلى في القارة الأفريقية و بعدم الاهتمام بالمواهب المميزة في قطاع الناشئين، فضلاً عن أنه تعاقد مع ٣٦ لاعباً منذ توليه مسؤولية تدريب الأهلي، لكنه لم يستفد سوى من ١٠ لاعبين فقط خلال ٥ سنوات قضاها مع الفريق. و أعتقد أن عشرة لاعبين في خلال تلك الفترة امر جيد , و لكن جوزية في حالة تركيز شديد مع الصحافة, فعليه ان يعمل و يثبت عكس الاتهامات الموجهة له و يكون الرد بالملعب و بالانتصارات. الصحافة لا يستطيعاحد ان يكتم صوتها, و لكن نستطيع ان نثبت عكس ما قيل بالنتائج الملموسة. و اخيرا: رفض جوزية حضور المؤتمر الصحافي بشكل لا يليق متحدياً قرار اتحاد الكرة ولجنة المسابقات بضرورة حضور المؤتمرات , فجوزيه يحمل سبب الخسارة الى اللاعبين و لجنة الكرة و الادارة و الحكام و هو لا يعلم أن سبب الخسارة هو اعتماد النادي على لاعبين محددين بالاسم فاذا غابت هذه الاسماء عن الفرقة لاي سبب سقط النادي الاهلي. اذا يجب اظهار وجوه جديدة على الساحة و ان يختار جوزية اللاعبين المناسبين بمساعدة ادارة النادي الاهلي دون مجاملات. ان لم يحدث ذلك فالنادي الاهلي سوف يغلق ابوابه اذا فقد اللاعبين المعتمد عليهم النادي في كل مبارياته. النادي الاهلي هو النادي الافشل في شراء اللاعبين. النادي الاهلي قام بعمل مجموعة صفقات ممتازة في الموسم 2003ـ.2004 ضم أبو تريكة، وعماد النحاس، وبركات، واسلام الشاطر، وفلافيو، ومحمد شوقي، وحسن مصطفى. ومنذ ذلك التاريخ لم يشتر لاعبا نستطيع أن نقول عليه مميزا.

و على الجانب الاخر, يعتبر تخاذل جوزية عن تجديد دماء الفرقة بمجموعة من ناشئي النادي أمر غريب خصوصا في ظل وجود بعض اللاعبين دون المستوى بالفريق , و الذي اعطيت لهم الفرصة من جانب جوزية أكثر من مرة و لكن لم يثبتوا أنفسهم أمثال احمد شديد قناوي و أحمد فتحي و غيرهم. فالنادي الاهلي بحاجة ملحة الى الاعتماد علي ناشئي النادي و الذين سيكونون هم نجوم النادي في المستقبل, ففي كل الاحوال سوف يستفيد النادي الاهلي منهم على المدى القريب و البعيد حتى نرى في المستقبل أبو تريكة جديد و عصام حضري جديد للنادي , بل أفضل منهم. و يجب على إدارة النادي الاهلي أن يكون لديها رؤية لمستقبل النادي و أن لا تنظر تحت أرجلها خصوصا أن الاعتماد علي اللاعبين صغار السن أصبحت ليس بالشيء الغريب, فأرسن فينجر مدرب الارسنال أصر على الاعتماد علي البرازيلي quot;دو سانتوسquot; و الارجينتيني quot; ميسي quot; و غيرهم من اللاعبين صغار السن رغم حدة الانتقادات ضده بسبب الاقدام علي تلك الخطوة. و بالفعل حقق الارسنال نتائج جيدة بالدوري الانجليزي. فهل يريد جوزية لاعبين جاهزين لحصد البطولات بهم, و لا يؤمن بقاعدة صناعة النجم أم انة مسئول عن الفريق الاول فقط و ليست مسئوليتة اكتشاف ناشئ النادي ؟!! أم أن حقا مسئولي الاهلي رفضوا الاستفادة من خبرات الأندية البرتغالية في مجال الناشئين بعدما احضر جوزية معه كتباً تتحدث عن تنظيم قطاعات الناشئين من أندية بنفيكا وبورتو ولشبونة كما صرح جوزية من قبل . فريق الكرة الأول في النادي الأهلي لا يعتمد منذ فترة على سياسة الدفع بالناشئين وبالكاد يستطيع لاعب الصعود اللعب مع الفريق الاول. و كان من أبرز الراحلين عن قطاع ناشئ النادي الاهلي اللاعب quot; شريف أشرف quot; الذي استطاع أن يثبت نفسه مع الفريق الاول لنادي الزمالك. ، فمن غير المعقول أن تبقى جهة الأهلى اليسرى من دون لاعبين على مستوى منذ وفاة quot;محمد عبد الوهابquot; . كما أنه ليس هناك بديل لعماد النحاس كليبرو!!!! كما أن خط الوسط يعاني بسبب عدم وجود بديل لابوتريكة على المستوى نفسه.

اتهم جوزيه بالفشل و أنه ليس بالمدرب الفذ , و لولا تدريبه لناد كبير كالنادي الاهلي لما حقق كل تلك الانجازات و ما لمع اسمه. و علي الجانب الاخر, رأى الكثير أنه لو جوزية ما كان الاهلي حقق كل تلك الانجازات , و يجب أن يبقي مع الاهلي الي يوم القيامة! و نسي هؤلاء أن الاهلي بالتاريخ و الارقام هو نادي البطولات, و أن الاهلي أصبح النادي الاهلي من قبل جوزية أو غيره. أعتقد أن وجود جوزية أو عدم وجوده بالنادي لن يؤدي الي خسائر فاضحة للنادي أو لجماهيره خصوصا في ظل وجود ادارة جيدة في النادي الاهلي. خسارة الاهلي بطولتين كبيرتين يجب أن يدفع الادارة للوقوف على الأخطاء والسلبيات الموجودة في الفريق، والتي كانت مختفية بسبب الانتصارات المتتالية، التي كان يحققها الفريق على جميع المستويات خصوصا أن خسارة البطولتين صاحبها تراجع ملحوظ في الأداء، بسبب اعتماد الجهاز الفني على مجموعة من اللاعبين، دون الاهتمام بباقي العناصر الموجودة في الفريق وتعتبر من أفضل اللاعبين. فالنادي الاهلي أو أي ناد في العالم من دون ادارة على مستوى عال لن يحقق اي انجازات او بطولات حتى لو لديه افضل مدرب بالعالم. فاذا اراد جوزية البقاء و تحقيق الانجازات للاهلي فاهلا به الف مرة , و اذا اراد الرحيل متصورا انه كثير علي النادي الاهلي و أن النادي من بعده سيجر أذيلة الخيبة فباب النادي الاهلي quot; يفوت جملquot;