نور والأسئلة الحائرة

فهد سعود

[email protected]


أحداث تثير أكثر من علامة استفهام، وتجعل السؤال الأزليّ يقفز إلى السطح .. وهو : لماذا وصل حالنا إلى هذا المستوى المخيف في التنافس الرياضي، بينما يضمنا هدفا واحدا وهو التنافس الشريف؟

نور
لماذا بدأ quot; التطّلع للفوز وتحقيق الثلاث نقاط أهم عند البعض من الأخلاقيات الرياضية؟
لماذا طغى الشد العصبي على تصرفاتنا وأخلاقياتنا ؟

هل الذنب هو ذنب المسئولين .. الذين لم يستطيعوا أن يؤصلوا لمبدأ التنافس الشريف بين الأندية، أم هو ذنب الإعلام الذي يدور كلٌ في فلكه .. أم هو ذنب الجماهير المغلوبة على أمرها؟

الكثير من الأسئلة داهمتني بعد أن شاهدت، كما شاهد غيري ما حدث بعد نهاية مباراة النصر والاتفاق.. وما تلا لقاء النصر والاتحاد من تصريحات نارية بعد أن سجل نور هدفا من كرة كان يفترض فيه أدبيا وأخلاقيا أن يعيدها إلى النصر.

ولكن بعد أن عدت بالذاكرة قليلا للوراء، وجدت أن ما حدث من نور أمر طبيعي، ليس لأنه يحتاج إلى دكتور نفسي ليعالجه، أو لأنه لاعب مشاغب ولا يحترم القوانين، بل لان الإعلام الرياضي ساهم في تأصيل هذا الفكرة لدى اللاعبين والجماهير ربما دون أن يعلم.

كيف؟
بعد أن سجل الاتفاق هدفا مماثلا في مرمى الهلال في البطولة الخليجية العام الماضي، خرجت الكثير من الاقنية الإعلامية تشيد بالهدف ولم تستنكره ربما لأنه ضد الهلال.

وبعد هذه المباراة بأيام، تقابل النصر مع الاتفاق، وسجل النصر هدفا بنفس الطريقة، فثارت ثائرة الاتفاقيين يومها، فما كان من مسئولي النصر آنذاك إلا أن صرحوا أن غضب الاتفاق غير مبرر، فقد سبق وان قاموا بنفس الطريقة ضد الهلال!

وتوالت هذه الأحداث، وكل فريق يقوم بتسجيل هدفا بهذه الطريقة، يذكرنا بأنه ليس الوحيد الذي يدور في هذا الفلك.
والسبب كما سبق وأشرت هو الإعلام الرياضي الذي لم يتعاطى معها بالشكل المطلوب، فكان من المفترض أن يستنكر الجميع هذا الأمر وألا يتركوا الميول تؤثر في المنطق.

فالإعلام هو ركيزة أساسية في نشر مبدأ التنافس الشريف وان الأخلاق فوق معايير الفوز والخسارة وان ما حدث من نور يجب أن يكون مثار استهجان الجميع فما حدث مع النصر ربما يحدث غدا مع الهلال والأهلي وغيرهم، وحينها ستصبح الرياضة بالنسبة لنا أشبه بحلبة مصارعة لا مجال للرحمة والأخلاق فيها.

نقلا عن شمس