عبد الجبار العتابيمن بغداد : عاد الى بغداد شيخ المدربين العراقيين الكابتن عمو بابا قادما من فرنسا التي اجرى فيها عدة عمليات جراحية ، وعلى الفور

عمو بابا
تصلنا به وسألناه عن صحته وعن احواله الان ، كان صوته يشع محبة بنكهته الخاصة ولهجته المحببة ، ورغم انات المرض كان يضحك حينما اشاكسه ضحكة متعبة ولكنها عابقة بما نعرفه عنه من عفوية وتواضع .

عمو بابا قال في حديث خاص لـ (ايلاف) : مازالت صحتي تعبانة على الرغم من اجرائي للعديد من العمليات الجراحية واعاني من امراض منها ان مرض (السكري) الذي اثر كثيرا على انسجة الشرايين وعلى عيوني وعلى قلبي ،وقدمي التي يقصقصون اصابعها (شوية .. شوية) وهي التي صنعت نجوما وافرحت الناس ،

اجريت عملية جراحية لعيوني ولكن بلا فائدة ، مثلما اجريت عمليات لبطني وحنجرتي ، عمليات كثيرة وفحوصات ، (ثم يضحك عمو وهو يقول) : حتى انني اجريت عملية ليدي المكسورة منذ ان كنت لاعبا وكانت طوال السنين الماضية تؤلمني وكانت تؤثر على حركتي والحمد لله هي جيدة ولكنها بحاجة الى رياضة لمدة ثلاث ساعات يوميا اقلصها وابسطها واحمل فيها شيئا، ولكن مازال جسمي تعبانا ومتورما ، ولااستطيع المشي وانا الان على عربة متحركة ، وحتى الكلام لااستطيع ان اتكلم ،

واضاف عمو : حين قدمت اوراقي في فرنسا اخذوا بها وارادوا ان يمنحوني اقامة ولكنني رفضت ، انا لا استطيع العيش بعيدا عن العراق ، ليس هنالك راحة في الغربة ، وكل من يقول لك انه مرتاح في الغربة قل له انت كاذب ، وجدت العراقيين هناك يبكون ، ابني وابنتي في فرنسا ليس لديهم جيران ولااحد يزورهم ولا يزورون احدا ، وجالسين في شقتهم و(ساكتين) ، هناك مع المرض كنت اذهب الى الملاعب التي يتدرب فيها الصغار لارى كيف يتدربون وكيف يتبعون العلم في التدريب ،

لايوجد هنالك شيء اسمه الراحة لذلك قررت ان اعود الى بغداد التي اجد الراحة فيها بين الناس ، واستطرد عمو : الحكومة مشكورة ساعدتني ولا اريد ان

المالكي يكرم شيخ المدربين العراقيين عموبابا
اذكر اسماء ولا ارقام ، ولكنني مريض وبحاجة الى رعاية خاصة ، لااريد ان اتكلم واقول انا خدمت بلدي والرياضة بدون مقابل طوال (57) عاما لاعبا ومدربا ، بل اريد حقي كمواطن مريض ، انا لا اريد ان ازعل هذا او ذلك ، لم يبق في العمر ما يجعلني افعل هذا ، ولكن المرض والالام تجعلني اتحدث هكذا ، انا اشكر كل من ساعدني ، اشكر مدربي مدرستي الكروية الذين زاروني حين وصلت الى بغداد ومع الاسف ان احدا من اتحاد الكرة لم يسأل عني ولم يزرني، انا عندما اشعر بأحد مريضا اتصل به وضميري مرتاح وهو ايضا يرتاح ، انا وحدي في البيت مع لاعب في المدرسة يساعدني و(جاك) صديق ابني الذي (يداريني) ، انا (رايح خلصان) تعبان فعلا ، ولكن عندي ارادة قوية واتمنى ان اعود الى مدرستي وارى اللاعبين والمدربين واعمل معهم ، و(شسوي بعد) ، كل ما اتمناه ان اعيش بسلام في بلدي !!.