النصر الزملكاوي والأهلي الهلالي !

محمد حامد

بعد فوزه بكأس الأمير فيصل بن فهد عاد نادي النصر السعودي لتحقيق البطولات بعد غياب سنوات وسنوات، وكانت العودة لها مذاق خاص لأنها تحققت عبر بوابة الكبير (الهلال) والذي يتصدر قمة الكرة السعودية على كافة لمستويات، وعودة النصر لمنصات التتويج تفتح ملفاً مصرياً سعودياً مشتركاً وهو التشابه الذي يكاد يصل إلى حد التطابق (من وجهة نظري) بين النصر والزمالك المصري من جهة، وبين الهلال والأهلي المصري من جهة أخرى.

فقد وضع القدر كل من النصر والزمالك كمنافس أول للزعيمين السعودي والمصري (الهلال والأهلي) صاحبا الشعبية الأكبر والرصيد الأعلى من البطولات في بلديهما، وحينما تكون المنافس الأول للكبار فالغالبية تقف ضدك كما في حالة النصر والزمالك، فالإعلام والجماهير والحكام يدعمون ويساندون الفريق صاحب الشعبية الأكبر بحكم طبيعية الأشياء إذا تغاضينا عن شبهة الانحياز السافر في بعض الأحيان لصالح تلك الأندية الكبيرة.

وحينما يحقق الفريق صاحب الشعبية الثانية (كما في حالة النصر والزمالك) بطولة ما يصبح لها مذاق خاص لأنها تحققت على فريق توفرت له كل سبل ومقومات النجاح من شراء أفضل اللاعبين وإدارة مستقرة ودعم إعلامي لا حدود له وغيرها من مقومات البطولة التي تتوفر (للزعيم) بنسبة 100% ولا تتوفر لمنافسه إلا في حدود الـ 60%.

ولأننا شعوب تعشق الأحادية في كثير من مفردات حياتها (النجم الأوحد ndash; النادي الأوحد ndash; الزعيم الأوحد) يصبح البديل والمنافس هو العدو الأول لغالبيتنا، فغالبية نجوم الكرة المصرية والسعودية يحلمون بالدفاع عن ألوان الأهلي والهلال، وبدرجة أقل الزمالك والنصر، كما أن الإعلام لا يركز على مشاكل النادي الأكبر ويتفنن في إبراز هفوات وهنات منافسه وهو ما يزيد من مشاكله الإدارية والفنية وتتعقد الأمور ويصبح الحصول على بطولة حلم صعب المنال.

فالزمالك المصري على سبيل المثال لا يحقق بطولة الدوري المصري سوى مرة كل 6 أو 7 سنوات، وغالبا ما يحدث ذلك ليس بفضل تفوقه واستقراره فقط بل وبنسبة أكبر بسبب ضعف وسقوط منافسه (الأهلي) الأمر الذي لا يحدث كثيراً، وهو ما ينطبق على الحالة السعودية بدرجة ما .

و ما نتمناه أن تكون عودة النصر للنصر هي فأل الخير لعودة الزمالك، كي نرتشف كؤوس المتعة الكروية الحقيقية والتي تتمثل في وجود منافسة جادة بين الأندية الكبيرة، لأن سياسة القطب الأوحد الذي يدور الجميع في فلكه تدمر المنافسة وتقتل المتعة وتؤثر على مستوى المنتخب الذي يعد المستفيد الأول من قوة وتكافئ الأندية .