تخاريف الجنرال فييرا!
علي رياح
أي نعم كان فييرا بين الأسباب الملهمة التي وضعت العراق على قمة الهرم الكروي الآسيوي قبل سنة ونصف .. وأي نعم أنني ـ على المستوى الشخصي ـ أتحاشى لوم المدربين ولا أترصدهم حين تطيح بهم المقادير ، وحين
خذلهم لاعبوهم في المنعطفات الحاسمة .. لكن في أي ملاذ يمكن وضع (الجنرال) فييرا كي لا تصيبه سهام النقد اللاذع بأقسى لغة متاحة؟! علي رياح
الرجل الذي أحببناه ، تحول إلى جنرال يتحكم بمصائر كثيرين سواه .. وفي الدوحة وقبل مباراتنا مع البحرين بثلاثة أيام ، أوصد فييرا كل أبواب الاتصال والتواصل مع غيره بأنفة مصطنعة تستجدي الهيبة ، عندها أدركت أن الرجل شمَّر عن ساعديه ، وحمل المسحاة ليباشر مهمة صياغة حفرة يرمي نفسه بنفسه إليها!
لقد رأيت الرجل الوديع الهادئ الخلوق وقد تمادى ، ربما لأنه صدَّق بأن أي انجاز ستحققه الكرة العراقية ذات يوم لن يخرج إلا من معطفه .. وأنا أدعو المعنيين في اتحاد الكرة والإعلاميين العراقيين إلى الكشف بصدق عن ممارساته معهم بعد أن اقنع نفسه بأنه يمكن أن يفعل ما يشاء مادام يحمل الصك الآسيوي الذي عاد به من اندونيسيا ، وأصبح هذا الصك أشبه بالكروت الحمراء التي يضعها حكام الكرة في جيوبهم ويلوحون بها وقد يشهرونها حين يستبد بهم غضب عارم مفاجئ لا يبقي ولا يذر!
وقد سولت لفييرا نفسه وهو في هذه (الأبـّهة) أن يتكتك بطريقة نموذجية في ارتكاب ما شاء له من الأخطاء في كرة القدم .. وحين دخل منتخبنا ملعب السلطان قابوس ليخوض مواجهته الأولى أمام البحرين ، قلت لمن يجلس في جواري إننا لن نفوز برغم قناعتي المطلقة في غيرة وحماسة ووطنية وانتماء وحَميّة بعض اللاعبين وليس كلهم .. والسبب أن فييرا زجَّ بتوليفة كسيحة مترهلة متكاسلة ، وقد أصر على خطيئته الكبرى حين أشرك يونس محمود المهاجم نصف الجاهز للمهمة ، لا بل أن فييرا ارتكب فظيعة أمرَّ وأدهى حين أبقى يونس وحده في الجبهة الأمامية يدور حول نفسه ، ويتلفت يمنة ويسرى ولا يجد أي أثر لخطوط الإمداد من اللاعبين خلفه!
ولأن الكوارث لا تأتي فرادى ، فان فييرا واصل الحرث في البحر حين استبقى هيثم كاظم في الملعب بعد الإنذار الأول ، وقد كان على مساعده رحيم حميد أن يخبره بأن هيثم هو أكثر لاعبي الجيل الحالي ارتكابا للأخطاء غير المبررة ، وهو بالتالي أكثر اللاعبين حصولا على الإنذارات بين جيل لاعبينا الحالي!
وهكذا ، وبدلا من وقف التداعي ، كان الخطأ يلد خطا ، وكان المنتخب يتجرد ndash; بملء إرادته ndash; من كل محاسنه ، وجاءت لحظة الانهيار حين تداعى خطنا الدفاعي الذي وقع مرارا في شرك التسلل الذي نصبه لنفسه قبل أن ينصبه للبحرينيين ، ليغادر نور صبري الملعب ببطاقة حمراء لا يُسأل عليها أبدا بعد أن صار المهاجم البحريني في مواجهة شباك مشرعة!
أضاع المنتخب وفييرا فرصة فوز أول كنا سنبني عليه أمل المواصلة .. وإذا بقي الجنرال على تخاريفه ، فلن ننال في المرة المقبلة غير الخيبة .. وأسأل الله أن يهدي فييرا ونجوم الملايين ليكونوا ، في المرة المقبلة ، أقل قسوة على الناس التي أعدت نفسها لفرحة فلم تبت ليلتها الا حزينة تشكو هوان المدرب وضعف حيلة النجوم!
التعليقات