لشد الرحيل إلى نهائيات كأس العالم الكروية هناك جغرافيا كروية تحتاج إلى كل المعدات لقطعها بنجاح هذا إن وفق لراكبها التوفيق في خياراته من المعدات المكلفة كروياً، ويبحث المجتهدون عادة في رونقه الكثير بدءاً من الدول ومدارسها الكروية التي تبدأ في حصر الخطط ومصانع التفريخ بأشبال وناشئين وشباب ورجال ورسم البطولات صغار وكبار ودوري وكأس الخ .. وحصى والتمعن بسير ركبها الموفق وهكذا، ويمكن تحصيل الحاصل بالإجمال على مسيرة الطريق ووعورته.. ومن هنا فالذهاب إلى النهائيات ليس كما يتصور البعض ب quot; سالفة quot; بسيطة، بل هناك دول وضعت اللي فوقها وتحتها ولا تزال تحلم برفرفة علمها بين أعلام الكبار الكرويين ولم يكتب لها التوفيق، لعلها تنظم النهائيات حتى تتوفق بالتواجد بينهم، وهذا دليل قاطع على فشل النظرية عندها على الرغم من قوة الإمكانية.

ومن هنا استوجبني التوقف مع الأمل العربي الآسيوي الوحيد والخليجي المتمثل بمملكة البحرين وقيادتها الرياضية والكروية العتيدة في منتخبها الطامح، وكم يسرني أن يكون لنا منتخب عربي آسيوي في النهائيات لاسيما وأنه للكرة العربية نبضها الذي لا تجده حتى في منتخب البرازيل أو المانيا وفرنسا إن تأهلت، فللكرة العربية في النهائيات آهات وتمتع بلهثها لا تفوها حتى أهات أم كلثوم إن جاز لي الوصف والتعبير.. فكيفية رقص الكرة بين أقدام لاعبنا العربي هي نوع من السحر الخالص، فلا تدري إن كانت الكرة ترقص بين أقدامه أم أن أقدامه تراقص الكرة، وليس للفوز في مناله سوى أنه عشق تدوير الكرة وسحرها مثلما ستعاودنا البحرين في لقائيها الفاصلين أمام نيوزلندا في التسابق النهائي والفرح لواحدة من أجمل مواعيد نهائيات كأس العالم التي تضع الفيفا كل ثقلها لتكون من بين كبريات المواعيد الكروية في تاريخ اللعبة... إفريقياً.. وأي حظ هو ذاك الذي يوفق الدول المتأهلة لهذه النهايات على وجه التحديد.. ؟

المنتخب البحريني كان يمكنه أن يكون في النهائيات الماضية بألمانيا لولا ترنحه على أرضه أمام ترينيداد توباغو في لقاء فيصل العودة بعد أن نال الصعب في ملعبها وبقي السهل على أرضه وفشل، وهاهو ذا يحقق الصعب على أرض المملكة العربية السعودية في وقت لا يزال فيه الذهول مسيطراً على ما حدث في سحر مربعات كرة القدم المدورة في تلك المباراة أمام المنتخب السعودي الكبير، وإن كان درس ترينداد باقياً، فإنني على يقين من أن فراسة القيادة الرياضية البحرينية المتمثلة بالشيخ فواز بن محمد آل خليفة ورئيس إتحاد الكرة الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة تحذوا في وضع هذه الترددات في إعتباراتها الصحيحة لاسيما وأن المنتخب البحريني كان قد توضع بإحدى قدميه سلفاً في جوهانسبورغ وبقيت الأخرى لجلبها من خلال مباراة عرب آسيا إلى النهائيات.

ولن يكون غريباً والحق يقال على القيادة الرياضية في مملكة البحرين هذا الانتصار بإذن الله، فهي رشيدة الخيار والاعتبار، فهاهي المملكة في حال تأهلها ستكون صيحة المفاجآت، وهي التي تنال لؤلؤتها الكروية من أصعب قياع البحر وهي ببحرين، هذا دون الحديث عن وعي رئيس إتحادها الكروي وعمق نظرته الكروية الواعية من خلال معايشته للكرة العالمية ومناصبه العالمية في الاتحاد الدولي لكرة القدم العالمية ndash; فيفا.

إذاً .. يبقى أن ننتظر يوم السبت المقبل في اللقاء الأول الذي تواكبه جماهير البحرين وجماهير الكرة العربية، إذ أنه سلفاً أصبح حديث الشارع الكروي العربي وأي انتصار هو ذاك الذي سيكون وقع تأهل الكويت إلى مونديال إسبانيا إن لم يفوقه مع التطور الكروي الذي شهدته الكرة العالمية طوال العقود الثلاثة الأخيرة.

وهذا أمر مشجع أن تقف الجماهير العربية حريصة خلف مشرفها في ميادين كأس العالم الإفريقية، وأن تكون حكيمة في الوقوف مع نجومها الفرحين في تلقف بطاقة التأهل إلى أكبر مواعيد الكرة العالمية، فهو إنجاز كبير أن تحصد البحرين من لفائيها أمام نيوزلندا التي والحق يقال لا يستهان بها مثلما لا يستهان بأي فريق كروي في مباراة الفيصل، ولا اعتقدني مغالياً إن قلت أن المنتخب البحريني وخبرته يميزانه على نيوزلندا بالكثير .. فالآمال كبيرة والتطلعات أكبر والإمكانية موجودة لطالما تفوقت النظرية التي هاهي حاضرة من خلال القيادة الرياضية والكروية الرشيدة والمدرب المتفوق والفريق المتطلع هذا إلى جانب مباراة الثقة في المنامة في لقاء الذهاب.. ولا أتساءل عن مباراة نيوزلندا بعد شهر لطالما عودنا منتخب المملكة البحرينية أن ينقض فارساً خارج ملعبه.