لا يمكن أن يكون حال كرة القدم العراقية أسوأ مما هو عليه في يومنا هذا ، حيث يلف quot;المجهولquot; كل الاحتمالات المتاحة للخروج من أزمة الاستحواذ والشرعية والتمديد .. الاتحاد أعلن أنه أجـّل انطلاق الدوري أسبوعا في استجابة لرغبة وزارة الشباب والرياضة للدخول إلى قلب الأزمة بقصد إيجاد الحلول الممكنة والمنصفة لها ، فيما يعلن الكثيرون ممن وقـّعوا وثيقة إجراء الانتخابات في الثلاثين من الشهر الحالي أن الموقف لم يتغير وأن ما تمَّ الاتفاق عليه في اجتماع فندق المنصور سيجد طريقه إلى النور مهما تكن العواقب القادمة التي سيحملها ورق مراسلات الفيفا وعليه عباراته المتوقعة!

علي رياح أما من يجد نفسه خارج المواضع المتحفزة للمواجهة قبل موعد الثلاثين وبعده ، فيظن أن كارثة حقيقية ستحل بكرة القدم العراقية إذا سار كل فريق من الفريقين المتخاصمين على الدرب الذي اختاره ومضى قدما في تنفيذ وعيده وتهديده فضلا عن إجراءاته التي خطط لها .. فالفيفا (وهذا كلام قلناه مرارا ولن نملّ تكراره) لا يميل إلى التغيير في الكثير من الأوضاع الكروية السائدة في العالم ، فثمة مصالح وتحالفات واستقطابات كبرى تمّ نسجها في السر والعلن ، حتى تحول اتحاد دولي يفترض أنه يُعنى بالكرة إلى سلسلة مترابطة من العلاقات ، إذا جرى التخلص من إحدى حلقاتها فان تداعيا شديدا سيحصل في المتبقي من الحلقات التي تضبط هذه السلسلة!

هذا الكلام لا أقصد به رسم صورة سوداوية أمام النوايا التي تبحث عن التغيير في تركيبة اتحاد كرة القدم ، لكن هذا ما يحصل فعلا بصرف النظر عن الأسماء أو الشخوص .. ولهذا كان يجب أن يأتي التغيير من الداخل في توليفة أي اتحاد يعمل في أية دولة .. وأتصور أن النموذج الكويتي يصلح للحكم في هذا المقام .. هناك ما يسمى باللجنة المؤقتة المكلفة بإدارة شؤون اللعبة ، وهنالك فريق من الأندية يناصرها ويعمل إلى جانبها ، فيما لم يدخر المعسكر المناوئ المتمثل بأندية أخرى جهدا في سبيل التغيير .. وبعد أشهر طويلة من الأخذ والرد جاء قبل أيام قرار الاتحاد الدولي وبناءً على احتدام الصراع بين الطرفين .. القرار يطالب بإجراء الانتخابات لاحقا ورفع عدد الأعضاء في مجلس إدارة الاتحاد من خمسة إلى أربعة عشر .. وقد وجد الفيفا أن هذا الحل سيرضي الجميع وسيسمح للكثير من الأندية بان تقول كلمتها وان تسهم في توجيه مسار العمل والقرار من داخل الاتحاد!

لقد كانت الأزمة الكروية الكويتية ساخنة وقد تصور الكثيرون أن لا حل لها .. لكن التدخل الحكومي والليونة التي أبدتها اللجنة المؤقتة لإدارة الاتحاد أديا إلى الوصول لقرار لا يعتبر أي طرف فيه مهزوما ، فالأندية ستكون حاضرة في إدارة العمل وبرقية الفيفا بهذا الشأن تمنحها مثل هذه القدرة!

مراد القول هنا إن الخلاف حول مستقبل الاتحاد ينبغي أن يحل بصيغة توافقية لا تخدش هيبة الدولة بقوانينها وأنظمتها ولا تجعل اتحاد الكرة متهما طريدا مُلاحَـقا كل الوقت .. فقط نحن في حاجة إلى توظيف النوايا المتزنة العاقلة .. وفي بلادنا حكماء يزنون الأمور في منتهى العدل ، فلا ينبغي أن يتضاءل صوتهم وحضورهم في هذا المفصل التاريخي الخطير!

[email protected]