ربما فاز المهاجم الفرنسي المخضرم تييري هنري بالعديد من الألقاب إن لم تكن كل الألقاب التي يحلم بها أي لاعب كرة القدم لكنه فقد الفرصة الأربعاء الماضيفي أن يكون بطلاً حقيقيًا لمنتخب بلاده خلال إياب الملحق الأوروبي الفاصل بالتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. في عام 1998 ، كان هنري ضمن صفوف المنتخب الفرنسي الذي توج بلقب كأس العالم في فرنسا كما فاز مع الفريق بلقب كأس الأمم الأوروبية (يورو 2000) في هولندا وبلجيكا.
وعلى مستوى الأندية ، توج هنري مع الأندية التي لعب لها بألقاب بطولات الدوري الفرنسي والإنجليزي والأسباني كما أحرز ألقاب بطولات الكؤوس المحلية في هذه البلدان التي لعب فيها بخلاف فوزه بلقب بطولة دوري أبطال أوروبا.
ولكنه فشل في أن يصبح بطلاً حقيقيًا لمنتخب بلاده خلال مباراة الأمس أمام نظيره الإيرلندي في إياب الملحق الأوروبي الفاصل.
وانتهت مباراة الذهاب بين الفريقين في العاصمة الأيرلندي دبلن يوم السبت الماضي بفوز المنتخب الفرنسي 1/صفر ولكن المنتخب الإيرلندي فاز بالنتيجة نفسها في الوقت الأصلي لمباراة الإياب في باريس ليلجأ الفريقان إلى الوقت الإضافي.
وفي الدقيقة 13 من الوقت الإضافي الأول وصلت الكرة إلى منطقة جزاء أيرلندا عبر ضربة حرة ولكن هنري لحق بها تحت ضغط الدفاع الأيرلندي ولمسها بيده قبل أن تتجاوز الخط ثم مررها بقدمه إلى زميله المدافع وليام جالاس الذي سجل منها هدف التعادل ليضمن الفريق التأهل للنهائيات بهذه النتيجة التي انتهت بها المباراة.
وفشلت احتجاجات حارس المرمى الأيرلندي شاي جيفن على الحكم السويدي مارتين هانسون الذي أدار اللقاء وأشار إلى احتساب الهدف بالفعل.
ولم يكن غريبا أن يشعر المنتخب الأيرلندي بأنه تعرض للاحتيال والغش وقال كيفن دويل مهاجم الفريق إن الأجواء في غرفة تغيير الملابس بعد انتهاء المباراة كانت كئيبة للغاية.
وقال quot;مشاهدة إعادة هذا الهدف لاحقا كان أمرًا مقززًا. وحاولت إقناع الآخرين بأن الحكم لم يره كانت زاوية الرؤية في أفضل درجاتها أمام الحكم المساعد (حامل الراية)quot;.
وقال الإيطالي ماركو تارديللي المدرب المساعد لمنتخب أيرلندا ، والذي سبق له الفوز كلاعب مع المنتخب الإيطالي بلقب كأس العالم ، إن المباراة كانت بحاجة إلى بطل داخل الملعب.
وأوضح quot;أعتقد أن المباراة كانت بحاجة إلى بطل واحد جيد. هنري بطل جيد للغاية ولكن كان من الضروري أن يقول : أخذت الكرة بيديquot;.
وأضاف quot;كان يجب أن يفعل ذلك من أجل كرة القدم. لم يكن ذلك لنحقق الفوز في المباراة وإنما من أجل كرة القدم في حد ذاتها. تسجيل مثل هذا الهدف والاحتفال به هكذا لم يكن جيدا للغاية. وليس جيدا لكرة القدم. كان بإمكان الحكم التوجه إلى هنري والاستفسار منهquot;.
وقال تارديللي إن فريقه لم يكن بحاجة إلى أي هدايا. وأوضح quot;كنا نريد فقط فرصة عادلة ولم نحصل عليهاquot;.
وقال جيوفاني تراباتوني المدير الفني للمنتخب الأيرلندي إن المباراة كانت سيئة للغاية من زاوية اللعب النظيف. وأوضح quot;ما شاهدناه في المباراة لا يتعلق باللعب النظيف على الاطلاق.. من المؤسف للغاية أن تخسر مباراة بهذا الشكل. كان يجب ألا يحدث. دائمًا نتحدث عن اللعب النظيفquot;.
وقال تراباتوني إنه كان يفضل الخروج بضربات الترجيح. وأوضح quot;أشعر بالحزن لأن الفرصة كانت سانحة أمام الحكم لسؤال مساعده وهنريquot;.
واعترف هنري بعد المباراة بأنه هيأ الكرة بيده. وقال quot;سأكون صادقا. كانت لمسة يدquot; مشيرًا إلى أن الحكم يجب أن يسأل عن سماحه باستمرار اللعب.
وقال هنري quot;لعبت الكرة والحكم سمح لي بذلك. هذا السؤال يجب أن يوجه إليهquot;.
وربما تغير قرار الحكم لو توجه إلى هنري واستفسر منه عن اللعبة فكان من الممكن أن يسير اللاعب على نهج المهاجم الألماني ميروسسلاف كلوزه الذي استفسر منه الحكم في مباراة بالدوري الألماني (بوندسليجا) عن خطأ وقع ضده داخل منطقة جزاء المنافس عندما كانت نتيجة المباراة هي التعادل السلبي ولكن اللاعب نفى وجود أي خطأ ضده فلم يمنحه الحكم ضربة جزاء.
ولذلك نال كلوزه نجم بايرن ميونيخ والمنتخب الألمانية جائزة اللعب النظيف.
ويمنح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جائزة أيضا للعب النظيف حصل عليها اللاعب الألماني فرانك أوردينفيتز ذات مرة لاعترافه بأنه لمس الكرة بيده داخل منطقة الجزاء.
ولم يستفسر الحكم من هنري عن الواقعة في مباراة المنتخبين ولذلك احتسب الهدف ليتأهل المنتخب الفرنسي بفضله إلى النهائيات التي تستضيفها جنوب أفريقيا في منتصف العام المقبل.
واندلعت احتفالات لاعبي المنتخب الفرنسي ومديرهم الفني ريمون دومينيك بعد هذا الهدف مباشرة.
والمثير للدهشة والسخرية أن دومينيك صرح لموقع الفيفا على الانترنت قبل أسابيع قليلة بأنه يعتبر اللعب النظيف جزءا مهما للغاية في اللعبة.
وقال دومينيك في هذا التصريح quot;اللعب النظيف هو أفضل القيم. إنه يعني أن يكون الاحترام جزءًا أساسيًا في كرة القدم وعلى كل المستويات بما في ذلك احترام المنافسين والزملاء والحكم والمشجعين واحترام نفسك أيضًاquot;.
وأضاف quot;إنه أمر جوهري لأن افتقاده يسفر عن تقليص متعة اللعب. وعلى الرغم من أهميته ، فإن الفوز ليس الشيء الوحيد المهم في نهاية المباراةquot;.
وبالنسبة إلى المنتخب الإيرلندي ، بدا ان الشيء الوحيد الذي اهتم به المنتخب الفرنسي على ملعب quot;استاد دو فرانسquot; مساء أمس الأربعاء هو الفوز بالمباراة بأي تكلفة.
وكان هنري قادرًا في هذه المباراة على توجيه رسالة للجميع بأهمية اللعب النظيف. ولو فعل ذلك لأصبح بطلاً حقيقيًا ولكنه فشل في ذلك.
- آخر تحديث :
التعليقات