كلمتي : مصطفى الآغا
معايير مزدوجة !!!

خاص بإيلاف

غبت عن إيلاف فترة رأيتها بالطويلة رغم أنها بحساب الأيام ليست كذلك ولكنها رؤية المحب لمن غاب عن شخص يحبه .. والغياب لم يكن لا إختياريا ولا اجباريا .. بل هو غياب فرضته ظروف الإعلام الرياضي العربي الذي بدا لي في فترة من الفترات ( ولا يزال ) وكأنه ساح وغى يتصارع فيها الجبابرة بحثا عن غنيمة كبرى .. وللأسف بحثت طويلا عن هذه الغنيمة ولكني لم أجد سوى التصارع على بضعة مناصب ومكاسب ( تبدو شخصية للبعض ووطنية للبعض الآخر ) أو التصارع على نتيجة مباراة أو تهميش فوز فلان لأن الخاسر علان أو البناء على حبة حتى تصبح أكبر من أكبر قبة مثل قصة النجم الشهير الذي تعددت فيه القصص وتشعبت رغم أن شئيا رسميا لم يصدر ... وقد لايصدر ومع هذا فهناك من يصدق الأشاعة أو يخترعها أو بكل بساطة يستثمر الخطأ الإنساني من أجل مكسب إعلامي .... لهذا آثرت التوقف قليلا لألتقط الأنفاس ..

شخصيا لا أعتقد أن هذه هي مهنة الصحافة كما درسناها في الكتب رغم أن الأثارة والعناوين الطنانة الرنانة والصور الجاذبة هي من أساسيات الإعلام حتى الرصين منه .. ولكن تصيد الأخطاء ( البشرية ) قد يكون من وظائف من يتناطحون في إنتخابات ديموقراطية كما حدث بين هيلاري كلينتون وباراك أوباما حيث فصفص الأثنان عظام بعضهما البعض وعندما خسرت كلينتون سباق الترشيح للبيت الأبيض طالبت ناخبيها ومحبيها بالوقوف مع أوباما ثم أصبحت وزيرة خارجيته ... ويبقى السؤال أين كل الأعتراضات السابقة التي ساقتها عن زميلها في الحزب الديموقراطي؟؟؟ ومن نصدق من بينهما؟؟

لن أبتعد عن المسألة الرياضية بل سأبقى في صلبها فعندما نضع كل البيض ووزر كل الخسائر في سلة المدربين فنحن نكون غير صادقين لأن المدرب وحده ليس هو المسؤول والدليل أننا عند الفوز نمجد أصحاب المناصب ونقول إن ما تحقق هو بفضل رؤيتهم الثاقبة ولكن أين هي هذه الرؤية يوم جاؤوا بهولاء المدربين ولماذا لا يتحملون هم ايضا وزر المسؤولية ...

عندما يقف البعض مع بن همام ضد الشيخ سلمان أو حتى ضد الأمير سلطان والشيخ أحمد الفهد فهل يقفون لدوافع رياضية بحتة ؟ وهل فعلا يقولون الحقيقة كل الحقيقة عندما يلمعون صور من يريدون ويسودون صفحات من يريدون؟

عندما يخطئ حكم من بلدنا بحق آخرين نقول إنه بشر والبشر خطاؤون وعندما يخطئ حكم من أي بلد آخر في حقنا نقول إنه ( مرتش أو مدسوس) ؟؟؟

اين هي المصداقة إذا هاجمنا التحكيم الأجنبي ولجمنا اي حديث عن التحكيم المحلي ؟؟؟ أليس هذا بشر يخطئ وذاك بشر يخطئ؟؟؟؟

قيل عن الإعلام إنه سلطة رابعة بعد السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وهذه السلطات يفترض بمن يكون شريكا فيها أن يتسم بالنزاهة والحياد والموضوعية والصدق والشفافية والأهم بالعدل والمصداقية ...

تابعوا مبارياتنا الكروية وشاهدوا كيف يتلون بعض المعلقين مع مجريات المباراة حسب نتيجتها .. فإن فزنا فنحن الأبطال ونحن من يصنع المجد وإن خسرنا فالدوري ضعيف وإتحاد اللعبة سئ وطبعا المدرب هو حامل كل الخطايا ...

فقط تأملوا في المشهد الأعلامي الرياضي المحيط حولكم ولكم ان تحكموا ؟؟؟