ملاحظات لرئيس الهلال
خالد المشيطي
وضح أن رئيس الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد استوعب الأخطاء التي وقعت بها إدارته في الموسم السابق وهو الموسم الأول لها، وصرح بها وطرح منهجا جديدا سيعمل به، وهو منهج يرى أنه الأفضل، لكنه ليس بالضرورة أن يكون كذلك.
خرج من الموسم بما لم يتوقعه بالنسبة لعدد البطولات، وعدم الرضا لا يعني وعد بالأفضل في الموسم القادم، فالاجتهاد وحده لا يكفي.
ضخ المال بغزارة ليس إيجابيا، بل سلبي إذا لم يصحبه توجيه سليم، وليس من المثالية رغبة الرئيس عدم سؤاله عن ما أنفقه على النادي، بل يجب أن يعلن هذا ليتحقق هدفان: الأول تقديره وحفظ حقوقه، والثاني لكي يعرف الجمهور ماذا أخذ اللاعبون لكي يزيدوا في لومهم إذا قصروا ولا يصنعون لهم الأعذار.
المدرب ليس سليما أن يترك له الحبل على الغارب، ففي هذا فردية بالعمل لأن المدرب له عينان وللناس أعين، والديكتاتورية في القرار هو الإجراء الأفشل، فالفريق يفترض أن يقوده جهاز فني كامل هو الذي يتخذ القرارات بعد وأثناء المباريات، وهذا ما تفعله جميع المؤسسات، أليس فيها ما يسمى هيئة استشارية، ومجموعة خبراء وخلافها؟!
وكون فريق بأكمله يسلم إلى شخص واحد ففيه مخاطرة، وهو إلى الفشل أقرب منه إلى النجاح، التدخل لتصحيح الخطأ أمر مطلوب، وإن كان التعاقد مع البلجيكي جيريتس تم لأن شخصيته فولاذية فهذه سلبية وليست إيجابية!
لا يمكن مساواة اللاعب المبدع بغيره، ولذا لا مفر من تمييزه عن البقية، العدل مطلوب، لكن العدل أيضا فيه تفاوت، ولذا فإن إلغاء النجم كما يرى رئيس الهلال صعب تنفيذه، وكثيرا ما رضخت أندية لمطالب نجومها فدللتهم وصبرت على مخالفاتهم لأنها تعلم قيمتهم.
ليس صحيحا أن توضع ورقة الأجانب بيد المدرب وحده، والهلال اكتوى بنار ذلك القرار، وهذا ما اعترف به الأمير عبدالرحمن حينما ذكر أن أجانب فريقه لم يناسبوا خطة الهلال بعد رحيل كوزمين، ولا يجب أن يعلق مصير فريق كامل برغبات فرد واحد يحل الفشل متى ما رحل، بل يفترض أن تصدر رؤية شاملة لحاجة الفريق تقررها مجموعة، أي وفق ما يحتاجه الفريق لا ما يحتاجه المدرب!
الأمر الذي ما زال غائبا عن الرئيس هو الحزم مع المقصرين، ليس بخصم من مرتب لا يقدم ولا يؤخر، بل بإجراء صارم يتخذ مع واحد ويردع البقية، وليته قال إن الإدارة هي التي منعت خالد عزيز وطارق التائب من اللعب وليس المدرب ففي هذا تقوية لشخصيتها.
لا يصح أن يتعامل مع اللاعبين تعاملا على طرفي نقيض، فإما دلال زائد، أو توجيه إلى المدرجات!.. الخذلان الذي تحدث عنه هو نتيجة الإغداق المالي غير المقنن، ولذا فمن المهم أن يعيد سياسة الصرف، ولعل اندفاعه السابق قد خف كثيرا بعد السنة الأولى.
إن الجهد الذي بذله الأمير عبدالرحمن هو جهد مشاهد يقدره له الجميع، ليس بالضرورة أن يصيب أو أن تظهر النتائج الآن.
عن الرياض
التعليقات