يوسف السعد من الرياض: منذ عام 1994 والمنتخب السعودي ضيف دائم في نهائيات كأس العالم بغض النظر عن النتائج التي يحققها هناك، كان دائمًا يتصدر ويتأهل مباشرة للنهائيات ويتغير من يصاحبه في التأهل سواء اليابان أو كوريا الجنوبية أو إيران ومؤخرًا استراليا، ولكن المنتخب السعودي في سنواته الأخيرة بدأ في أسوأ مستوياته في تاريخه الحديث الذي بدأ منذ تحقيق كأس الأمم الآسيوية 1984 في الصين. وعلى الرغم من تأهل السعودية لنهائي كأس آسيا الماضية أمام العراق، إلا أن الأخضر كان الأفضل في القارة الصفراء وبعدها بدأ يخبو بريقه شيئًا فشيئًا بفعل مسببات عدة تحدث عنها النقاد بإسهاب كبير وفندوها طوال المسيرة السعودية في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا.

ناصر الجوهر المنتخب السعودي بدأ التصفيات بخطة اقترحها المدرب السابق ناصر الجوهر الذي أتى خلفًا للبرازيلي آنجوش الذي حقق فضية آسيا،وعسكر المنتخب السعودي بلاعبيه في أوروبا في الوقت الذي كانت فيه أنديتهم تستعدّ أيضًا قبل بداية الموسم الماضي، وبعد الإعداد أتى لاعبو الأخضر وبدؤوا الموسم مع أنديتهم وتساقطوا بفعل الإصابات التي قال عنها خبير لياقي سعودي إنها بسبب الإعداد السيئ وغير المتخصص الذي قام به الجوهر.

قائمة المصابين بعد معسكر الإعداد طالت سعود كريري ثم ياسر القحطاني ثم أسمه المولد ورضا تكر ومالك معاذ وزيد المولد، وتبعتها سلسلة طويلة انتهت بإصابة سعد الحارثي وعبده عطيف وصالح بشير حتى لم يثبت المنتخب السعودي على تشكيلة واحدة لمباراتين في كامل التصفيات.

التصفيات بدأت أمام إيران في الرياض وأخفق الأخضر في الفوز وتعادل بهدف لمثله وحينها كان القحطاني ومعاذ مصابين وتكفل الحارثي بهدف التقدم ثم تلقى المرمى الأخضر هدفًا في آخر دقائق المباراة، بعدها غادر الأخضر الى الامارات وحقق الفوز أمام أضعف فرق المجموعة بشق الأنفس حيث كان متأخرًا بهدف حتى ما قبل نهاية المباراة بدقائق ومن خطأين دفاعيين عاد السعوديون بالنقاط الثلاث.

بعد شهرين أتت كوريا الجنوبية للرياض وفازت على السعودية بهدفين دون رد أمام 80 ألف متفرج وبمستوى سعودي هزيل ساهم معه التحكيم ولكنه لم يكن السبب الرئيس، وخسر الأخضر أمام كوريا الجنوبية للمرة الأولى منذ 20 عامًا!

الرحلة السعودية تواصلت بتجديد الثقة بالمدرب ناصر الجوهر وذهبت البعثة الخضراء إلى كوريا الشمالية وخسرت أيضاً لأول مرة في تاريخها بهدف دون مقابل وعادت للرياض برأس الجوهر قربانًا للهدف المنشود.

أعلن الاتحاد السعودي أن البرتغالي خوسيه بيسيرو هو المدرب فيما تبقى من التصفيات وكان حينها الأخضر يحتل رابع الترتيب خلف الكوريتين وإيران وتنتظره مباراة مصيريّة أمام الأخيرة في استاد آزادي في طهران ويتوجب على الأخضر الفوز ولا غير ليحافظ على حظوظه في التأهل وأي نتيجة غير الفوز ترمي به إلى المجهول.

نجح بيسرو بمساعدة المهاجم هزازي في الفوز على منتخب إيران المتهالك بهدفين لواحد، ولكنه دفع بحظوظ الأخضر وأصبح مصيره معلق بيده إذ يكفيه الفوز في مباراتين وتعادل من أصل 3 ليصعد مباشرة للمونديال بالنظر لتعثر كوريا الشمالية أمام جارتها الجنوبية.

خيبة أمل جماهيرية سعودية على أداء الأخضر وحقق الأخضر فوزًا آخر على الامارات بصعوبة بعد أن كان متخلّفًا بهدف حتى ارتكب الدفاع والحارس الإماراتي جملة أخطاء ساهمت في فوز الأخضر كان أهمها هدفًا عكسيًّا ثم خروج خاطئ للحارس وليد سالم أسمهت في تخدير السعوديين عن واقع منتخبهم المتعثر.

ذهبت السعودية إلى كوريا الجنوبية بطموح التعادل على الرغم منأن الأخيرة تلعب وهي متأهلة رسميًا للمونديال وتلعب دون ضغوط وعاد الأخضر بنقطة وأداء مخيب ولاعب مطرود (أحمد عطيف) وآخر مصاب بالرباط الصليبي (عبده عطيف) ولم يبق لهم سوى الفوز على كوريا الشمالية في الرياض ليعلنوا تواجدهم الخامس في المونديال.

حضر الكوريون في استاد الملك فهد في الرياض وهم يعلنون أنهم أمام مهمة مصيرية إذ يكفيهم التعادل للتأهل للمونديال فيما يلزم الأخضر الفوز للذهاب خلف كوريا الجنوبية, ولكن منتخب السعودية خيب الآمال وتعادل سلبيًا بل وكان على وشك الخسارة في آخر دقائق المباراة.

الأمل الأخير كان أمام البحرين في ملحق آسيا من مباراتين ذهابًا وإيابًا، وعلى الرغم من كل تاريخ السعودية بالمقارنة مع نظيره البحرين إلا أن البحرين لعبت أمام السعودية وكأن العكس هو ما يحصل فكانت السعودية الطرف الأضعف في المواجهتين ولازم البحرين سوء طالع كاد أن يخرجهم أمام السعودية ولكنهم تمكنوا من التغلب على الحظ السيئ كما تغلبوا على الأخضر وتعادلوا معه في الرياض بهدفين لمثلهما بعد أن ساد التعادل السلبي المباراة الأولى.