أعاد المنتخب المصري جاره الجزائري الى ارض الواقع ولقنه درسا في فنون اللعبة عندما ألحق به خسارة مذلة برباعية نظيفةيوم الخميس في الدور نصف النهائي لكأس الامم الافريقية لكرة القدم المقامة حاليا في انغولا.

وخيب المنتخب الجزائري الامال المعقودة عليه خصوصا بعد عرضه الرائع امام ساحل العاج في الدور ربع النهائي وتفوقه المعنوي على الفراعنة كونه حرمهم من التأهل الى المونديال، بيد ان كل هذه العوامل لم تشفع للجزائريين الذين تلقوا درسا في فنون اللعبة من جميع النواحي سواء الفنية او التكتيكية او الانضباطية او الروح القتالية.

وعموما عرف المنتخب المصري quot;من أين تؤكل الكتف وكيف ينتقم من المنتخب الجزائريquot;، ففي الوقت الذي كان فيه الجميع ينتظر توتر اعصاب الفراعنة وتشتيت تركيزهم خصوصا انهم كانوا يبحثون عن الثأر لتبخر حلمهم في التأهل الى المونديال على يد الجزائر، فاجأ المنتخب المصري الجميع ببرودة اعصابه وتركيزه الكبير وروحه القتالية في ارضية الملعب، فيما انساق لاعبو الجزائر وراء الاحتجاجات المتكررة على حكم المباراة البنيني كوفي كودجا وquot;استفزازاتquot; اللاعبين المصريين لهم من خلال تحكمهم في اللعب وتمريراتهم القصيرة والسريعة في رقعة الملعب، فكان الثمن غاليا: خسارة مذلة برباعية نظيفة على غرار الثلاثية التي تلقاها في المباراة الافتتاحية امام مالاوي في افتتاح البطولة، وطرد ثلاثي اساسي في التشكيلة هم المدافعان رفيق حليش ونادر بلحاج وحارس المرمى فوزي الشاوشي.

ولحسن حظ الجزائريين انهم يملكون فرصة خوض مباراة الترضية امام نيجيريايوم السبت، لانها المنقذ لهم من غياب هؤلاء الثلاثة عن المباراة الاولى في المونديال الصيف المقبل.

فعندما خسرت الجزائر المباراة الاولى امام مالاوي، بررها الجهاز الفني باحوال الطقس القاسية من ارتفاع في درجتي الحرارة والرطوبة، وعندما تلقت الهزيمة المذلة امام الفراعنة علقت الشماعة على الحكم كودجا، لكن حقيقة الامر هي ان المنتخب الجزائري كان غائبا تماما في المباراتين ولم يقدم ما يشفع له بتسجيل ولو حتى هدف الشرف.

وعلى غير العادة، خرج آلاف المشجعين الجزائريين إلى شوارع أغلب المدن الجزائرية للتعبير عن افتخارهم بلاعبي quot;الخضرquot; رغم الإقصاء من الدور نصف النهائي.

واتضحت عصبية اللاعبين الجزائريين من خلال تصريحاتهم، حيث قال قطب دفاع رينجرز الاسكتلندي مجيد بوقرة quot;على الرغم من الخسارة، فنحن من سيذهب الى المونديالquot;.

واضاف quot;واجهنا خصمين في ارضية الملعب: المنتخب المصري والحكم كوفي كودجاquot;، مضيفا quot;لم تكن هناك ركلة جزاء للمنتخب المصري، كما ان رفيق حليش لا يستحق الطردquot;.

وتابع quot;كنا واثقين من امكانية قلب النتيجة في الشوط الثاني، لكن حالتي الطرد الاخريين صعبا مهمتنا. سنبقى فخورين بما قدمناه لانه لم يكن هناك اي احد يتوقع بلوغنا نصف النهائيquot;.

وختم قائلا quot;لازلنا لاعبين شباب وسيتحسن مستوانا في المستقبلquot;.

اما المهاجم كريم مطمور فقال: quot;نشعر بخيبة امل كبيرة، باءت جميع محاولاتنا بالفشل، كلما حاولنا استعادة التوازن والمبادرة الى فرض سيطرتنا، كان الفراعنة بالمرصاد لنا واعاقوا تحركاتناquot;.

وأضاف quot;كان املنا كبير في العودة في نتيجة المباراة في بداية الشوط الثاني على الرغم من نقص صفوفنا، لكن طرد نادر بلحاج صعب مهمتنا التي باتت مستحيلة مع استقبال شباكنا لهدفين متتاليينquot;.

وتابع quot;لم تبلغ الجزائر الدور نصف النهائي منذ 20 عاما، وكنا نشعر باننا قادرين على تحقيق شىء رائع هنا في انغولا. عموما تبقى الحصيلة ايجابية، لكننا كلاعبين لسنا راضين على خروجنا من نصف النهائي. نحن لاعبون شباب ونعرف بان المستقبل امامنا لتحقيق الافضل، لكننا اهدرنا فرصة ذهبية لاحراز اللقب في انغولاquot;.

وصب لاعب الوسط جمال عبدون جام غضبه على الحكم وحمله مسؤولية الهزيمة الكبيرة قائلا quot;الحكم نرفزنا وفعل كل شيء للتأثير علينا وأفقدنا التركيز. كان يعلم مسبقا بأن نتيجة المباراة ستلعب على جزئيات صغيرة، ونحن سقطنا بدورنا في الفخ، وتعصب اللاعبون كثيراquot;، مضيفا quot;حتى لو لعبت البرازيل كانت ستخسر أمام الحكم كودجاquot;.

ولم تختلف حال المدرب رابح سعدان الذي اعتبر بان ان الحكم كودجا هو السبب في الهزيمة لان quot;قراراته كانت تعسفية جدا، وأثبت بها أنه خطط لهزم الجزائر قبل المباراةquot;.

واضاف quot;الهزيمة غير منطقية، لأننا لم ننهزم أمام المنتخب المصري وإنما أمام الحكم البنيني كوفي كودجا، الذي فاجأنا بالمستوى السيىء. لقد دبر لهزمنا قبل انطلاقة المباراة بالتواطؤ مع المصريين، وكل شيء كان يوحي من البداية أن هذا الحكم متفق مع المصريينquot;.

واشار الى ان الهزيمة لن تؤثر على مستقبل الخضر، وقال quot;لا أعتقد ذلك إطلاقا، لأننا استفدنا كثيرا من هذه الدورة التي قلت عنها إنها محطة تحضيرية هامة للمونديال، ووصولنا إلى الدور نصف النهائي هو إنجاز كبير بالنسبة لنا. وبمباراتنا الترتيبية ضد نيجيريا نكون قد خضنا ست مباريات في هذه الدورة. وسنطوي هذه المنافسة ونشرع في العمل من أجل التحضير للمونديال، وأنا جد متفائل لأن الفريق في تحسنquot;.

وختم quot;أنصارنا يدركون أننا لم نهزم في الملعب أمام المصريين، وأنما أمام الحكم، ويدركون أيضا أننا لم نغش وبذلنا كامل مجهوداتنا في هذه الدورة لإسعاده. ووقفة الأنصار ستزيدنا قوة وتحفز اللاعبين أكثر لتسجيل نتائج أحسن في المونديالquot;.