اهتمت صحيفة انترناشيونال هيرالد تريبيون الأميركية في عددها الصادر اليوم بنشر تقرير مطول عن المباراة التي جمعت يوم أمس منتخبي مصر والجزائر في نصف نهائي بطولة الأمم الإفريقية المقامة حاليا ً في أنغولا، وحسمها الفراعنة لصالحهم برباعية نظيفة. وفي مستهل التقرير الذي عنونته الصحيفة بـ quot; مصر تجلد الجزائر في مباراة ( مصالحة ) عكرة المزاج quot;، قالت إن البطولة التي شهدت عند افتتاحها قبل ثلاثة أسابيع حادثة إطلاق نار إرهابية تعرضت لها بعثة المنتخب التونغولي، سوف تنتهي يوم الأحد المقبل إما باستمرارية تاريخية للهيمنة المصرية أو ببزوغ فجر جديد لغانا.
ورأت الصحيفة من جانبها أن تلك المباراة النهائية ينبغي لها أن تمثل مواجهة بين الفريقين المصري والغاني في الأسلوب، والخبرة، والطموح.
وتابعت الصحيفة حديثها كذلك بتسجيل إشادتها بنجوم المنتخب المصري الذين نعتتهم بـ quot;المناضلون المحنكونquot;، وقالت إن معظمهم مازالوا يلعبون في بطولة الدوري المحلي ببلادهم، ويقدمون كرة تتميز بالصمود، والفعالية، والانسيابية على أرضية الميدان، فضلا ً عن أنهم لم يُهزَموا بتلك البطولة منذ ثمانية عشر مباراة، وتحديدا ً منذ العام 2004.
ثم تمضي الصحيفة لتقول إن الفريق، ومعه مدربه المخضرم الموثوق به، يسعى لتبرير فشله في الترشح لمونديال 2010. وأنه إذا ما فاز في نهائي يوم الأحد، فإن مصر ستصبح أول دولة تفوز باللقب القاري ثلاثة مرات متتالية طيلة تاريخ تلك البطولة الممتد منذ خمسين عاما ً.
وعن مباراتهم مع الجزائر في الدور قبل النهائي التي وصفها المنظمون بمباراة المصالحة، فقالت الصحيفة إنها لم تكن كذلك، حيث اشتعلت أجوائها سلفا ً من خلال ما أسمته بـ quot;القومية البشعةquot; وعنف تنافسهم المحتدم على التأهل لمونديال جنوب إفريقيا في تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، وتلفت في هذا الشأن لتصريح اللاعب محمد زيدان، الذي قال قبيل المباراة إنها (المباراة) ستكون بمثابة الحرب.
ثم تقول الصحيفة إن مصر نجحت بالفعل في تحقيق غايتها، وتمكنت من سحق المنتخب الجزائري برباعية نظيفة، بعد أن ساهم عدم انضباط اللاعبين الجزائريين جنباً إلى جنب مع قدر من الأداء التحكيمي الرديء في إنهاء الخُضر للقاء بثمانية لاعبين فقط داخل أرضية الميدان.
ومع هذا، رأت الصحيفة أنه من الإنصاف القول بأن المنتخب الجزائري بدا مذعورا ً منذ بداية اللقاء من الدافع الكبير الذي لعبت من أجله مصر. فجاء الطرد الأول لـ ( حاليش ) ليؤكد النتيجة، لكن وبقدر ما بدأ يصب اللاعبون الجزائريون تركيزهم على مهاجمة حكم اللقاء ( البنيني كوفي كوديجا ) على قراراته، جاء أداؤهم غير المنضبط على نحو جامح ليكون سبباً رئيسياً وراء خسارتهم المباراة.
وفي ما يتعلق بالطرف الآخر لمباراة الأحد النهائية، مضت الصحيفة لتتحدث عن منتخب غانا، وقالت إن لاعبي الفريق الملقبين بـ quot;النجوم السوداءquot; هم مواهب الغد المنتظرين.
فنتيجة للإصابات التي لحقت بنجوم الفريق الأول، المتأهل لنهائيات كأس العالم، لم يكن أمام المدرب خيارا ً سوى الاعتماد بصورة كبيرة على الناشئين الذين فازوا ببطولة العالم التي استضافتها مصر في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
ثم تنتقل لتشير إلى القوة البدنية التي يتميز بها لاعبو الفريق الغاني، واعتماد كرتهم على السرعة والهجمات المرتدة، وفقا ً للطريقة الأوروبية التي أكسبها إياهم مدربهم الصربي، ميلوفان راجيفيتش، الذي يرى من وجهة نظره أن النتيجة أهم من الأداء.
التعليقات