دعا الأردن مسؤولي قناة الجزيرة الفضائية الى تقديم ادلة تثبت قيام المملكة بالتشويش على بث قنواتها الرياضية خلال المونديال، ملوحا باللجوء الى القضاء لكل الذين quot;يسيئون لسمعتهquot;.

وفي بيان نشر الاحد، انتقد الاردن الجزيرة لتكرارها اتهام المملكة بالتشويش على بث قنواتها الرياضية خلال مباريات كأس العالم لكرة القدم في حزيران/يونيو الماضي.

وقال مصدر حكومي اردني في بيان ان quot;قناة الجزيرة وعبر برامجها ونشراتها الاخبارية قامت بتكرار هذه الادعاءات واتهام الاردن بعملية التشويشquot; خلال المونديال.

واضاف ان ذلك جرى quot;بالرغم من نفي الحكومة القاطع للادعاءات التي سربتها مصادر لم تكشف عن اسمها لصحيفة الغارديان البريطانية (...) وبالرغم من اعلان الحكومة استعدادها للتعاون مع اي فريق من الخبراء المحايدين لفحص الحقائقquot;.

ونفى المصدر في البيان الذي تلقت وكالة فرانس برس نسخة عنه، مجددا وقوف بلاده وراء عملية التشويش. وقال ان quot;الحكومة تؤكد نفيها القاطع لهذه الادعاءات الباطلة وغير المقبولةquot;.

واضاف ان الحكومة quot;تدعو الجزيرة الى تقديم الدلائل التي تدعي امتلاكها لاثبات هذه الادعاءات وارسال اي وفد تشاء من الخبراء المحايدين والمسؤولين في القناة لفحص الحقائقquot;.

واكد ان quot;الحكومة ستتعاون مع مثل هذا الوفد بشكل كاملquot;، مشددا على انها quot;تتخذ هذا الموقف من باب الشفافية الكاملة وانطلاقا من ثقتها ببطلان هذه الادعاءاتquot;.

وتابع المصدر الحكومي ان السلطات الاردنية quot;لن تسمح لاي جهة كانت بالاساءة لسمعة الاردن وصورته وتحتفظ بحقها بالملاحقة القضائية لجميع المؤسسات والاشخاص الذين يسيئون لسمعة الاردن ومكانتهquot;.

وكان مصدر حكومي اردني نفى الخميس وquot;بشكل قاطعquot; ان تكون المملكة وراء عملية التشويش.

وقال المصدر لفرانس برس ان quot;هذه ادعاءات باطلة وغير مقبولة والحكومة مستعدة للتعاون مع اي فريق من الخبراء المحايدين لفحص الحقائق وهي واثقة بان مثل هذاالفحص سيكشف بطلان هذه الادعاءاتquot;.

وعبر المصدر عن quot;رفض الحكومة ايضا للتكهنات وآلاراء التي عبرت عنها مصادر في قناة الجزيرة لصحيفة +الغارديان+ حول رد فعل الاردن على فشل مفاوضات شراء حقوق البث الارضي للمبارياتquot;.

واوضح ان quot;الاردن تحدث مع مسؤولين في القناة حول شراء حقوق البث قبل حوالي اربعة اشهر من انطلاق المباريات، لكن القناة لم تبدأ المفاوضات الفعلية الا قبل ايام من انطلاق المبارياتquot;.

واضاف quot;قبل حوالى اربعة ايام من بدء مباريات كاس العالم تقدمت الجزيرة بعرض لبيع حقوق البث الارضي للاردن لعشرين مباراة تختارها هي ومعظمها من الدور الاول مقابل ثمانية ملايين دولار والسماح ببثها على شاشات كانت ستوضع في مناطق نائية وفقيرة مقابل 50 الف دولار لكل شاشة عرضquot;.

واكد المصدر ان الاردن رفض العرض quot;لانه اعتبر متأخرا جدا ولان المباريات التي سمحت الجزيرة ببثها وعدد هذه المباريات لم يكن مناسباquot;.

واكدت قناة الجزيرة الفضائية الخميس ان التشويش على بث قنواتها الرياضية لمباريات كاس العالم quot;صدر من موقع في الاردنquot;، مؤكدة انها ستطالب الحكومة الاردنية quot;بتفسير رسمي لتلك الواقعة الموثقة بالادلةquot;.

وافادت القناة القطرية في بيان ان quot;التشويش (...) صدر من موقع في الاردنquot;، مشيرة الى انها استندت في هذا الاتهام الى quot;تحقيق اجرته فرق دولية مختصةquot;.

وكانت صحيفة quot;الغارديانquot; اول من كشف هذه المعلومة في عددها الصادر الخميس.

واوضح المدير العام لقنوات الجزيرة الرياضية ناصر الخليفي ان التحقيق في مصدر التشويش اجراه quot;خبراء دوليون وشركات مستقلةquot;.

واستغرب الخليفي في تصريحات للجزيرة ان يصدر التشويش quot;من الوطن العربي ومن الاردن تحديداquot;.

واكد ان القناة quot;ستلاحق قضائيا المتسببين في عملية التشويش والتي حرمت 167 مليون مشاهد من مشاهدة مباراة الافتتاح في كاس العالمquot;.

واكدت قناة الجزيرة على موقعها الالكتروني انها سوف تطالب الحكومة الأردنية quot;بتفسير رسمي لتلك الواقعة الموثقة بالادلةquot;.

وكانت قنوات الجزيرة الرياضية حصلت على الحقوق الحصرية لبث مباريات المونديال في دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا.

لكن بثها تعرض للتشويش في بعض المباريات خصوصا مباراة الافتتاح بين جنوب افريقيا والمكسيك في 11 حزيران/يونيو الماضي، ما اثار غضب محبي هذه الرياضة في بعض الدول العربية الذين اعتبروا انهم دفعوا اشتراكاتهم للمحطة وانه يتعين عليها توفير التغطية المناسبة لهم.

واصدرت الجزيرة الرياضية بيانا بعد المباراة الافتتاحية تحدثت فيه عن quot;عملية قرصنةquot; تعرضت لها قنواتها quot;تجلت بالتشويش على ترددات قنوات الجزيرة الرياضية الخاصة بالمونديال واشاراتها على القمرين نايل سات وعرب ساتquot; طوال مجريات المباراة الافتتاحية.

وادخلت قناة الجزيرة التي انطلقت في العام 1996 تغييرات جذرية على المشهد الاعلامي العربي واشتهرت بمواقفها المباشرة، الا انها تعرضت لانتقادات كثيرة من جانب عدد كبير من الانظمة العربية.