أثار الخروج المأساوي لمنتخب شباب العراق بكرة القدم من الدور الاول لبطولة شباب اسيا المقامة حاليا في الصين العديد من التساؤلات والاحزان التي اخذت تتدفق بشكل عفوي لكنها تحمل اوجاعا كبيرة اذ ان هذا المنتخب الشاب كان يمثل نواة المنتخب الوطني للسنوات المقبلة كون لاعبيه تدرجوا في الفئات العمرية.

وكانت النتائج الهزيلة والمستوى البائس الذي ظهر عليه اللاعبون هو اكثر ما صدم المتابعين والذين لم يصدقوا ما شاهدوه وما سمعوه ، ولكن الانتقادات التي وجهت الى الملاك التدربيبي للمنتخب ولاعبيه ، تحولت الى الاتحاد واعضائه ، ليس من باب الدفاع عن الشباب ومدربهم بل لتوضيح الصورة الحقيقية كما قالوا ولان الاتحاد لم يقدم الكثير لهذا المنتخب.

ومع تواصل التداعيات داخل الوسط الرياضي وصفحات الجرائد والاعلام بشكل عام ، جاءت الاخبار الاخرى سريعة قبل ان يصل المنتخب الى بغداد ، حيث قدم الكادر التدريبي للمنتخب (وهو لم يزل في الصين) استقالة جماعية عقب الخسارة الثالثة ، وان كانت لكل عضو اسبابه المختلفة عن الاخر.

وكان رد الفعل من بغداد هو ما اعلنه الاتحاد العراقي لكرة القدم من انه سيعقد اجتماعا فنياً عاجلاً حال عودة المدرب حسن احمد ومساعديه رائد خليل ووليد خالد وجليل زيدان بحضور رئيس البعثة هادي جواد للتقصي عن أسباب انتكاسة المنتخب الشبابي في نهائيات كأس آسيا للشباب التي خرج من دورها الأول بالمركز الأخير في ترتيب مجموعته صفراً.

وذكر الاتحاد انه سيستمع بحضور لجنة المنتخبات الى وجهة نظر المدرب حسن احمد وما واجهه في المشاركة الاسيوية على االرغم مما وفره الاتحاد من معسكرات تدريبية ( الاردن وتركيا والامارات) وسيقرر في ضوء سماعه لتوصيات لجنة المنتخبات مدى جدوى استمرار المنتخب لتمثيل العراق في المشاركات المقبلة وفي مقدمتها تصفيات اولمبياد لندن 2012 .

ومنتخب الشباب العراقي خسر مباراته الاولى امام منتخب البحرين بهدفين لهدف واحد ، والثانية امام كوريا الشمالية بثلاثة اهداف مقابل لاشيء ، فيما خسر الثالثة امام منتخب اوزبكستان بهدفين للا شيء .

مدرب الفريق حسن أحمد وفي تصريحات من الصين قال : لم نلعب بصورة جيدة، خسرنا لأن اللاعبين لم ينفذوا تعليمات الجهاز الفني، فريقي لم يقدم المستوى المطلوب الذي كنت أريده.. لم نحصل على وقت كافي من أجل الاستعداد للبطولة بسبب الظروف في العراق حيث كان من الصعب تجميع الفريق .

لكن الامين المالي لاتحاد الكرة العراقي عبدالخالق مسعود حمّل الملاك التدريبي اسباب الخروج المبكر من نهائيات اسيا المقامة حاليا في الصين قائلا : ان المنتخب العراقي لم يظهر بمستواه الحقيقي المعروف ليس بمباراته الثانية مع كوريا الشمالية والتي خسرناها بثلاثية نظيفة حسب وانما في المباراة الاولى امام البحرين بعد ان اهدر فوزا كان في متناول اليد مضيفا: بان الجهاز الفني للمنتخب يتحمل مسؤولية الاخفاق نتيجة لعشوائية الاداء واللعب العقيم الذي كان عليه لاعبونا لتتلقى شباكنا سبع كرات في ثلاث مباريات ، مشيرا الى ان عدم استقرار المدرب حسن احمد على تشكيلة واحدة وضعت الفريق في حيرة من امره دون ان يتمكن من الكشف عن هويته الحقيقية .

اما المدرب كاظم الربيعي عضو لجنة المنتخبات في الاتحاد فقال : كان المدرب حسن احمد وقبل انطلاق البطولة .. قلقا اكثر من الحد المطلوب ، وهو الامر الذي يبدو انه اثر على اللاعبين ، على الرغم من اننا ، في لجنة المنتخبات، سبق وان ابلغناه بضرورة ازالة القلق لعدم وجود مبرر له ، ولكن القلق لم يزل وهو الامر الذي انعكس سلبيا على مستوى الفريق واللاعبين في البطولة الآسيوية ،وللاسف الشديد لم يكن هنالك استثمار افضل من المدرب حيث ظهر الفريق بلا هوية ، مؤكدا ان خط الدفاع كان اضعف خطوط الفريق العراقي من حيث ارتكابه للاخطاء المستمرة وعدم تقديم لاعبيه المستوى المعهود منهم وخاصة اللاعب علي بهجت الذي كان اكثر اللاعبين ارتكابا للاخطاء والهفوات.

اما الاعلام الرياضي فهو الاخر عبر عن احزانه بالخروج غير العقلاني لمنتخب الشباب ، لكنه لم ينظر من جانب عاطفي فقط وحاول ان يشير الى حقائق الامور كما يراها ، فقال الزميل راقي هاشم : قد يقول البعض ان خروج منتخبنا الشبابي الكروى مبكرا وبطريقة مذلة من نهائيات اسيا المتواصلة في الصين كان مفاجأة او ربما شكل صدمة كروية اخرى بسبب مابذله مدرب الفريق حسن احمد واتحاد الكرة من جهود استثنائية في التصريحات الرنانة الي انطلقت قبل البطولة باننا سنعيد اللقب القاري خاصة تصريحات مدرب المنتخب الذي اوعدنا بان التواجد في كاس العالم للشبا ب من خلال هذه البطولة ماهو الا مسألة وقت ليس الا لاسيما وان فترة اعداد الفريق استمرت مدة طويلة .

واضاف : وبعيدا عن الامنيات والتصريحات والمفاجآت والصدمات وتفاؤل البعض بالمسيرة الكروية او الرياضية بشكل عام فأن ماحصل من (مهزلة) شهدتها ملاعب الصين ستتبعها (مهازل) اخرى ، طالما ان العمل يسير بطريقة عشوائية ابرز عناوينها غياب التخطيط والتحضير وعدم وجود رؤية مستقبلية ترسم من اهل الاختصاص بشكل مبكر لهكذا محافل دولية تسهم في رفع اسم العراق الجديد عاليا ، وربما لانبالغ ولانريد ايضا ان نكون متشائمين اكثر لو قلنا ان مستقبل الرياضة العراقية ينذر بخطر قادم وتراجع مخيف .

واضاف : ارى ان اللجنة الا ولمبية واتحاد الكرة يتحملان انتكاسة منتخب الشباب لانهما فقدا خيوط التشاور والتفاهم والتخطيط لكل مشاركة كروية ،ولا غرابة لو حصلت نتائج مخزية اخرى امام الفوضى الادارية وفقدان التخطيط ووضع الاستراتيجية الصحيحة لكل مشاركة لاننا كما قلت نعاني من ازمة قيادات ناضجة وعدم وجود الية للتفاهم ودائما مانجامل المخطئين وغير الكفؤئين على حساب رياضة البلد وسمعته، وهذه مصيبتنا .

اما الزميل حسين سلمان فكان له رأي اخر اذ قال : لا اريد ان اقف موقف الدفاع اتجاه منتخبنا الشبابي او ملاكه التدريبي ، لان العاقل والمنصف لا بد ان ينتقد اداء هذا المنتخب وبالاخص خسارته امام البحرين التي جاءت بارادته وارادة ملاكه التدريبي، اما امام كوريا الشمالية فلا بد ان نعترف ان هذا الفريق قد عبرنا بعدة اميال وفارق المستوى واضح للجميع ، وهنا كثر الحديث عن هذا المنتخب وبعضهم وجه سهام النقد من دون ان يجد حلاً لذلك .

واضاف : المعيب في الامر ان اول المنتقدين لهذا المنتخب وملاكه التدريبي هم البعض من فطاحلة اتحاد الكرة ممن لا يفقهون شيئا باللعبة ، والاكثر الماً ان الاعضاء المنتقدين انفسهم لم يحركوا ساكناً والتحدث عن هزالة منتخبنا الاول وملاكه التدريبي، والسبب واضح كوضوح الشمس لأن ملاك المنتخب الاول يتميز عن ملاك الشباب بالطاعة والاحترام لهذا الاتحاد الذي فقد احترام الجميع، وكان الاجدر بأعضاء الكرة ان يحاسبوا انفسهم قبل ان يوجهوا بنادقهم لحسن احمد وملاكه التدريبي الذي كان جريئا في الطرح عندما تحدث بكلام وافر قبل البطولة وانتقد الاتحاد الذي لم يتح مدة اعداد جيدة توازي بطولة آسيا.