*المشهد: المباراة الأخيرة في الأسبوع السابع من دوري اتصالات للمحترفين بين الجزيرة والوصل. النتيجة: فوز الجزيرة 3 ؟ 1. المحصلة: تقدم الجزيرة من المركز الثاني بفارق نقطة عن الوصل المتصدر إلى المركز الأول بفارق نقطتين عن الوصل الذي تراجع للثاني.

وهكذا يسدل الستار على الثلث الأول من مشوار المسابقة، ولكن سيبقى الفرسان ولن يترجلوا عن الخيل لأن السباق لم ينته والمنافسة مستمرة، وهذا هو الواقع الذي لا يجب على لاعبي الجزيرة والوصل وجماهيرهما الذهاب إلى أبعد منه حتى لا يصابوا بأي صدمات أو كبوات في المرحلة المقبلة.

* لن أتحدث عن مجريات المباراة التي شهدت محاولة جادة من فريقين جديين لتحقيق النتيجة الايجابية والتي تجسدت في عرض قوي من جانب الجزيرة انتهى بفوز كبير ومهم، وعرض رائع لا يقل قوة من الفهود لم يكلل بالنجاح لأسباب وظروف يمكن الوقوف عليها في موقع آخر من العدد، وإنما ما يعنيني هنا هو بعض المشاهد والقراءات التي لا يمكن أن نتركها دون التوقف عندها أو البحث عن تفسير لها.

* والمشهد الأبرز هو ذلك الحضور الجماهيري الفعال الذي ملأ المدرجات وتابع المباراة بصورة قلما نراها في ملاعبنا نتيجة فكر وعمل احترافي من جانب إدارة الجزيرة، وتفاعل لا يقل احترافية من جانب إدارة نادي الوصل، وبالتالي لابد وأن تكون قراءتنا للمشهد مختلفة، فالصورة وإن أكدت أنه يمكن للجماهير الحضور إلى الملاعب وأداء دورها في مؤازرة الفرق والارتقاء بمستواها، وهي بلا شك صورة ايجابية، إلا أنها في نفس الوقت حملت معنى سلبياً وهو أن هذه الجماهير غير مستعدة لتحمل أي مبالغ مقابل حضور المباريات، والأكثر من ذلك أنها في حاجة أيضاً إلى محفزات أخرى مثل الجوائز لتشجيعها على الحضور.

* هذا المشهد يجب أن يكون نموذجاً حياً وواقعياً لمشكلة العزوف الجماهيري عن الملاعب. كل الجهات والهيئات الرياضية ونحن معهم اجتهدنا في تحليل الظاهرة والبحث عن حلول لها وخرجنا بنتائج كثيرة وأسباب لا حصر لها، ولكن مباراة الجزيرة والوصل أثبتت أن كل ذلك كان هراء والأسباب مجرد ستارة للاختباء خلفها، لأن الحقيقة والواقع مختلفان وعلينا الآن التعامل معهما بكل وضوح وشفافية. سباقات الخيول نجحت في خلق قاعدة جماهيرية كبيرة لتشجيعها من خلال مثل هذه المحفزات حتى تأصل الارتباط بينما، وعلى شركات الكرة في الأندية الآن التفكير بجدية لابتكار محفزات للجماهير وتوفير مصادر تمويلها خاصة وما سوف تجنيه مستقبلاً سيكون فيه العوض الكثير.

* والمشهد الآخر المفرح تلك المساندة والمؤازرة من جماهير القلعة الصفراء للاعبين حتى صافرة النهاية رغم تقدم الجزيرة، لم يترك أحد مقعده وإنما واصلوا دورهم وواجبهم النابع من ثقتهم في الفهود وقدرتهم على الإبداع والتغيير في أي لحظة، وهذا ما يميز جمهور الوصل فهو أصيل كالذهب، وتلك صورة إيجابية أخرى نتمنى أن نراها في كل جماهير الأندية. مباراة الجزيرة والوصل أمتعتنا وقدمت لنا دروساً كثيرة توقفنا عند بعضها، لكن المهم هو كيف يمكننا الاستفادة والتعلم من كل ما جاء فيها.

جريدة البيان الاماراتية