وصلت العلاقة بين اللاعب العراقي عماد محمد ونادي الزمالك المصري الى طريق مسدود. ولا توجد اية نافذة لاعادة الامور الى ما كانت عليه حتى ولو الى قبل المباراة الودية التي لعبها المنتخب العراقي امام المنتخب القطري في الدوحة ، فقد ساءت الامور وقرر عماد الرحيل وهو يردد (مهما كلف الامر ، حتى لو اشتكاني الزمالك عند الفيفا ، وحتى اذا عوقبت بعدم اللعب مدى الحياة او اعتزال الكرة). واصرار عماد على الرحيل يشير فيه الى ظروفه العائلية حيث لم تتمكن عائلته ان تتأقلم في القاهرة ، وان هذا هو السبب الوحيد ، وان كان يدعو الى الاستغراب والدهشة ، ولا يمكن لأحد ان يصدق هذا السبب بقدر ما سينظر الى حال عماد محمد في الزمالك خلال المدة الماضية حيث صار حبيس دكة الاحتياط وهو المهاجم القادم من الدوري الايراني حاملا سبقا لم يحققه اجنبي هناك وهو هداف الدوري الايراني ، وكانت طموحات عماد ان يتواصل في تقديم المستوى الافضل الذي يجعله يبتسم للمجد في بلد يعشق الكرة .

وقد علمنا من مصادر مقربة من اللاعب ان عماد .. لم يتوقع ان يعامل في الزمالك كلاعب غير مؤثر او لا ينظر اليه بعين الاهتمام ، وان شيئا من الاحباط ساوره مما دعاه الى التفكير في الرحيل ، لاسيما بعد مباراة منتخبه الوطني امام قطر التي سجل فيها هدفي الفوز وبعث من خلالها رسائل عديدة الى الزمالك وسواه من انه في مستوى جيد ولا يستحق ان يركن في مسطبة الاحتياط.

وأشارت تلكالمصادر الى ان عماد غادر الدوحة الى بغداد وانه تلقى اتصالات من اندية ايرانية للعودة الى ايران واللعب من جديد في الدوري الايراني بعد ان علمت بحالة الشقاق بينه وبين الزمالك!!.

والغريب .. ان مجلس إدارة نادي الزمالك وافق على رحيل مهاجمها عماد محمد بشرط (ان يتلقى عرض انتقال مناسب مادياً يستفيد منه الطرفان ) !!، ويمكن وضع عشرة خطوط تحت هذا الشرط ، الذي يبدو غريبا منذ الوهلة الاولى لسماعه ، وكأن الامر مبيت او محسوب بدقة ، وان الربح المادي هو ما يريده النادي فقط ، وكما يأتي : ان يتم التعاقد مع النجم العراقي الذي يحمل اوسمة التميز ومن ثم ركنه على مسطبة الاحتياط، وهو ما سوف يشعره بالغبن ، ورويدا .. رويدا يضجر اللاعب ومن ثم يطلب فسخ العقد ، فأما ان يكون الشرط الجزائي حاضرا او ان الانتظار الى حين تلقيه عرضا جيدا يحصل من خلاله الزمالك على مبلغ ذي قيمة !!.

فليس من المعقول ان يتعاقد النادي مع مهاجم مثل عماد محمد ، لمدة ثلاثة مواسم مقابل 600 ألف دولار، ومن ثم يعامله معاملة اللاعب الواعد ،وهو الذي كان يتوق الى ان يكون تمثيله للنادي امتدادا لنجاحاته في ايران ، ويكون تذكارا جميلا عند جمهور الزمالك ، وكان يؤكد أنه انضم للزمالك بغرض اللعب مع أحد أكبر الأندية العربية والإفريقية، لكن حين طالت مدة انتظاره على دكة البدلاء وازدادت تساؤلات الصحافة العراقية عن سر مشاركته مع انتشار شائعات ان مستواه انخفض او ان لياقته غير مكتملة ، وهو ما انعكس سلبا كما اشيع عن عدم رغبة مدرب المنتخب العراقي في دعوته للمنتخب ، كل هذه الهواجس والمعاناة جعلت عماد يبحث عن اجابة عند مع المدير الفني للزمالك حسام حسن، لكنه لم يحصل على ما يفك عقدة تساؤلاته الملحة ، لذلك كان القرار بعد ان شعر انه لن يكون في الفريق حتى (خيال مآته) ، والغريب ان إدارة الزمالك خصمت مبلغ 50 ألف جنيه من مستحقاته المالية بسبب تأخره في العودة إلى القاهرة، بعد مشاركته مع منتخب بلاده في المباراة الودية أمام المنتخب القطري يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول ، وهو الذي نكأ جراح عماد من جديد لا سيما انه شرح دواعي تأخره بسبب عدم حصوله على تأشيرة دخول إلى الأراضي المصرية، والتي كان من المفترض أن يقوم مسؤولو الزمالك بتأمينها !!.

اذن .. تعامل الزمالك مع عماد بهذه الطريقة الغريبة ومن ثم وضع شرط اكده مدير الكرة بالزمالك إبراهيم حسن وهو (أن الجهاز الفني ومجلس الإدارة لا يمانعان في رحيل اللاعب في حال إحضاره عرض انتقال مناسب مادياً يستفيد منه الطرفان) ، لا يعدو كون الامر مخططا له مسبقا ، من اجل الحصول على مبلغ ما من رحيل عماد الذي بالتأكيد ستطلبه اندية عديدة ، واذن .. انتهى الامر خاصة مع حصول الزمالك على وعد من عماد بعدم تمثيله فريق الاهلي او ربما اي ناد في مصر ، وبالتالي ستكون فترة الانتقالات الشتوية في كانون الثاني / ديسمبر موعد اضافة نادي الزمالك لمبلغ جيد من المال الى خزانته !!.