الأكيد أننا نطمح جميعا أن يكون دوري زين السعودي جميلا ومثيرا ورفيع المستوى فنيا، لكننا نبالغ في أشياء كثيرة، والواضح أن هذا الموسم بدأ قويا ومثيرا وما لبث أن ترهل وصار محيرا.

لكن لو أمعنا النظر في الدوريات الأوروبية لوجدناها هذا الموسم متذبذبة في مستواها الفني والحضور الجماهيري، ومن خلال قراءة رقمية لدوريات إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا فهي مازالت في الجولة الثانية عشرة والحادية عشرة والعاشرة ونحن في ال 13 مع تأجيل بعض المباريات تصل إلى ثلاث لفريقي الهلال والشباب.

ولو قارنا مايصرف هنا وهناك وتاريخ هذه المسابقات سنصل إلى حقائق قريبة من ضعف الإثارة. والمتوقع أن الأمور ستتغير إيجابيا هنا وهناك في الدور الثاني المصادف في بدايته لفترة الانتقالات الشتوية (شهر يناير).

واستدراكا لا وجه لمقارنة دورينا مع أي من الدوريات الأوروبية، فقط أتحدث عن واقع هنا وهناك ومايحدث وماذا يجب أن يكون؟!

الأربعاء الماضي شاهدت ديربي مانشستر يوتايتد ومانشستر سيتي، كان خاليا من أي متعة رغم أن الدوري الإنجليزي مثير ومشوق في جل مبارياته، وما زال تشيلسي وآرسنال غير قادرين على الإبهار (باستمرار)، وليفربول يترنح فنيا.

وفي (الليقا)، اختلف (الريال) كليا مع (مورينيو) لكنه يبدع شوطا، وشوط بلا متعة..! والبرشا الذي أميل إليه كثيرا غير قادر على استعادة وهج العام قبل الماضي..! وفي (الكالشيو) مازال (الإنتر) يتأخر بالتعادلات مع (بينيتيز) متأخرا خلف الميلان ولاتسيو و(نابولي) بينما اليوفي خلفه مباشرة.

ومن يقرأ جيدا بعض المعلومات يجد أن مايحدث في دورينا قريب من هذه التقلبات في أوروبا، حتى على صعيد الحضور الجماهيري.

نحن هذا الموسم أقل أخطاء عن العام الماضي، ولا سيما أن بعض المباريات المؤجلة أقل وهي غير موجودة في أوروبا كون الجولات تلعب في أيام محددة ولا تتعارض مع مباريات دوري أبطال أوروبا أو كأس الاتحاد الأوروبي، بينما نحن متورطون بسلبيات برمجية، وبالتالي يبقى الترتيب العام أسيرا للمؤجلات ويقلل من فرص العدل بين جميع الفرق.

أيضا نحن متورطون بمدرب منتخب (غير محترف) يعزز توجهاته مراقبة إدارية ضعيفة، وحتى إن تقلصت الإيام مازلنا نطمح إلى تقليص أيام المعسكرات لمباريات ودية أو قبل البطولات، وهذا يعود بالنفع على تدريبات الفرق وتلافي مدربي الأندية سلبيات تكتيكية وطبية ولياقية لمصلحة الدوري الذي من شأنه أن يرفع مستوى اللاعبين وتكون الرؤية أقوى لدى مدرب المنتخب ليختار الأجهز والأبرز، ولكن بيسيرو يختار (38 لاعبا) في هذا الوقت قبل بطولتي الخليج وآسيا؟!

وحول مشاكل الأندية هذا الموسم فإن الهلال عاني من تخبطات فنية ومشاكل طبية وتردد في إجراءات إدارية، والأهلي مشاكله إدارية بحتة بقرارات خاطئة، والاتحاد أخطاء تكتيكية وصراعات شرفية، والنصر أجانبه خذلوه وعمله الإداري ضبابي، والشباب مشكلته دفاعية وضغط إداري على المدرب، وهناك أندية تريد أن تلغي عقود مدربيها بعد مضي (الثلث الأول)..! وفي المقابل يجب الثناء على الفيصلي (أولا) والتعاون والرائد ونجران بدرجات أقل.

ومن أبرز سلبياتنا هذا الموسم الصراعات خارج الملعب وفي المدرجات وفي قرارات بعض اللجان والمراقبة الضعيفة من لدن القياديين، وإذا ما استمرت هذه الفوضى فإن القادم ينذر بسلبيات تميت جمال اللعب في الميدان وتنفر الجماهير.

* كل عام وأنتم بخير.. تقبل الله منا ومنكم.

جريدة الرياض السعودية