دورة الخليج ليست مجرد بطولة رياضية فقد تجاوزت هذا المعنى وحققت أهدافها النبيلة بتجمع أبناء المنطقة بعد أن ساهمت في ارتفاع المستوى الفني للمنتخبات الخليجية ولعبت دورا تاريخيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا لمصلحة شعوب المنطقة، وعن متابعة الأحداث الرياضية في أيام الزمن الجميل الذي فرضته روح المنافسة المثمرة بين الشهيد الشيخ فهد الأحمد مع الأمير الراحل فيصل بن فهد، طيب الله ثراهما، ومعهما الشيخ عيسى بن راشد، أطال الله عمره، الذي يغيب عن خليجي 20 باليمن لظروفه الصحية.

ومقتنع تماما بمدى أهمية الدورة في تقارب الشعوب لأن الرياضة تلعب دورا بارزاً ومن أوسع المجالات لترميم ما تتلفه السياسة أحيانا وأن مناسبة كأس الخليج يجب أن لا تستغل من بعض ضعفاء النفوس ويسيئون للبلدان فهي أكبر من المعارك الكلامية والردح على الهواء من كلام فاضٍ فنحن جيل تربينا على هذه الدورة وتعلمنا من الرجال القدامى بأهمية الإعلام.

وما يطرح فيه ولها خصوصيتها لنا في دول الخليج العربي ونعتبر كأس الخليج لكرة القدم هي ملتقى ثقافي وفني وفكري ورياضي واجتماعي لا يستطيع أي تصرف فردي أن يعكر الأجواء فهي فرصة لنا أن نعيش أجواءها كل عامين بالتحدي بين أبناء الخليج لما يجمعهم من محبة ومودة ندعو أن تستمر ولا تتوقف ومن هذا المنطلق أؤكد ما أعلنه الشيخ احمد الفهد في مؤتمره الصحافي الأخير بعدن.

حيث لا يعلم الكثيرون بأنه اعتذر عن حضور لاجتماع مجلس الوزراء الكويتي من أجل أن يوصل رسالة فهو نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير دولة لشؤون التنمية ووزير دولة لشؤون الإسكان وذهب لليمن السعيد بعد الانتهاء من ختام دورة غوانغ تشو الصينية .

ويعلن موقفه القوي والثابت والداعم للدورة ويتمسك بهذه البطولة، فهي التي علمتنا أصول الرياضة والإدارة والقيادة، وهي التي تأسست معها منشآتنا الرياضية كما أنها إعداد للبطولات الآسيوية وبطولة كأس العالم ولذلك نحن نتفق معه ونصر على استمرارية البطولة والكلام لرجل له مكانة دولية في الرياضة عالميا فهي ملتقى حقيقي للأشقاء، ففيها نتحد ونصبح صفا واحداً.

وعندما التقيته قبل يومين في غوانغ تشو حيث فتح قلبه لنا وأكده أمس في بندر عدن من ان من لا تعجبه البطولة فعليه أن يتوقف عن حضورها، مضيفا بأنه سيدعم العراق وسنشارك في البطولة تحت أي ظروف، ولن نتراجع عن موقفنا، فكما دعمنا اليمن سندعم العراق كلام جميل من رجل سياسي ومحنك أصبح يتمتع بحضور يشرف كل أبناء المنطقة.

فقد أعجبني رده حول ما أثاره أحد الإعلاميين الكويتيين (أجد لدي الشجاعة الأدبية للاعتذار عما بدر منه، ونتمنى على أشقائنا في السعودية قبول اعتذاره، وإذا لم يتقبلوا اعتذاره فأقول laquo;امسحوها بوجهيraquo;.

ونتائج الأمس كانت طبيعية ففوز الأزرق هي بداية التصحيح وتأهل السعودية بواسطة نيران صديقة وخروج قطر حيث فتحت أبواب جهنم على المدرب الفرنسي برونو ميتسو حيث طالب الكثيرون برحيله عن العنابي قبل نهائيات أمم آسيا في يناير القادم بل طالبوا ببقائه في اليمن وتسليم المهمة لأحد المدربين العاملين في الدوري القطري وأبرزهم البرازيلي لازاروني فهل تكون نهاية الساحر في اليمن .. والله من وراء القصد

جريدة البيان الاماراتية