يبدو أن تفكير مانشستر يونايتد بمجرد خروجه من quot;ريبوك استوديومquot; بعد فوزه على بولتون 4- صفر في مباراة الدوري الممتاز التي جرت يوم السبت الماضي، اتجه إلى الاستعداد لمباراة أمس الثلاثاء أمام بايرن ميونيخ في الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا، حيث خسرها بهدف لهدفين.
ارسنال، من ناحيته، سيستضيف برشلونة مساء اليوم الأربعاء في الدور ذاته من البطولة بعقلية مختلفة تماماً بعد رؤيته أن آماله تبخرت للمنافسة على لقب الدوري الممتاز بعد تعادله 1-1 في الدقائق الأخيرة مع بيرمنغهام في quot;سانت اندروزquot;.
وفي هذه المرحلة من الموسم الكروي فإن القوة الدافعة تعتبر عاملاً كبيراً، فبينما استطاع مانشستر يونايتد من الابحار خلال مباراة صعبة أمام بولتون، فإن ارسنال شهد فوزه يتحول إلى التعادل في يوم الذي لعب على أرض رديئة ضد خصم استطاع أن يكون نداً قوياً في المراحل الأخيرة من المباراة.
ومن المفروض أن المدرب ارسن فينغر قد اختار لاعبيه الآن وأتم تهيئتهم بسرعة وكما يريد لمباراة اليوم ضد برشلونة وليونيل ميسي! وارسنال هو الآن في وضع صعب جداً، وسيكون عازماً على الخروج من quot;استاد الإماراتquot; بتحقيق شيئاً من النجاح قبل سفره إلى برشلونة الأسبوع المقبل. ولكن في حين أنه يلعب بطريقة مفتوحة وسلسة ولديه قوة هجومية التي تعتبر الأفضل في الدوري الممتاز، إلا أن خصمه في قمة تألقه الآن مع العلامة التجارية الخاصة به وهي شهامته الكروية.
وبالتالي، ماذا سيفعل ارسنال؟ فإذا أراد أن يأخذ زمام المبادرة ويهاجم برشلونة، فإن عليه أن يكون حذراً جداً من ترك ثغرات أمام لاعبين أمثال ميسي الذي قد يستغلها ويسجل هدف الفوز لفريقه الذي من شأنه أن يسبب ضرراً بالغاً لارسنال. وبرشلونة جيد جداً عند حيازته للكرة، وسوف يجد ارسنال صعوبة في الحصول عليها. فالطريقة التي يلعب بها فريق المدرب جوسيب غوارديولا هي وصفة لقتل الخصوم ولديه ميزة مهلكة إضافية التي يأتي ميسي في نهايتها.
ويعتبر ارسنال الأفضل في انكلترا عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على الكرة، ولكن مانشستر يونايتد دمره في quot;استاد الإماراتquot; في كانون الثاني الماضي. وما يقلق فينغر أن برشلونة هو quot;دوري بحد ذاتهquot; بغض النظر عن أي نادٍ آخر. وبينما يستعد ارسنال لامتلاك توازنه على الفور بعد خيبة الأمل في بيرمنغهام، فإن مانشستر يونايتد خسر 2-1 أمام بايرن ميونيخ أمس بعدما حقق نتيجة رائعة ضد بولتون مع إضافة المفخرة في اعطاء الراحة لريو فرديناند وواين روني.
وquot;الشياطين الحمرquot; يتألق بصورة مدهشة هذه الأيام ويفوز في مبارياته، وأصبحت لديه ثقة كبيرة وباستطاعته أن يتخطى بايرن ميونيخ في مباراة الاياب رغم انه سقط في الذهاب،خصوصاً أنه يملك ميزة تسجيله هدفاً خارج أرضه.
وعلى رغم أن مديره الفني السير اليكس فيرغسون يعرف أفضل من أي شخص آخر أنه لا توجد مباريات سهلة في الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا، إلا أنه سيفضل أن يلعب ضد بايرن ميونيخ بدلاً من برشلونة في كل مرة.
وقد منعت الإصابة من مشاركة ارين روبن مع ناديه الألماني، وغيابه ترك لزميله فرانك ريبيري أخذ زمام المبادرة مسجلاً هدف التعادل في الدقيقة الـ77 بعدما كان بايرن متأخراً بهدف لروني في الدقيقة الثانية منها، على رغم أن quot;الشياطين الحمرquot; استطاع أن يحد من خطورته إلى حد ما. وأحرز ايفيتشا اوليتش هدف فوز أصحاب الأرض في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدل الضائع.
وليفرغسون أسلوباً يؤديه مانشستر يونايتد في البطولات الأوروبية الذي بواسطته وصل إلى هذا الدور. فاللاعبون يعرفون كيف يستحوذون على الكرة ويحتفظون بالمراكز، ولكنهم أيضاً أقوياء جداً في الكرات المضادة، كما أنهم يعرفون كيف يلعبون في آخر الـ15 دقيقة الحاسمة من المباريات، ونادراً ما يشاهد المراقب أن quot;الشياطين الحمرquot; يتراجع في المراحل الأخيرة من المباراة، وذلك لأن لدى لاعبيه لياقة بدنية عالية والقدرة على الاستحواذ على الكرة وعادة ما يحاولون من انهاك خصومهم بحلول الوقت الذي تصل المباراة إلى دقائقها الأخيرة.
ومع انطلاق الدور ربع النهائي، فإنه من المؤكد كما لو أننا سنشاهد أنه يسير باتجاه ثانٍ للقاء بين مانشستر يونايتد وبرشلونة في نهائي دوري أبطال أوروبا. وبالتأكيد فإن طريق الشياطين الحمر أسهل للوصول إلى المباراة النهائية من ارسنال. ويرشح معظم المراقبين فوز فريق السير اليكس على بايرن ميونيخ بعد مباراتي الذهاب والاياب، وبعد ذلك، سواء أكان خصمه ليون أو بوردو (والاحتمال الأكبر مواجهته لليون بعد فوزه أمس على بوردو 3-1) في الدور قبل النهائي، فسيكون حتماً في طريقه إلى المباراة النهائية.
أما ارسنال فعليه أن يفعل كل شيء مع انتر ميلان الذي قد يواجهه - إذا استطاع أن يقضي على برشلونة في مباراتي الاياب والذهاب - في الدور قبل النهائي. علماً أن انترناسيونال ظهر بشكل مثير للإعجاب أمام تشلسي الذي استطاع أن يقصيه في المرحلة السابقة. وعلى رغم أنه كانت لديه مباريات مروعة أمام ليفربول ومانشستر يونايتد في المواسم الأخيرة، إلا أنه ظهر فريقاً قوياً وموحداَ ضد تشلسي. ولكن المراقبين لا يتوقعون منه الفوز على برشلونة، وهذا هو السبب الذي دفعهم لمشاهدة الأندية الثماني الأخيرة في الدورين الربع وقبل النهائي، ويتوقعون الآن لقاء ثانياً على التوالي بين مانشستر يونايتد وبرشلونة في المباراة النهائية التي ستقام للمرة الأولى يوم السبت (من العادة كانت تقام هذه المباراة يوم الأربعاء) 22 أيار المقبل في مدريد.
التعليقات