تجمَّع مساء الخميس العشرات من مراسلي الصحف ومندوبي القنوات الفضائية في مقر اتحاد كرة القدم المصري، انتظارا ً لمعرفة القرارات التي سيتم اتخاذها بشأن الأحداث التي صاحبت مباراة الزمالك واتحاد الشرطة ضمن منافسات الدوري الممتاز مساء الأربعاء. وقد خلص اجتماع لجنة المسابقات إلى فرض عقوبات صارمة على الزمالك وبعض من لاعبيه نتيجة لما بدر منهم من تجاوزات. وقررت معاقبة اللاعب حازم إمام بالإيقاف ثماني مباريات وتغريمه ثمانية آلاف جنيه، وكذلك إيقاف اللاعب علاء علي ثلاث لقاءات وتغريمه ثلاثة آلاف جنيه، كما قررت منع إبراهيم حسن من حضور مباريات الزمالك في الملعب حتى نهاية الموسم، بالإضافة لتغريم نادي الزمالك 50 ألف جنيه بسبب سلوك لاعبيه ومسؤوليه وجماهيريه أثناء وبعد المباراة.
وقد جاءت الأحداث المؤسفة التي وقعت في نهاية وعقب المباراة التي جمعت ليلة أمس بين ناديي الزمالك واتحاد الشرطة ضمن فعاليات الدوري المصري، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، لتكشف عن أن حالة الهدوء النسبي التي عاشتها الكرة المصرية على مدار السنوات القليلة الماضية، لم تكون سوى حالة quot;كاذبةquot; شكلا ً ومضموناً.
هذا المستوى المتدني وغير المقبول من الأخلاقيات الذي ظهر عليه بعض من جماهير ولاعبي وأفراد الجهاز الفني لنادي الزمالك، بحسب ما أظهرت كاميرات التلفزيون، تجاه طاقم التحكيم ومسؤولي وإداريي فريق الشرطة، بهذا الشكل العدواني والمثير للدهشة، جاء ليضع الكثير من الملفات التي بات يتعين على اتحاد الكرة أن يتحرك على وجه السرعة من أجل مواجهتها وحسمها بصورة حازمة، حفظا ً لماء وجهه أولاً، وإنقاذا ً لسمعة الكرة المصرية ثانيا ً، وأخيرا ً لإنقاذ هيبة الحكام، الذين تحولوا في الآونة الأخيرة إلى quot;ملطشةquot; حقيقية، الكل يتسابق لتعليق أخطائه عليهم.
وكانت مدرجات إستاد القاهرة، الذي استضاف اللقاء، قد شهدت موجة من الغضب العارم من جانب جماهير نادي الزمالك خلال اللحظات الأخيرة من عمر المباراة، وعقب انتهائه، في ما تحولت ساحة الميدان إلى ما هو أشبه بساحات القتال، وسط حالة من الفر والكر، بين عناصر من هنا، وأخرى من هناك، في موقف مسيء ومخزي لسمعة الكرة المصرية، المتوجة على عرش القارة الإفريقية في آخر أربعة أعوام.
وقد وقعت تلك الأحداث في الوقت الذي كان يسعى فيه أنصار القلعة البيضاء إلى الظفر بنقاط المباراة الثلاث، لملاحقة النادي الأهلي، بعد أن فقد نقطتين هامتين في سباق المقدمة إثر تعادله بنتيجة هدف لهدف في اللقاء الذي جمعه يوم أمس أيضا ً مع نادي المقاولين العرب. وكان لاعبو الزمالك، ومعهم الجماهير، قد ثاروا في أكثر من مناسبة، مطالبين حكم اللقاء، توفيق السيد، باحتساب ركلات جزاء لصالحهم عقب سقوط اللاعبين إثر إلتحامات مع فريق الشرطة، بعد تقدم الأخير بهدف في الشوط الأول.
وإن كانت الأمور ستسير بهذا الشكل، وعلى هذا المنوال، في المباريات الخمس المتبقية من عمر المسابقة، بما فيها مباراة القمة المقرر إقامتها في السادس عشر من الشهر الجاري، فإن اتحاد الكرة سيكون على موعد مع أزمات جديدة قد ترقى إلى درجة الكوارث، على شتى الأصعدة والمستويات، بسبب تلك الأجواء التي كانت قد نستها الكرة المصرية منذ فترة طويلة.
وإزاء تلك التطورات، التي تنذر بمستقبل كروي غير محمود العواقب، بدأت تلوح في الأفق بوادر خطط، ربما يفكر مسؤولو الجبلاية في اللجوء إليها لكسر موجة التعصب متزايدة الإيقاع من جانب المسؤولين واللاعبين وكذلك الجماهير، تأتي في مقدمتها بحث إمكانية إقامة بعض من المباريات القادمة بدون جمهور، وكذلك استقدام حكام أجانب في بعض المباريات ذات الطبيعة الحساسة ( إلى جانب بالتأكيد مباراة الأهلي والزمالك التي يحكمها حكم أجنبي بقرار حكومي )، واتخاذ قرارات بالغة الصرامة بحق المخطئين والمتجاوزين، أيا ً كان اسم أو حجم الأندية التي ينتمون إليها.
وعلى صعيد متصل، وتعليقا ً من جانبه على بعض الأصوات التي طالبت ليلة أمس بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضد الكابتن إبراهيم حسن، المنسق العام للكرة بنادي الزمالك، بسبب التصرفات المؤسفة التي بدرت منه عقب نهاية مباراة فريقه مع الشرطة، أكد كابتن سمير زاهر على أنه لا يجوز اتخاذ أي عقوبات ضد إبراهيم حسن، لكونه بلا صفة رسمية لدى اتحاد الكرة. وأشار إلى أنه مازال موقوفاً بأمر من الاتحاد الدولي، وquot;معاقبته ستكون اعترافا ً من جانبنا بشرعية عمله داخل نادي الزمالكquot;. في ما تزامن هذا التصريح، مع معلومات نُسِبت إلى مصدر مسؤول داخل اتحاد الكرة، وأكدت على أن هناك اتجاهاً قوياً داخل الجبلاية لشطب إبراهيم حسن من سجلات الاتحاد المصري لكرة القدم، بعد أحداث الشغب التي قام بها خلال مباراة الأمس.
التعليقات