أكد المنتخب الجزائري للاعبين المحليين صحوة الكرة الوطنية بتأهله إلى نهائيات بطولة أفريقيا لكرة القدم المقررة مطلع العام المقبل في السودان بعد تجاوزه عقبة منتخب ليبيا حيث انهزم بطرابلس في مباراة الإياب بهدفين لهدف، بعدما كان قد فاز في لقاء الذهاب الذي جرى بالجزائر بهدف لصفر.

وبغض النظر عن النتيجة المسجلة فان طريقة تأهل التشكيلة الجزائرية إلى نهائيات النسخة الثانية لبطولة أفريقيا للاعبين المحليين هي التي استرعت انتباه الاختصاصين والملاحظين بحيث انتهج المدرب عبد الحق بن شيخة اللعب الهجومي منذ بداية اللقاء باعتماده على ثلاثة لاعبين في الخط الأمامي و على خط وسط ميدان متشكل من عناصر ذات نزعة هجومية باستثناء لاعب واحد فقط مكلف باسترجاع الكرات (خالد لموشية ) كما أن الظهيرين الأيمن محمد ربيع مفتاح و الأيسر محمد يخلف قد برزا بمشاركتهما في الحملات الهجومية أكثر من قيامهما بالمهام الدفاعية.

وهذا ما أكد عليه بن شيخة حين صرح عقب نهاية اللقاءquot; لقد دخلت المباراة من أجل تسجيل هدف واحد على الأقل لأن الأهداف خارج الديار جد هامة في مثل هذه المواجهات خاصة وأننا كنا متقدمين على المنافس بتفوقنا في مباراة الذهاب بهدف لصفرquot; .

وتابع بن شيخة قائلا quot; لقد طلبت من اللاعبين في فترة ما بين الشوطين عدم الفشل حتى في حالة تسجيل المنتخب الليبي للهدف الثاني، إذ مادام الحكم لم يعلن نهاية المباراة فيجب مواصلة الهجوم لتوقيع الهدف الذي جئنا من أجله إلى ليبيا quot;.وفعلا فقد تمكن الفريق الليبي من تسجيل هدف ثاني بعد ربع ساعة من بداية المرحلة الثانية من اللقاء بفضل أحمد زاوي بعدما كان زميله يونس شيباني قد افتتح باب التسجيل في الدقيقة ال26 من الشوط الأوسط بواسطة ركلة جزاء.

وقد واصل بن شيخة جرأته حين أقحم مهاجمين اثنين في الدقيقة ال68، وهما حنيستار مكان جليط ، و تاجر مكان قاسمي، ثم جابو مكان بن موسي في الدقيقة 75،وهي التغييرات التي أتت بثمارها بحيث وبعد سلسة من العمليات الهجومية نجح هداف الدوري الجزائري سفيان حنيستار من تسجيل هدف التأهل في الدقيقة الأخيرة من المباراة برأسية جميلة اثر تمريرة محكمة من الظهير الأيسر يخلف.

وقد جرت مباراة السبت تحت أنظار رابح سعدان، المدير الفني للمنتخب الجزائري الأول الذي قدم لمعاينة بعض اللاعبين المرشحين للانضمام إلى تشكيلة محاربي الصحراء تحسبا للمشاركة في نهايات مونديال جنوب أفريقيا المقررة من 11 يونيو إلى 11 يوليو القادمي.

إذ تجدر الإشارة أنه وبخلاف فريق ليبيا الذي يعد المنتخب الأول للبلد فان المنتخب الجزائري للاعبين المحليين يعتبر بمثابة الفريق الرديف بحكم أن تركيبة المنتخب الجزائري الأول تتشكل في معظمها من المحترفين بالأندية الأوربية.

ويرى مراقبون أن تأهل المنتخب الوطني للاعبين المحليين إلى نهائيات البطولة الأفريقية، على حساب منتخب ليبيا الأول ، يعد بمثابة رد صريح على المنتقدين الذين كثيرا ما صرحوا أن عودة كرة القدم الجزائرية إلى الواجهة في السنتين الماضيتين لم تكن لتحدث لولا اللاعبين المحترفين المتخرجين من مدارس الأندية الأوربية. إذ يجب التذكير في نفس السياق أنه وبالإضافة لمنتخب اللاعبين المحليين فان الأندية الجزائرية قد سجلت علامة كاملة إلى حد الآن في المنافسات الأفريقية لهذه السنة بتأهل الممثلين الاثنين وفاق سطيف و شبيبة القبائل إلى الدور الثالث لدوري أبطال أفريقيا بالإضافة لشباب بلوزداد إلى نفس الدور من كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ، في انتظار تأكيد الفرق الثلاثة مجددا لصحوة الكرة الجزائرية بتأهلها إلى دور المجموعات لكلى المنافستين،والذي سيعد في حالة تحقيقه انجاز تاريخي.

نشير أنه من بين الأسماء الأكثر تداولا لتدعيم المنتخب الجزائري من فريق المحليين يوجد الظهيرين الأيمن محمد مفتاح (شبيبة القبائل) واللاعب المتعدد المناصب حسين مترف (وفاق سطيف) مع احتمال إعادة لاعب وسط ميدان وفاق سطيف خالد لموشية الذي كان قد شارك في المشوار التصفوي للمونديال قبل أن يبعده المدرب رابح سعدان خلال نهائيات كأس أمم أفريقيا الأخيرة لأسباب انضباطية.