لست كاتبًا سياسيًا ولكنني تعلمت السياسة من الملاعب الرياضية أو بالأحري والأدق الأوساط الرياضية الكروية وعندما أتحدث عن تلك الأوساط أجد نفسي عالقا لا استطيع الطيران أو الفرار منها أو حتي الثبات علي أرض الواقع.
إن الوسط الرياضي بمشاكله يفوق كافة الأوساط الأخري بل هناك مقولة رددناها كثيرا بأن الوسط الرياضي فاق الوسط الفني في التناحر والتنافس بين الفنانين والفنانات والزيف والخداع بل وأحيانا كثيرة الفضائح وربما المساخر التي تسيء لنا جميعا في النهاية وهذا كله قبل أن quot;يزداد الطين بلةquot; وتظهر مئات الفضائيات والقنوات الخاصة ويزداد عدد القنوات الحكومية التي أصبحت تنافس الخاصة وتقلدها دون الالتزام بميثاق شرف أو حتي بأصول وتقاليد الدولة.. وهذا كله نتج عنه في النهاية البركان الهائل الذي انفجر وبه كل البدع والتقاليد الغريبة علينا في شتي مجالات الحياة.. من الطبيعي أن يتأثر الشباب أو الجيل الجديد بمختلف التيارات الواردة إليهم من الغرب أو الشرق.. لم يعد في زمن الانترنت وثورة المعلومات وشبكات الاتصالات ما هو مستور عن العيون.. أصبحنا جميعا عرايا في أفكارنا وميولنا واتجاهاتنا ولهذا لم اندهش عندما تكررت كلمة quot;العلمانيةquot; أكثر من مرة علي مدي الأسبوع الماضي وكان الجميع يريد أن تتحول مصر لدولة علمانية.. فجأة وبلا أي قيود لقد ذكرت الأسبوع الماضي عن دهشتي عندما تابعت برنامج quot;من قلب مصرquot; التي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي وعقبت عليها أنها لم ترد علي رجل الدين المسيحي عندما قال إننا دولة علمانية علي اعتبار أن مصر دولة إسلامية ينص دستورها علي ذلك وستظل إلي يوم الساعة.. ولكن مؤخرا لفت نظري ما قاله الدكتور البرادعي في حديثه لمجلة quot;باري ماتشquot; الفرنسية وتم نشره في صحيفة الدستور بأنه نجح في إقناع الإخوان المسلمين بأن تكون مصر دولة علمانية.. وأسأله بدوري في المنهج أو المضمون؟! للأسف الشديد إن هذا التحول الذي يريده البعض لمصر من أجل المزيد من الحرية والديمقراطية يجب ألا يكون علي حساب الهوية أو علي حساب ابتعادنا عن مقدساتنا الفكرية والروحية.. إن مصر الأزهر الإسلامية ستظل هي البوابة الآمنة لحماية تعاليم الدين الإسلامي وحماية كل الأديان الأخري دون الحاجة للتلاعب بالألفاظ واقحامها في العمل السياسي بغية تحقيق أهداف معينة لا علاقة لها بالحرية أو الديمقراطية!
لا أريد التطرق لأمور تبدو غير موضوعية ولكن تلك النغمة السائدة تجعلني أشعر بأن هناك مؤامرة تحاك ضد شخصية مصر الإسلامية لا يعنيني سوي حقيقة واحدة أن مصر دولة إسلامية ذراعاها مفتوحتان لكل الأديان الأخري بكل حب وود وإخاء والتاريخ خير شاهد.
هل العلمانية هي الامتداد أو التطور التدميري للماسونية؟ ربما شعر أجدادنا في أحد الأيام بخطورة الماسونية الذي اعتنقه البعض من الشخصيات الهامة في مصر خلال تلك الحقبة التاريخية ظنا منهم بأن هذا الفكر التقدمي سيقودنا للأمام وبالطبع لم يفطنوا في البداية أن مثل تلك المذاهب تنتمي للصهيونية العالمية واشعر بأن من ينادي بالعلمانية لا يسعي للإخاء أو الصالح العام والتوافق بين أبناء مصر ولكنه في الحقيقة ينفذ مخططا فشل فيه الآخرون منذ أكثر من قرن من الزمان.
جريدة الجمهورية المصرية
- آخر تحديث :
التعليقات