إحدى مشكلات كرة القدم وسلبياتها استطاعتها السيطرة على عقول البشر في كل الأوقات، فهي تظل تجذب الأنظار دون مراعاة لمشاغل الناس، خذوا مثلا توقيت نهائيات كأس العالم الذي يتوافق عادة مع اختبارات نهاية العام هنا، وهو ما يوقع الطلاب بين أمرين أحلاهما مر: إهمال المذاكرة، أو إهمال المباريات، واستحالة التوفيق بين الحدثين المهمين في ظل إقامة ثلاث مباريات في اليوم، تبدأ بعد الظهر، وتنتهي في منتصف الليل.
أجزم أن مشكلات اجتماعية تنشأ في هذا الوقت لأن صراعا سيدور رحاه بين ولي الأمر الحريص، وبين أبنائه، ولن يخرج الأب بنتيجة إيجابية لكون جاذبية المباريات ستكون أقوى.
إذن هل يترك الحبل على الغارب فينشغل الطلاب بالكرة عن الدراسة؟!
كان الأجدى بوزارة التربية والتعليم أخذ مثل هذه المناسبة بعين الاعتبار سلفا، فتختار التوقيت المناسب للاختبارات طالما أنها تدرك سلفا أنها ستخسر المعركة مع (الفيفا) لو دخلت معه في قضية تأجيل كأس العالم ثلاثة أسابيع للدراسة أو تقديم الاختبارات ثلاثة أسابيع، بقاء الأمر على ما هو عليه أوجد تعارضا بين المناسبتين، وهو ما يعني احتمال إخفاق مئات الآلاف من الطلاب، وتكون حصيلة عام كامل سلبية.
الفجوة الكبيرة بين وزارة التربية والتعليم سببت مشكلات تعليمية، لم يقتصر الأمر على مناسبة خارجية لا نملك حلا تجاهها، بل حتى المباريات المحلية تشتد وقت الاختبارات، وهذا ما يتعارض مع مسمى (رعاية الشباب)، فالرعاية تعني الاهتمام بهم لا إشغالهم، واختيار الأوقات المناسبة لإقامة وقت الرعاية لكي لا يجتمع لديهم أكثر من هدف، كرة القدم هدف ترفيهي لا يجب أن يشغل عن الهدف البنائي للعقول أو الأجساد، كما هو الحال للتحصيل العلمي، ما الذي يمنع توقف الماريات في أوقات الاختبارات؟ سؤال أنتظر إجابته من أفواه المسؤولين.
بقايا..
** كان منظر تواجد إعلام الدول المشاركة في نهائيات كأس العالم دون وجود علم المملكة منظرا مؤثرا على نفسي، وعلى نفوس من يحرص على وجود المملكة في كافة المحافل الدولية، خاصة في مثل هذا الحدث الكبير.
** عندما نسمع عن السرقات والاعتداءات التي تحصل في جنوب أفريقيا في ظل تأهب أمني كبير لنهائيات كأس العالم يجب أن نتذكر ما نعيش به من أمن واستقرار في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين، ونحمد الله على ذلك.
** خسارة الجزائر في بداية مشوارها لا يعني التسليم، بل هو مصل تستعين به في مبارياتها القادمة.
** منتخب ألمانيا قوة غير طبيعية.
**أخطاء الحكام بدأت تظهر في الأسبوع الأول من المباريات.
**هل نجد أحد اللاعبين البارزين في هذه النهائيات يمثل أحد أنديتنا في الموسم القادم؟!
**تشفير المباريات يعني ازدهار سوق الاختراقات الفكرية التي تمارسها العمالة الأجنبية!!
جريدة الرياض السعودية
التعليقات