هاني محمود-وكالات: تقام اليوم الخميس ثلاث مباريات ضمن منافسات كأس العالم التي تستضيفها جنوب أفريقيا حتى 11تموز/يوليو المقبل ، حيث سيكون المنتخب الفرنسي بطل العالم العام 1998 مطالبًا بالفوز عندما يواجه نظيره المكسيكي في ختام الجولة الثانية من المجموعة الأولى. وعلى صعيد متّصل، تسعى الأرجنتين لإظهار معدنها الحقيقي عندما تصطدم بالمنتخب الكوري الجنوبي الذي أبهر الجميع في أولى مبارياته أمام اليونان.
مباراة بين فرنسا والمكسيك
سيكون المنتخب الفرنسي بطل 1998 ووصيف بطل النسخة الاخيرة مطالبًا بالفوز على نظيره المكسيكي اليوم الخميس في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الاولى ضمن الدور الاول لنهائيات كأس العالم لكرة القدم.
ولم يظهر المنتخب الفرنسي بمستوى مطمئن أمام الاوروغواي وعانى الامرين على غرار مشواره في التصفيات وحملته الاعدادية للمونديال التي ختمها بخسارة تاريخية امام الصين المتواضعة.
فبعد الاختبار الاوروغوياني، سيجد المنتخب الفرنسي نفسه امام امتحان اصعب يتمثل في بطل تصفيات الكونكاكاف منتخب المكسيك بقيادة نجمه مدافع برشلونة الاسباني رافايل ماركيز والذي انقذ منتخب بلاده من الخسارة امام جنوب افريقيا المضيفة 1-1 في المباراة الافتتاحية.
ويبدو ان الاجواء غير مطمئنة في صفوف المنتخب الفرنسي بسبب المشاكل الكثيرة التي يعاني منها سواء بين المدرب ريمون دومينيك ولاعب وسط تشلسي الانكليزي فلوران مالودا على الرغم من ان الاخير نفى ذلك بالامس، اضافة الى اجواء غير صافية بين عدة لاعبين في صفوف الفريق، اضافة الى معاناتهم في خط الهجوم حيث لم يسجلوا سوى هدف واحد في المباريات الثلاث الاخيرة وكان في مرمى تونس 1-1 وديًا.
وكان دومينيك قد احتفظ بمالودا على مقاعد الاحتياط في المباراة الاولى على الرغم من جاهزيته واعتماده عليه في جميع المباريات الاعدادية وذلك بسبب مشاداة كلامية في حصة تدريبية عشية المباراة اثر تدخل قوي بحق القائد باتريس ايفرا.
وبرر دومينيك اختياره بكونه كان يرغب في لاعب وسط مدافع اضافي بدلا من اشراك مالودا.
وطالب دومينيك لاعبيه بمنع المكسيكيين من الاستحواذ على الكرة للحد من خطورتهم وتعزيز الحظوظ في التغلب عليهم.
وقال دومينيك quot;المكسيك منتخب قوي جدا جدا، يلعب باسلوب جيد وعندما يسرع ايقاع اللعب ويستحوذ على الكرة بامكانه زعزعة دفاع اي منتخب في العالم (...)، يجب ان نحرمهم من الاستحواذ على الكرة حتى لا تسنح امامهم فرص للقضاء عليناquot;.
في المقابل، أكد مدرب المكسيك خافيير اغويري انه سنواصل اللعب بطريقة هجومية امام المنتخب الفرنسي على الرغم من المشاكل التي واجهها في المباراة الاولى امام جنوب افريقيا.
وركز اغويري منذ استلامه منصب الادارة الفنية لمنتخب بلاده، على فك العقم الهجومي الذي كان يعاني منه المنتخب مع سلفه السويدي زفن غوران اريكسون ونجح في رهانه لان المكسيك حققت 8 انتصارات مقابل خسارتين قبل وصولها الى المونديال.
وقال اغويري quot;انه الاسلوب الذي اوصلنا الى هنا ولن نغيرهquot;، مضيفًا quot;صحيح اننا تركنا مساحات كبيرة لمهاجمي جنوب افريقيا في المباراة الاولى، لكننا سنواصل لعبنا بالطريقة ذاتها مع فعالية كبيرة في الهجومquot;.
من جهته، اعترف ماركيز بخطورة الاسلوب الهجومي الذي ينهجه منتخب بلاده، وقال quot;نعرف بأن خطر هذا الاسلوب هو الهجمات المرتدة للمنتخبات المنافسة، لكننا نعمل بجدية على تصحيح ذلك من أجل تسجيل أكبر عدد ممكن من الاهدافquot;.
وأضاف quot;هذا هو سبب تدريباتنا وعملنا الشاقquot;، مشيرًا الى quot;ان هولندا عانت بدورها لهز الشباك امام الدنمارك على الرغم من ضمها مهاجمين بارعين، أنا واثق من أننا سنبذل قصارى جهدنا لتصحيح هذه المشكلةquot;.
وحذر ماركيز زملاءه من مغبة الاستهانة بالمنتخب الفرنسي الذي يعيش فترة انعدام وزن في الاونة الاخيرة، وقال quot;انه منتخب قوي جدًّا سواء في الهجوم او الدفاع على الرغم من ان خط الهجوم لم يرق الى المستوى الذي تعودنا على رؤيتهquot;، مضيفًا quot;لكنه يملك لاعبين كبار يمكن أن يحدث اي منهم الفارق في أي لحظةquot;.
مباراة بين الأرجنتين وكوريا الجنوبية
سيكون المنتخب الارجنتيني مطالبًا باظهار معدنه الحقيقي عندما يتواجهاليوم الخميس مع نظيره الكوري الجنوبي على ملعب quot;سوكر سيتيquot; في جوهانسبورغ في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية لمونديال جنوب افريقيا 2010.
وكان منتخب المدرب دييغو مارادونا استهل مشواره في العرس الكروي بفوزه على نيجيريا بهدف سجله مدافع مرسيليا الفرنسي غابرييل هاينتسه في مباراة حصل فيها الارجنتينيون على العديد من الفرص خصوصًا عبر نجم برشلونة الاسباني ليونيل ميسي الذي قدم مباراة جيدة لكنه اصطدم بتألق الحارس النيجيري فنسنت انييما.
ويمكن القول ان الفوز على نيجيريا لم يعط صورة حقيقية عن مستوى منتخب quot;التانغوquot; لكن الوضع سيتغير امام نظيره الكوري الجنوبي الذي يدخل الى المباراة بمعنويات مرتفعة جدًّا بعد فوزه المستحق تمامًا على المنتخب اليوناني 2-صفر.
وحذر مارادونا من مغبة اضاعة الفرص لان هذا الامر سيكلف فريقه غاليًا، مضيفًا quot;عندما لا تسجل من الفرص التي تسنح لك لحسم المباراة نهائيا في مصلحتك، فانك قد تدفع الثمنquot;.
وسيكون على المنتخب الارجنتيني ان يكون اكثر فاعلية امام المرمى الكوري خصوصا ان الاخير قادر في اي لحظة على الانتقال من منطقته الى مرمى الخصم والوصول الى الشباك، كما فعل مع اليونانيين، خصوصًا ان الدفاع الارجنتيني وبشكل خاص قلبي الدفاع والتر صامويل ومارتن ديميكيليس، يتسم اداؤه بالبطء.
وقد حذر لاعب وسط مانشستر يونايتد الانكليزي بارك جي-سونغ الذي سجل الهدف الثاني لكوريا الجنوبية في مرمى ابطال اوروبا 2004، بان منتخب quot;محاربي التايغوكquot; قادر على اسقاط الارجنتينيين، مضيفًا quot;الارجنتين هي افضل منتخب في المجموعة، لكن اذا لعبنا كفريق كما فعلنا (ضد اليونان) فسيكون باستطاعتنا تحقيق نتيجة جيدةquot;.
وستكون مباراة غد المواجهة الثانية بين الارجنتين وكوريا الجنوبية في النهائيات بعد العام 1986 في المكسيك عندما خرجت الاولى فائزة في دور المجموعات بثلاثة اهداف لخورخي فالدانو (هدفان) واوسكار روجيري في طريقها للظفر باللقب للمرة الثانية بعد 1978 وذلك بقيادة مدربها الحالي مارادونا الذي اكد ان فريقه لا يخشى اي منافس.
وفي حال نجح مارداونا في الفوز بمبارياته الست المقبلة مع المنتخب، اي الوصول الى النهائي والفوز باللقب، سيصبح ثالث من يتوج باللقب العالمي كلاعب ومدرب بعد البرازيلي ماريو زاغالو والالماني فرانتس بكنباور.
لكن مارادونا لا يحبذ ان يقارن اسمه ببكنباور، وهو قال بهذا الصدد quot;في الواقع، انا لست مثله على الاطلاق، لا يعجبني بكنباور ولن يعجبني ابدًا. القول باني ساعادل انجازه يعني انه علي التنجيم...علي ان اكون مشعوذا، وانا لست مشعوذا، انا مدرب وحسب. علينا ان نطور اداءنا كثيرا اذا اردنا ان نلعب تلك المباراة السابعة (النهائي)quot;.
ويؤكد مارادونا انه يحاول اختبار العديد من خطط اللعب، وبان مهاجميه يتدربون بجهد لايجاد طريقهم الى الشباك، وهو الامر الذي لم يحصل في المباراة الاولى امام نيجيريا، خصوصًا غونزالو هيغواين الذي اهدر فرصة وهو وحيدًا في مواجهة المرمى.
وختم مارادونا quot;لا مكان للخوف في كرة القدم، من يشعر بالخوف عليه ان يبقى في منزله، لا يجب ان تشعر بالخوف على الاطلاق في كرة القدمquot;.
اما مدرب كوريا الجنوبية هاه جونغ-مو الذي واجه مارادونا عام 1986 عندما التقت الارجنتين مع المنتخب الاسيوي في نهائيات مكسيكو، فاكد ان منتخبه اصبح اكثر ثقة بعد فوزه بمباراته الاولى وهو قادر على مفاجأة الارجنتين، مضيفا quot;سنقدم كل ما لدينا لأن اللاعبين يقدمون افضل مستوياتهم امام خصوم من عيارهم (الارجنتينيين)quot;.
وتابع جونغ-مو الذي تفوق في المباراة الاولى بشكل تام على نظيره الالماني اوتو ريهاغل quot;الارجنتين من بين المنتخبات المرشحة للفوز باللقب لكننا نملك لاعبين جيدين. في كرة القدم الفرق الصغيرة بإمكانها دائمًا ان تفوز على الفرق الكبيرةquot;.
وظهر منتخب quot;محاربي التايغوكquot; الذي يخوض النهائيات للمرة السابعة على التوالي والثامنة في تاريخه، بمستوى مميز جدًّا امام اليونان ان كان من الناحية الدفاعية او الهجومية التي اتسمت بالهجمات المرتدة السريعة والخطرة جدًّا.
وبدأ المنتخب الاسيوي بصورة مشابهة لتلك التي ظهر بها العام 2002 بقيادة المدرب الهولندي غوس هيدينك عندما وصل الى الدور نصف النهائي على ارضه، وهو يأمل ان يكرر هذا العرض امام الارجنتين لكي يعزز حظوظه بعدم تكرار سيناريو النسخة الماضية في المانيا عندما ودع من الدور الاول بعدما حل ثالثًا في مجموعته خلف سويسرا وفرنسا وامام توغو بخسارته امام الاولى (صفر-2) وتعادله مع الثانية (1-1)، فيما فاز على الثالثة (2-1).
ويحتفل المنتخب الكوري الجنوبي امام الارجنتين بذكرى مرور 56 عاما على خوضه مباراته الاولى في نهائيات كأس العالم عام 1954 في مونديال سويسرا حين تلقى هزيمة ثقيلة جدا امام المجر صفر-9، قبل ان يخسر بعدها امام تركيا صفر-7.
نيجيريا VSاليونان
يدخل المنتخبان النيجيري واليوناني الى مباراتهما على ملعب quot;فري ستايت ستاديومquot; في بلومفونتين وهما يبحثان عن التعويض بعد ان استهلا مشوارهما بالخسارة.
من المؤكد ان المنتخب النيجيري بدا بشكل افضل بكثير من ابطال اوروبا 2004 الذين لم يقدموا شيئا يذكر على الاطلاق خلال مباراتهم مع الكوريين، واذا خاضوا مواجهتهم بالمستوى ذاته امام quot;النسور الممتازةquot; فسيودعون على الارجح النهائيات دون ان يسجلوا فوزهم الاول وهدفهم الاول في العرس الكروي، وذلك لان مشاركتهم الوحيدة السابقة العام 1994 انتهت بخسارتهم مبارياتهم الثلاث أمام كل من الارجنتين وبلغاريا (صفر-4) و...نيجيريا بالذات (صفر-2).
ويبدو ان اليونان بعيدة كل البعد من ذكريات 2004 عندما فاجأت العالم وتوجت بطلة لاوروبا على حساب البرتغال المضيفة بفضل الخطة الدفاعية التي اعتمدها مدربها الالماني اوتو ريهاغل.
لكن حارس المنتخب اليوناني الكسندروس تزورفاتس اكد ان فريقه سيستجمع قواه بعد خسارة المباراة الاولى من اجل محاولة الفوز على منتخب المدرب السويدي لارس لاغرباك، مضيفا quot;حاولنا ان نضع الانتقادات جانبا بعد الخسارة واستعادة توازننا باسرع ما يمكن من اجل ان نكون جاهزين للمباراة المقبلةquot;، مشيرًا الى ان الكوريين استفادوا من اخطاء بسيطة من اجل الفوز بالمباراة.
وتابع quot;يجب ان نرى الصورة باكملها، ومعرفة اين مكمن الخطأ. نيجيريا فريق قوي جدا. يجب ان نحلل مباراتنا بكافة نواحيها، وان نحلل مباراة نيجيريا ايضًا (ضد الارجنتين) لنرى ما يجب فعله من اجل الفوزquot;.
اما ريهاغل الذي اصبح اكبر مدرب في تاريخ النهائيات (71 عامًا)، فقد حذر لاعبيه بأن الوضع لا يتحمل اي تعثر اخر، مضيفًا quot;يجب ان نأخذ العبر من المباراة الاولى والمحافظة على تركيزنا اذا ما اردنا ان نحافظ على امالنا في مواصلة المشوار. نحن قادمون لمواجهة اقوى فريقين في المجموعةquot;.
ولن تكون مهمة رجال ريهاغل سهلة على الاطلاق لان نسور نيجيريا سيقاتلون من اجل الخروج بنقاط المباراة الثلاث والمحافظة بالتالي على امالهم في تكرار سيناريو 1994 و1998 عندما تأهلوا الى الدور الثاني مرتين على التوالي، والمفارقة ان تأهلهم في المرة الاولى جاء عن مجموعة ضمت الارجنتين واليونان ايضًا، اضافة الى بلغاريا علمًا بأنهم خرجوا من الدور الاول العام 2002 وغابوا عن نهائيات 2006.
التعليقات