هل أصبح محمد نور هو المقياس الحقيقي لصفاء الأجواء في الاتحاد أو توترها واختبار قوي لشجاعة او ضعف اي ادارة تأتي لقيادة الاتحاد بعد رحيل سابقتها، وهل هذا اللاعب بمشاكله المتنوعة، هو من بيده عودة الروح للفريق أو غيابها؟، كل المعطيات تقول إن نجم (العميد) أصبح هو الرئيس والإداري والكل في الكل والقادر على التأثير سلباً أو إيجاباً لدى زملائه اللاعبين، لا أحد يستطيع أن يردعه عن تصرفاته السلبية.
إذا عرجت - كصحفي - على تاريخه فإنك لا يمكن أن تغض الطرف عن قصة شطبه من المنتخب وتشويهه لنجوميته في مناسبات عدة، وقضية التعديل في عقده واصطدامه مع الجماهير في الشوارع بعد المباريات، واعتدائه على الصحفيين في المطارات والحكام في الملاعب وآخرها العام الماضي في لقاء فريقه امام الاتفاق بالدمام، ومع هذا ظل الاول في الاتحاد، اذا انتقدته لسوء تصرفه ولمصلحة فريقه فإنك تنتقص من قيمة quot;العميدquot;، وإذا طالبت بمعاقبته فأنت في مفهوم الكثير من الاتحاديين إنسان انتهازي ولا تقدر قيمة النجوم وتاريخهم، بل إن الاتحاديين يسيئون لاتحادهم عندما يختزلون قيمته بحضور وغياب محمد نور!
في مباريات كثيرة ورط فريقه وأحرج جماهير (العميد)، وخارج الميدان كان صداميا مع الادارات والمدربين حتى اصبح يظن البعض ان نور تحول الى اداة يحركها من لايريد الاستقرار للاتحاد لصالح اشخاص معينين وعلى الرغم من ذلك صبر عشاق (العميد) والكثير منهم يحاول ان يقف بصفه ويوجد له الاعذار!
الذين يقفون ضد ادارات معينة هم من صنعوا هذه المكانة للقائد الاتحادي وشجعوه على المواصلة والغريب أن من يقف بصفه الآن كان يهاجمه في عهد ادارات سابقة اذا خرج عن النص حتى لقبه ب(نجم الحواري) بعد مشاركته في إحدى الدورات، اما اذا تعارضت مصالحهم مع موقف الادارات الاخرى فمحمد نور يصبح في نظرهم اللاعب المظلوم والكنز الذي يجب الحفاظ عليه، وهذا الفكر المليء بالتناقضات هو من يعيق تقدم العميد ويبعده عن المنصات ويشجع اللاعب على التجاوزات.
والسؤال من يخلّص الاتحاد من مشاكل نور السنوية إما بإيجاد العلاج المناسب واستثمار موهبته لصالح الفريق، او اتخاذ القرار الشجاع بإبعاده نهائيا حتى لو ذهب الى ناد آخر، فبقاء هذا اللاعب بتصرفاته الحالية سيؤثر على استقرار الفريق وسيهوي به الى مكانة لا تليق ب(عميد الاندية) السعودية، يبدو انه لم يأت بعد الرئيس الشجاع او رئيس اعضاء الشرف الحازم الذي يقول لنور الاتحاد ليس أنت وحدك، الاتحاد رجال واخلاقيات وقيم وكؤوس ونجوم لا يمكن ان تغيب شمسها بغيابك!
أعان الله الرئيس الاتحادي الحالي المهندس ابراهيم علوان على (اختبار) نور ومن يقف بصفه إما لعلاقة شخصية او لصلة قرابة أو لمصالح تخدم أطرافاً معينة ويصوره أمام الرأي العام وكأنه المظلوم وجوزيه والصنيع وحسن خليفة هم من ظلمه، فهل أدرك الاتحاديون الحقيقيون أن نور بوضعه الحالي يضر فريقهم أكثر مما ينفعه!
جريدة الرياض السعودية
التعليقات