هل تتذكرون كيف كانت أندية مدينة الرياض تزخر بالمواهب الكروية التي ولدوا من رحم المدينة نفسها، أندية الهلال والنصر والشباب التي حصلت على البطولات على من اتكأت طيلة عمرها السابق؟!

اطلعوا على خريطة هذه الأندية الثلاثة حاليا، كم لاعب انتجته المدينة نفسها، ارجعوا إلى التاريخ وقارنوا بين الفترتين.

لست بصدد طرح قضية استعانة هذه الأندية باللاعبين من غير المدينة، فالوطن الواحد أكبر من أن يجزأ، أيضا البقاء للأفضل دائما، أنا هنا أسأل: كيف غاب (الأفضل) عن مدينة الرياض، وحضر في كثير من الأماكن خارجها؟!

محدودية بروز اللاعبين يعني انحدار نسبة ممارسي هذه اللعبة في الرياض، وهو ما يعني أن القضية ليست رياضية فحسب، بل هي ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية، حينما أقول إن المواهب لم تعد قادرة على النمو في الرياض فهو يعني أن خللا اجتماعيا يحدث، الرفاهية التي يتميز بها معظم سكان العاصمة أحد الأسباب التي تجعل الشباب لا يلعبون كرة القدم، وسائل الترفيه التي حلت في السنوات الأخيرة جعلت الشاب حبيس بيته أو استراحته، لا شيء يدعوه لإضاعة وقته وإتعاب نفسه بلعب كرة القدم، وإن أراد أن يفعل هذا لعبها بأصابعه عبر البلايستيشن، يستمتع وهو منسدح على سريره بأقل مجهود!

الأهم أن تجار العقار ساهموا في التضييق على الشباب، استولوا على الملاعب في ظل غياب الجهات الحكومية المعنية، لم يقتطع من المخطط ملعب لأهل الحي، أخيرا تنبهت له وزارة الشؤون الشؤون البلدية والقروية، لكنها محدودة وضيقة، ومن أراد أن يلعب عليه أن يسافر، صارت العملية متعبة جدا، وصار الأفضل البقاء في المنزل، بينما ليس الأمر كذلك في مدن صغيرة يوجد فيها مساحات فارغة.

بسبب تضييق الساحة على من يريد أن يلعب كرة القدم نتجت إفرازات خطيرة، اتسعت مساحة الفراغ عند الشاب مما يعني أنه قد يملأه بأشياء سيئة، ولأنه لا يلعب كرة القدم انكفأ على نفسه فصار انطوائيا، زد عليه ما يحدث له من متاعب صحية بسبب كثرة جلوسه.

حينما كنا نمارس كرة القدم (وما زلنا إذا أتيحت الفرصة) كانت هي همنا، لا وقت للشاب ليخرج عنها ممارسة وحديثا، يصحب ذلك راحة نفسية كبيرة، فالرياضة علاج للأمراض البدنية والنفسية، ساهمت كرة القدم في توسيع دائرة علاقاتنا الاجتماعية، وتكونت شخصياتنا الحوارية منها.

أعود إلى رأس الموضوع، ماذا يفعل معظم شباب الرياض في أوقات فراغهم؟!

-بقايا...

**كما يعاني شباب مدينة الرياض من هذه المشكلة، عانت مدن أخرى منها.

**عودة عبداللطيف الحسيني إلى التدريب في الهلال هو انتصار للمدرب الوطني.

**دوري المحترفين يسير سريعا في طريق تطوير نفسه، وبالذات تقنيا.

**أرجو أن يأتي الوقت الذي تخصص فيه أماكن في المدرجات للمدخنين.

جريدة الرياض السعودية