لمح محمد بن همام بصورة أكثر وضوحاً حتى الآن على أن انكلترا تستطيع أن تعتمد على صوته في اقتراع كانون الأول المقبل لأعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم لتسمية الدولة التي ستستضيف نهائيات كأس العالم لعام 2018.

ويعتبر ابن همام واحداً من الشخصيات المؤثرة والقوية في اللعبة، خصوصاً بصفته رئيساً للاتحاد الآسيوي لكرة القدم. وينبع اعجابه بالكرة الانكليزية من تمتع منظمته بارتباط وثيق مع الدوري الممتاز الانكليزي.

تجدر الإشارة إلى أنه مع بقاء مدة أربعة أشهر فقط قبل اجراء الاقتراع، فإن ابن همام اختار التحدث بحرارة عن كرة القدم الانكليزية في مقال بعنوان quot;بناء شراكات مميزةquot;، عندما استعرض موسم الدوري الممتاز، حيث أشار: quot;... وبما أنني رئيس للاتحاد الآسيوي، فأنا في موقع جيد لضمان دعم العمل الدولي للدوري الممتاز خارج أرض الملعب. لا نستطيع أن ننكر أن للدوري الممتاز مناحٍ جيدة في التدريب في أكاديميات الهند، والمتحدثين الرئيسيين الذين يتقاسمون ثرواتهم المعرفية في حلقات دراسية للاتحاد الآسيوي وارتباط الحكام الآسيويون بانكلترا وجولات أندية الدوري الممتاز إلى القارة. وكان الدوري الممتاز رائداً في تحسين التعلم في آسياquot;.

ومع اعتبار أن التنمية الدولية هي المفتاح الاستراتيجي لمحاولة انكلترا بالفوز بإستضافة مونديال 2018، فإنه من الواضح أن بعض الأعضاء المشاركين السابقين في الفيفا يعترف باحتمالات تحسين البنية التحتية خارج انكلترا. ولكن على رغم نظر بعض المطلعين على أن روسيا ستكون الفائزة المحتملة لإستضافة النهائيات، إلا أن فرصة فوز انكلترا بإستضافة مونديال 2018 تعتمد على مدى قدرتها على اقناع أولئك الذين يبحثون عن أسباب أخرى للتصويت لمصلحتها.

يذكر أنه سبق لـquot;ايلافquot; أن نشرت تعليقاً مفصلاً في منتصف تشرين الثاني 2008 عن زيارة ابن همام لانكلترا واجتماعه المغلق الذي عقده على مائدة الإفطار في فندق تشرتشل مع الرئيس التنفيذي للدوري الممتاز ريتشارد سكودامور وبعض الرؤساء التنفيذيين في أندية الدوري الممتاز ومنهم رؤساء ساندرلاند وتشلسي وارسنال. حيث اهتم هؤلاء المسؤولين اهتماماً كبيراً بزيارة محمد بن همام. وكان جدول أعماله خلال الأيام الخمس من اقامته في العاصمة البريطانية مزدحماً بالاجتماعات وعقد لقاء قبل يوم من هذا الاجتماع مع الصحافة البريطانية في نادي تشلسي.

ومن بين ما تم مناقشته في اجتماع فندق تشرتشل كان اقتراح سكودامور لإقامة المباراة الـ39 للدوري الممتاز في آسيا (التي صرف النظر عنها في الوقت الحاضر بعدما لم يدعمها الاتحادين الدولي والأوروبي لكرة) التي رحب بها ابن همام عندما أقنعه سكودامور بأن منظمته والأندية التابعة لها ستعمل كـquot;شركاءquot; وتساعد في تطوير كرة القدم في آسيا.

وسبق لابن همام، الذي يرأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم منذ عام 2002 ويعتبر شخصية ذات نفوذ متزايد وديبلوماسي لبق، أن طلب من الدوري الممتاز وأنديته المساعدة في تطوير التدريب والخبرة التقنية والتحكيم وغيرها من الهياكل الأساسية في آسيا، ما أدى إلى إقامة شراكة منفعة متبادلة. وقد تؤتى هذه المصالح المشتركة ثمارها في المستقبل القريب، خصوصاً إذا استطاع أن يحول ابن همام تلميحاته هذه إلى أفعال، فإنه قد يجد دعماً من الاتحاد الانكليزي في اقناع الاتحادات الأوروبية الأخرى لترشيحه لمنصب رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم بعدما تنتهي ولاية سيب بلاتر في العام المقبل.

ويعتبر ابن همام في الوقت الحاضر المرشح الأقوى لهذا المنصب بعدما قام بجهود مكثفة للارتقاء بكرة القدم الآسيوية واطلاق دوري المحترفين ودوره في ضم استراليا إلى كنف الاتحاد.