كشف النقاب خلال اليومين الماضيين عن تفاصيل quot;مبطنةquot; للمحاولة المحتملة لعرض كينيث هوانغ، رجل الأعمال من هونغ كونغ، لشراء ليفربول. فعلى رغم أنه لم يتم تقديم العرض رسمياَ، إلا أنه فُهم أن القيمة الاجمالية للصفقة التي عرضها هوانغ وداعميه هي 450 مليون جنيه استرليني، وهذا المبلغ يشمل 300 مليوناً لتسديد ديون ليفربول و150 مليوناً للبدء في دفع عملية تشييد الملعب الجديد وشراء خدمات لاعبين جدد.

وهذا الأمر مهم بالنسبة إلى النادي وذلك لسببين:

أولهما، انه يدل على أن هوانغ ليس مستعداً لدفع مكافأة للمالكين الحاليين الأميركيين توم هيكس وجورج جيليت للموافقة على بيعهما النادي، بل إنه مستعد فقط لتسديد الديون التي أخذت بالازدياد. ولكن من الصعوبة الحصول على أرقام دقيقة الآن عن المستوى الحالي للديون، لأن كل ما يعلن عنه هو أن النادي مدين لرويال بنك أوف اسكتلند بمبلغ 237 مليون استرليني، بالإضافة إلى قروضاً أخرى لم تحسم بعد. ومن المعروف أيضاً أنه وفقاً لحسابات النادي الأخيرة فإن هيكس وجيليت استثمرا حوالي 144 مليون استرليني لضمان القروض، فضلاً عن مشروع تشييد الملعب الذي توقف العمل فيه منذ مدة طويلة، ودعم تشكيلة النادي بلاعبين جدد.

ولكن، وكما تبدو الأمور في الوقت الحاضر ومع نجاح محاولة هوانغ، فإن هيكس وجيليت سيتركان النادي من دون أي أرباح بعد حوالي ثلاث سنوات من السيطرة عليه. وسيبتهج بهذه الحقيقة غالبية المشجعين الذين كانوا يعارضون بمرارة حصول ناديهم على قروض للتمويل على استحواذه والسيطرة عليه.

والأمر الثاني المثير للاهتمام ملاحظته هو المبلغ المتواضع نسبياً الذي وضعه هوانغ جانباً لتطوير الملعب وشراء خدمات لاعبين، إذ أن الكلفة التقديرية لإنشاء ملعب جديد في ستانلي بارك كانت قد بلغت حوالي 350 مليون استرليني عندما تقرر وقف العمل به في عام 2009، حيث لم يستطع الأميركيين من جمع الأموال اللازمة لإنجاز المشروع. وبصرف النظر عن تنظيف بعض مواقعه والتحضيرات الأولية، فإنه لم يتم القيام بأي عمل رئيسي فيه.

ومن غير الواضح حتى الآن كم من الـ150 مليون استرليني سيضعها هوانغ جانباً لإنجاز مشروع تشييد الملعب. ولكن حتى لو وضع الصيني كل هذا المبلغ تحت تصرف العمل في ستانلي بارك، فإنه سوف لن يكن كافياً لإنشاء ملعب عصري الذي سيحتاجه ليفربول ليتنافس مع أفضل الملاعب في الدوري الممتاز.

أما بالنسبة إلى الأموال التي سيتركها للفريق، حتى لو تم تقسيم مبلغ الـ150 مليوناً إلى قسمين متساويين، فإنه من الصعوبة أن يساعد مثل هذا المبلغ في تغيير فريق المدير الفني الجديد في أنفيلد روي هودجسون ليتمكن من المنافسة في البطولات الكبرى بين ليلة وضحاها. ومع ذلك، فإن هوانغ يرى أن هذا المبلغ هو مجرد البداية. ومن المعلوم أنه ومؤيديه لديهم خطة لجمع المزيد من الأموال لبناء الملعب ودعم تشكيلة الفريق عندما يضمنون الاستيلاء على النادي.

وظهر يوم الجمعة الماضي أيضاً أن هوانغ ليس هو فقط رجل الأعمال الصيني الرائد في محاولة شراء ليفربول، إذ يقود غوانغ يانغ - نائب رئيس بنك فرانكلين تيمبلتون للاستثمارات ويعمل مع هوانغ رئيساً مشتركاً في مؤسسة QSL الرياضية المحدودة - المجموعة التي تريد السيطرة على ليفربول إذا نجحت الصفقة. ويعمل الصينيان أيضاً مع غانيس مارك، إذ ساعدت شركته quot;سبورت سكورب المحدودةquot; التي مقرها شيكاغو، على وضع شكل العرض معاً لشراء ليفربول.

وسبق أن نقلت الصحف البريطانية عن غانيس قوله إنه لم يقدم quot;العرض الرسميquot; لشراء أنفيلد حتى الآن، إلا أنه تم وضع مجمل quot;الخطوط العريضةquot; الاثنين الماضي أمام الشخص الذي يتعامل مع صفقة البيع، مارتن بروتون رئيس النادي. وأوضح أيضاً بعض الملابسات التي تحيط باحتمال تورط الحكومة الصينية بالصفقة، من خلال كشفه على أن مؤسسة الصين للاستثمار ndash; صندوق الثروة السيادية الرئيسي للدولة الشيوعية وواحدة من أغنى المؤسسات من نوعها في العالم ndash; يمكن أن تصبح المستثمر السلبي ولن يكن لها أي سيطرة مباشرة.

وهذا الحديث يتناقض مع تقارير صحافية نشرت الخميس الماضي أن الحكومة الصينية هي الممول السري وراء محاولة عرض شراء ليفربول. وأكدت مصادر مطلعة أخرى أن المؤسسة الصينية لا تشترك حالياً بشكل مباشر في صفقة هوانغ، ولكن يمكن أن تكون عضو في مجلس إدارة النادي في وقت لاحق، وربما للمساعدة في توفير بعض التمويل لبناء الملعب الجديد.

وبعد كل ذلك، فإنه من الصعب التصور أن هوانغ ويانغ لم يسعيا للحصول على دعم من الحكومة الصينية لمشروعهما، حتى لو لم توفر العملة الصعبة.
فماذا سيحدث الآن؟

سيدرس بروتون وباركليز كابيتال، اللذان يشرفان على عملية البيع، مطلع الأسبوع المقبل عروض تلك الأطراف التي أعربت عن رغبتها بشراء النادي قبل اختيار مقدم العطاء المفضل يوم الجمعة. وأياً يقع عليه الاختيار، فإنه سيحتاج إلى القيام بفحص سجلات النادي بعناية فائقة ووضع اللمسات الأخيرة للصفقة. وهدف بروتون هو اتمامها بحلول نهاية الشهر الجاري.

يذكر أنه سبق للمتحدث باسم رجل الأعمال السوري/ الكندي يحيى كردي أن ادعى الخميس الماضي أنه على وشك التوصل إلى اتفاق مع هيكس وجيليت. ولكن في هذه المرحلة لم يتعامل بروتون بصورة جدية مع العرض. ومن المستغرب أيضاً لماذا تحدث كردي مع المالكين الأميركيين مباشرة على رغم أنهما عينا في نيسان الماضي رئيس الخطوط الجوية البريطانية مسؤولاً عن عملية بيع النادي.

أما عائلة الخرافي الكويتية فإنها نفت استعدادها لتقديم أي عرض جديد، على رغم أنها عبرت عن اهتمامها في الماضي، وكذلك فعلت quot;مجموعة رونquot; التي مقرها في نيويورك.

وحالة شراء ليفربول مبهمة للغاية، وهناك العديد من رجال الأعمال متورطين فيه، وأنه من المستحيل التنبؤ بأي قدر من اليقين من الذي سينتهي الأمر به لإمتلاك ليفربول. إلا أن هذه الصراعات تظهر أن هناك اهتماماً بشراء النادي، وأن مغامرة هيكس وجيليت في كرة القدم الانكليزية يمكن أن تكون على وشك النهاية قريباً.