تلقى بلاتر دفعة قوية لمحاولة احتفاظه برئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم بعد إبعاد تشونغ مونغ من اللجنة التنفيذية.


روميو روفائيل : يبدو أن فوز الأمير علي بن الحسين، الذي يُنظر إليه على أنه مقرب جداً من بلاتر، على الكوري الجنوبي تشونغ مونغ جوون لشغل منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بعد تصويت في انتخابات الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم التي عقدت في الدوحة الخميس الماضي، قد وضع حداً لإمكانية تحدي الكوري الجنوبي لبلاتر في رئاسة الفيفا في الانتخابات التي ستجرى في حزيران المقبل.

بلاتر مع بن همام

وسبق لتشونغ أن انتقد مراراً وتكراراً فترة بلاتر في رئاسة الفيفا، إلا أن الأخير رد بعنف قبل الانتخابات الآسيوية بقوله: quot;كل هذه النجاحات قد خلقت الكثير من الحسد والغيرة في عالمنا هذا، لأنه لا يمكنك ارضاء الجميعquot;. وأضاف: quot;ان قصة نجاح الفيفا يمكنها أن تتواصل لأننا في وضع مريح على رغم الانتقادات التي وجهت لاتحادنا. لدينا القوة والوسائل لمواجهة أي هجماتquot;.

وأصبح الأمير علي (35 عاماً)، ابن الملك الراحل حسين عاهل الأردن والملكة علياء، أصغر عضو في اللجنة التنفيذية لفيفا بعد فوزه على تشونغ، الذي كان عضواً في اللجنة منذ عام 1994، بأغلبية 25 صوتاً مقابل 20.

وكان أنصار الأمير علي يأملون من مندوبي الشرق الأوسط أن يعبروا عن شكرهم بدعم مرشحهم بعد قرار الفيفا منح حق استضافة نهائيات كأس العالم لعام 2022 لقطر. وقال الأمير علي في اليوتيوب الترويجي إنه سيكون حريصاً على تعزيز علاقته مع رئيس الفيفا الحالي.

وعلى رغم أنه من عادة كبار أعضاء الفيفا أن يضبطوا أنفسهم، إلا أن تشونغ (59 عاماً) كان من أشد منتقدي بلاتر. وتم احراج الأول قبل عشر سنوات إثر أدلة على مخالفات مالية أدت إلى انهيار شركة للتسويق التي نشأت وعملت مع الفيفا.

وأيد تشونغ قبل ثلاثة أشهر المحاولة الفاشلة لإطاحة بلاتر، إذ بدا في مؤتمر عقد في لندن أن الكوري الجنوبي حاول حشد تحدياً آخر لرئاسة الفيفا عندما قال إنه ينبغي quot;تشجيع المنافسةquot; على صدارة المجلس التنفيذي لكرة القدم.

ويشغل السويسري هذا المنصب منذ عام 1998 وفاز في معركة إعادة انتخابه في 2002 قبل حسمه الفترة الثالثة لمصلحته بالتزكية في 2007.

وعلى رغم ادعاء محمد بن همام، عضو اللجنة التنفيذية، أنه لن يقف ضد بلاتر في الانتخابات المقبلة، إلا أنه رفض الأربعاء الماضي استبعاد ترشيح نفسه للرئاسة. وقال القطري، الذي قاد بنجاح محاولة بلاده لإستضافة نهائيات كأس العالم: quot;قد أتفق أو لا أتفق مع بعض الأعمال التي يقوم بها الفيفا، ولكنني اعتقد بأنه بحاجه إلى الكثير من التحسنquot;.

وبينما عبر رئيس الاتحاد الآسيوي عن غضبه بالقرار الذي اتخذه بلاتر حول إنشاء لجنة لمكافحة الفساد في الفيفا من دون استشارة اللجنة التنفيذية، دعا أولي هونيس، رئيس بايرن ميونيخ بقوة أكبر إلى قيادة جديدة على رأس الفيفا.

ويعتقد هونيس، الفائز بكأس العالم مع المانيا الغربية في عام 1974، بأنه ينبغي على القوة التقليدية للعبة الأوروبية أن تقود تحدياً ضد بلاتر. وأضاف: quot;لقد حان الوقت لاتحاد قوي من المانيا وانكلترا واسبانيا أو فرنسا البدء بتنظيف الأمورquot;. وأكد لمجلة quot;سبورت بيلدquot; الألمانية أن quot;التغيير لا يمكن أن يتم إلا عندما تقول الاتحادات الوطنية الكبرى لقد عانينا بما فيه الكفايةquot;.

ولكن مع كل هذا فإنه يبدو أن بلاتر يقترب من الاستمرار في منصبه لأربع سنوات أخرى، خصوصاً بعدما تم دعمه من رئيس الاتحاد الآسيوي.

فقد استبعد بن همام (61 عاماً)، الذي يعتبر الخليفة المحتمل لبلاتر (74 عاماً)، ترشيح نفسه في انتخابات الفيفا التي ستجري في حزيران المقبل، وأكد دعمه للسويسري في البقاء في منصب، على رغم انتقاده لطريقة انشاء لجنة مكافحة الفساد، والذي سبق أن قال أيضاً إنه ينبغي أن تقتصر مدة رئاسة الفيفا على فترتين.

وأعقب قرار القطري خطوة مماثلة من ميشيل بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. لأن الفرنسي، الذي يُنظر إليه على أنه واحداً من المرشحين الأقوياء لرئاسة الفيفا، يسعى للفوز بالولاية الثانية لرئاسة يويفا بدلاً من الفيفا، فيما أكد بن همام أنه سيسعى بالمثل على إعادة انتخابه لرئاسة الاتحاد الآسيوي في عام 2011، والذي يأمل على أن يحصل على ثقة كاملة من كل الاتحادات الآسيوية الوطنية.

وبعد 12 عاماً في السلطة، أكد بلاتر بكل وضوح أنه ليست لديه نية ترك منصبه بعد نهاية ولايته في 11 حزيران 2011، قائلاً إنه لم ينهي مهمته بعد.

وتعتبر الكتلة الآسيوية أكبر اتحاد كرة القدم في العالم، حيث تملك 46 صوتاً في الانتخابات الرئاسية، وستلعب دوراً حيوياً في تحديد ما إذا استمر بلاتر في منصبه أم لا، خصوصاً أن ابن همام يأمل أن يرى آسيوياً رئيساً للاتحاد الدولي لكرة القدم.