بعد أكثر من 8 سنوات على تأثيرهم الجماعي في نهائيات كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان، عاد الثلاثي الفائز مع البرازيل بكأس العالم إلى وطنهم ليشاركوا مع أنديته الكبرى.
كما ذكرنا في وقت سابق من هذا الشهر انضم رونالدينهو إلى فلامنغو. وفي يوم السبت اختطف ساو باولو ريفالدو، وبالطبع هناك رونالدو في كورينثيانز الذي أصبح مشغولاً هذه الأيام بالتحضير للتحدي النهائي الكبير لحياته المهنية.
وإذا سارت الأمور حسب ما خطط لها، فإنه سيعلق حذائه ويعتزل في كانون الأول المقبل، في مشهد من أعظم انتصاراته، عندما يسافر إلى اليابان لنزع لقب بطولة العالم اخرى، ولكنه سيكون لقباً للأندية بدلاً من المنتخبات الوطنية.
ولا يمكن أن يتحقق هذا إلا إذا أصبح كورينثيانز بطلاً لأميركا الجنوبية إذا استطاع الفوز بكأس ليبرتادوريس في حزيران المقبل، وهو المسعى الذي يهيمن على رونالدو كلاعب منذ العام الماضي. ولكن بدلاً من ذلك، فإنه يمكن لهذا الحلم ألا يتحقق بحلول منتصف الأسبوع. فللتأهل إلى مرحلة المجموعات لكأس ليبرتادوريس، فإنه ينبغي على كورينثيانز تخطي توليما من كولومبيا في مرحلة التصفيات الصعبة.
سيلتقي الجانبان في ساو باولو الأسبوع المقبل. أما المحطة الأولى فستكون يوم الأربعاء في بلدة ايباغه الكولومبية وهي عاصمة مقاطعة توليما.
وهي رحلة طويلة لكورينثيانز لمواجهة خصم صعب المراس.
ويملك توليما، وصيف البطولة الكولومبية الأخيرة، صفات الخطورة والسرعة من الكرات المرتدة. وإذا كان لكورينثيانز رونالدو، فإن للنادي الكولومبي مثيلاً له. إذ يعتبر وايلدر مدينا (30 عاماً) واحداً من لاعبي كرة القدم الذي استطاع أن يطور نفسه في وقت متأخر من حياته المهنية، بعدما تورط في الماضي مع مشاكل عصابات المخدرات، ولكنه استطاع أن يتألق بشكل كبير في العام الماضي مسجلاً أهدافاً تلو الأخرى لتوليما. ويتميز باستعمال كلا قدميه وقادرعلى مفاجأة حارس مرمى الخصم بركلات قوية من مسافات بعيدة، ويعتبر مخادعاً ممتازاً ويشكل خطورة كبيرة.
وحتى لو شكل مدينا خطورة في مباراتي الاياب والذهاب، فإن كورينثيانز هو مرشح قوي للفوز على توليما والتأهل إلى مرحلة المجموعات على رغم أن نتائجه في وقت مبكر للموسم الجديد كانت غريبة. ومن المؤكد أنه سيكون أسبوعاً مرهقاً للأعصاب لعملاق البرازيل، خصوصاً إذا كانت نتيجة مباراته الأربعاء سلبية.
وعلى رغم أنه بالكاد يفكر بفشله للتأهل إلى مرحلة المجموعات لكأس ليبرتادوريس، إلا أنها ستكون ضربة قاسية لرونالدو في سنة وداعه للعبته المفضلة، وأكثر قساوة للنادي. لأن الأندية لا تكون قانعة بالحصول على مراكز في المنافسات المحلية فقط.
في باراغواي، على سبيل المثال، لا يتوقف أنصار أوليمبيا من الاستهزاء من منافسهم التاريخي سيرو بورتينو، على رغم أن الأول فاز ثلاث مرات بكأس ليبرتادوريس. أما الثاني فقد شارك في 32 مناسبة من دون وضع يده على الكأس. وإذا أراد أن يتقدم في حملته الـ33 التي انطلقت هذا العام، فيجب عليه أن يتغلب أولاً على ديبورتيفو بيتاري من فنزويلا في التصفيات، وستكون الأعصاب متوترة في اسونسيون على مدى الأسبوعين المقبلين.
في بوينس آيرس، انتظر أنصار سان لورنزو سنوات طويلة حتى حصلوا على ألقاب دولية، وذلك بسبب اصطيادها من قبل منافسيهم. وتمكن النادي منذ عقد من الزمن من الحصول على لقبين في منافسات ثانوية ولكن كأس ليبرتادوريس مازال بعيد المنال الذي أدخل السرور في قلوب عمالقة أخرى من بوينس آيرس الذين كلهم حصلوا على لقب بطل أميركا الجنوبية للأندية.
إنها قصة مماثلة في ساو باولو، مع إضافة بعض التوابل. فخلافاً لنادي سان لورنزو من بوينس آيرس، فإنه مما لا شك فيه أن كورينثيانز يعتبر أكبر نادٍ، على رغم أن الفريق الذي يملك الأكثر أنصاراً في أكبر مدينة في أميركا الجنوبية لم يحصل على لقب القارة مطلقاً.
وتمكن سانتوس من تحقيق ذلك، وحقق نادي ساو باولو هذا الانجاز ثلاث مرات، أكثر من أي نادٍ برازيلي آخر. وفعل ذلك أيضاً منافسه التقليدي باليمراس. ولكن كورينثيانز لم يتمكن من إحراز اللقب. ولحين تحقيقه ذلك فإنه سيعاني من سخريات منافسيه المحليين.
وكانت آمال كورينثيانز كبيرة بأن يقودهم رونالدو إلى هذا النصر في العام الماضي، إلا أن فلامنغو أقصاه في المرحلة الثانية بفارق الأهداف، وهي المرحلة ذاتها التي خرج منها في حملتيه السابقتين في عامي 2003 و2006 على يد ريفر بلايت الأرجنتيني. والهزيمة الثانية شاهدت الانتهاء الفعلي لفترة كارلوس تيفيز في النادي التي اعقبها الشغب والعصيان بعدما عبرت الجماهير عن استياءها وغضبها.
واقصاء كورينثيانز مرتين من التصفيات قبل 2003 كان أشد ايلاماً لأنصاره. ففي عام 1999 خسر بركلات الجزاء الترجيحية أمام بالميراس في الدور ربع النهائي. وبعد ذلك بعام خرج بالطريقة نفسها أمام الخصم ذاته ولكن في مرحلة لاحقة. وهي المرحلة الأقرب التي وصل إليها في محاولة فوزه بالمجد.
وانهاء الجفاف ستكون وسية مناسبة لإتمام رونالدو حياته المهنية، وسيلاقي كورينثيانز طريقاً صعباً لتحقيق ذلك. فعلى افتراض تأهله من التصفيات فإنه سيواجه أصعب مجموعة في بطولة ليبرتادوريس هذا العام.
وعلى رغم أن أمل غواراني من باراغواي ضئيل جداً للتقدم، إلى أن هذا بالتأكيد لا ينطبق على استوديانتس، حامل اللقب الأرجنتيني والفائز ببطولة عام 2009. ثم هناك فريقاً برازيلياً آخر من الوزن الثقيل وهو كروزيرو، قوي البنية الذي كان وصيفاً في بطولة 2009، علماً أنه سيتأهل ناديان فقط إلى مرحلة خروج المغلوب، لذا سنشاهد سقوط أسماء كبيرة على جانبي الطريق.
وسيكون كورينثيانز مغفلاً في هذه اللحظة إذا سمح أفكاره الضالة بأن تتعدى وراء المهمة الفورية للتغلب على توليما، خصوصاً في الوقت الذي سيدعمه جمهوراً غفيراً، ولكن عندما ينظر إلى قمصان توليما البشعة الحمراء والصفراء، فإنه سيرى أيضاً القمصان الخضراء لبالميراس واللون الأبيض والأزرق والأحمر لساو باولو والأبيض والأسود لسانتوس. وتأمل الأندية الثلاثة خسارة كورينثيانز وخروجه من البطولة في مرحلة التصفيات وانهاء حلم رونالدو حتى قبل أن يبدأ.
التعليقات