كشفت الأحداث السياسية التي عرفتها كل من تونس و مصر تباين الميول السياسية لنجوم الرياضة و بالخصوص نجوم كرة القدم مما جعل مواقفهميتفاوت مما جرى و يجري و بالتأكيد فان تلك المواقف يمكن أن تتكرر في باقي البلاد العربية.

فقد أفرزت ثورة الشبابفي البلدين بروز تيارين لهذه الفئة من المجتمع فئة مع النظام و أخرى ضده و هو ما تجلى بشكل واضح في مصرعلى اعتبار الشعبية الجارفة التي يتمتعون بها أكثر من أهل السياسة أنفسهم شعبية أراد النظام السياسي البائدأن يستغلها و يوظفها لصالحه و استخدام مؤيديه من هذه الفئة وسيلة لتلميع صورته حيث خرج العديد من اللاعبين و المدربين في مسيرة تأييد الرئيس المخلوع حسنى مبارك على غرار مدرب منتخب الفراعنة حسن شحاتة و نجم مصر في التسعينات هاني رمزي و مدربا الزمالك التوأم إبراهيم و حسام حسن في تلك المسيرة المؤيدة المعاكسة لاتجاه الشارعو طالبوا المحتجين بوقف تظاهرهم بلو ناشدوا مبارك الاستمرار في السلطة و الحقيقة أن هؤلاء المؤيدين والمطبلين للنظام و في جميع البلدان العربية لا يفرقون بينالوطن والسلطة مما جعل الأخيرة في أيامها الأخيرةتستخدمهم كورقة جوكروكأنهم كانوا يعملون عندها وأن المنتخباتليست وطنية بل تابعة للسلطة و إذا رحلت فان الكل سيرحل معها و فهم هؤلاء الرسالة فخرجوايدافعون عن مناصبهم و مصالحهم التي تهددها المسيرات الاحتجاجية قبل الدفاع عن النظام و الآن و بعد سقوط مبارك ونظامه فان الشعب سيلفظ مثل هؤلاء بعدما تأكدت له وجود علاقات مشبوهة بين هؤلاء و أفراد النظام تستغل فيها شعبيتهم لتحقيق مصالحهم المادية الضيقة .

و بالمقابل كان هناك الكثير من النجوم أعلنوا صراحة معارضتهم للنظام و تأييدهم المطلق للمحتجينعلى غرار نجم الزمالك و مصر سابقا الحارس نادر السيد الذي شارك في الثورة بشكل مباشر من خلال التواجد في ميدان التحرير و اغلب نجوم الأهلي رغم إدراكهم جيدا بان مستقبلهم سيكون وراء الشمس في حال فشلت الاحتجاجات و بقي النظام متسمرا لكنالجماهيرالمتظاهرة و على عكس السلطة لم تحاول استغلالهم و استخدامهم لجلب عدد اكبر من المؤيدين ربما حتى لا تحرجهم و تركت لهم الحرية في الاختيار و في الطريقة المفضلة للتعبير عن موقفهم تجاه ما يحدثو اعتبارهم مواطنين عاديين لا تقلأهميتهم عن باقي الشعب و لا تزيد ما دام أنهم شريحة أقلية في أي مجتمع كما أفرزت الأحداث بروز فئة ثالثة حاولت إمساك العصا من الوسط من أمثال حسام ميدو و الحارس عصام الحضري فمن جهة أيدوا المحتجين بإعلانهم عن شرعية مطالبهم السياسية ومن جهة أخرى ناشدوا خروجا مشرفا للرئيس مباركو لم يعارضوا استمراره في الرئاسة لغاية نهاية عهدته في أيلول القادم كما لجا آخرون و هم كثر إلى التزام الصمت و انتظار النتيجة النهائية لاتخاذ الموقف الصحيح لتفادي خسارة أي طرف عملا بالمثل العربي الشائع إرضاء الراعي دون تجويع الذئب.

و هناك بلدانا عربية أخرى عاشت مثل هذا الانقسام في المواقف السياسية للرياضيين من مختلف القضايا كما حدث في الجزائرفي الانتخابات الرئاسية التي جرت في نيسان 2004 بين الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة و منافسه الرئيسي آنذاك علي بن فليس حيث اختار العديد من اللاعبين و المدربين و رؤساء الأندية الوقوف في صف الرئيس و فضل آخرون المغامرة مع منافسه.